أحدث الموضوعات
recent

هل يتعلم الرئيس مرسي الدرس التركي؟




نصيحتي إلى الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، بأن يتعلم الدرس من التاريخ؛ فكل ما يحدث الآن عملته الدولة الغويطة –على رأى أستاذي بلال فضل- في تركيا مع مندريس وأوزال وأردوغان، فعندما كسب مندريس شعبية عند الأتراك ضرب العسكر له التحية، لكنهم سلطوا عليه الشائعات والإعلام وعصيان الدولة الغويطة ولما فقد تعاطف الناس أعدموه.

وهو ما حاولوا تكراره مع الطيب أردوغان، لكن ما أنقذ أردوغان أنه لم يكن خلفه جماعة غبية متخبطة، بل استطاع تكوين تحالف مدني ليس فقط من الإسلاميين وإنما من قوى مالية صغيرة تكتلت ضده، وحارب معركة تلو معركة.

على الرئيس مرسي الرجوع إلى كتاب «تركيا الأمة الغاضبة» الذى ألفه الباحث التركى كرم اوكتم الذي يبرز دور الدولة العميقة فى صناعة المشهد التركى خلال الثمانين سنة التى خلت، والمؤلف يطلق عليها «الدولة الحارسة» التى قامت على تحالف الجيش مع القضاء والبيروقراطية ذلك ان الجيش فى الانقلابات التى تمت كان يقوم بالمهمة السياسية والدور العسكرى، لكن ذلك لم يكن يكتمل ويحقق مراده بدون اسهام القضاء وتجاوب أجهزة الإدارة البيروقراطية، إن شئت فقل إن القضاء والبيروقراطية ظلا طوال العقود الخالية من الأدوات التى استخدمها الجيش فى تسويغ ممارساته وبسط سلطاته. ويسجل المؤلف انه فى تسع حالات استخدم الجيش المحكمة الدستورية فى حل 9 أحزاب إسلامية وكردية فى الفترة ما بين عامى 1971 و2009. (هل يذكرك ذلك بالوضع الراهن فى مصر؟)

قد تكون معارضاً للاخوان لكن لا يعني هذا ان تكون معانداً لمرشح يمثل الطرف الشرعي الوحيد حتى الان، فالرئيس مرسي هو الوحيد الذي وكّـله الشعب وليس المخلوع، عارض الاخوان كيفما شئت، هاجم صفقاتهم وسكوتهم وقتما يحدث، لكن لا يعنى هذا أن تضع يدك في إعلام أبسط ما يقال عنه أنه يستحق وسام القذارة من الدرجة الأولى، فهناك فارق بين أن تنتقد الرئيس مرشح الثورة وأن تنقض على الثورة بتواطؤ قذر مع العسكر وجهاز المخابرات الذي يعمل فقط من أجل إعلاء المصلحة الصهيونية على حساب كل ماهو مصري أصيل.

من حق أي وسيلة إعلام او إعلامي أن يقول رأيه في اداء الرئيس، وأن ينتقد جماعة الاخوان إذا أخذتها العزة بالرئاسة وظنت انها فقط القادرة على النهوض بمصر لوحدها دون مساعدة الباقين، لكن ليس من حق أي وسيلة إعلامية أو صحفى مهما كان اسمه أو صـيته أن ينشر معلومات خاطئة مغلوطة فقط لمجرد أن الرئيس منتمى لتيار مخالف أو جاء على غير هوى أصدقائهم أو إرادة أولياء نعمتهم.

أخيراً وليس آخراً.. يبقى الرهان على وعى الشعب المصري وقدرته على تحمل الصعاب في طريق التخلص من التبعية، التبعية لنظام عميل تابع بدوره للحلف الصهيوني الامريكي.

وكلمة إلى الرئيس مرسي.. تعلم الدرس مما حدث في تركيا من وقائع تحالف العسكر ضد مندريس ثم أوزال ثم أردوغان لإفشال حكمهم.


عبدالرحمن كمال

yonis_614@yahoo.com



زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.