أحدث الموضوعات
recent

طارق التونى يكتب: "رابعة".. من إعتصام داخل دولة .. إلى دولة داخل الاعتصام



هذا ما رأيت فى رابعة
"من إعتصام داخل دولة .. إلى دولة داخل الاعتصام "
لماذا أكتب شهادتى : ( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم)
لمن أوجه شهادتى : لكل من يثق برأيى ولا يتسع المجال لديه لتكذيبى .. لكل من اراد الحقيقة .. الحقيقة فقط .
قد يتبادر الى الاذهان ان عبارة "دولة داخل الاعتصام " هى فقط لإضفاء نوع من جذب الانتباه .. لكنى أقصدها تماماً ..
لكى تصل إلى المنصة الرئيسية لرابعة للقادمين من شارع النصر عليك السير مسافة 2 كيلو متر حتى تصل إلى بداية الاعتصام .. بداية من المنصة تبدأ الحواجز التى أقامها المعتصمون وعددها 3 حواجز وهى عبارة عن اكياس من الرمال او بعض الاحجار التى انتزعوها من ارضيات الرصيف .. ارتفاع كل حاجز ي يقارب 170 سم .. ويوجد خلف كل حاجز اكوام صغيرة من الطوب تحسباً لأى هجوم محتمل .. عند كل حاجز يوجد تفتيش ذاتى بطريقة محترمة وبإبتسامة تدل على ترحيب كبير بتواجدك ذاك التفتيش لضمان عدم وجود اى اسلحة وايضا للتأكد هوية المنضمين لضمان عدم اندساس عناصر امنية او غيره.
 ما بين كل حاجز وآخر مسافة تقترب من ال50 متر تقريباً .. بعد جهد جهيد وصلت الى محيط الاعتصام .. اعداد كبييرة من الخيام واعداد اخرى تنصب بشكل يومى .. اكاد اجزم بأن الغالبية الكبرى هم بالفعل اعضاء فى جماعة الاخوان حيث تعتلى جباههم للشعار المميز لهم .. ايضا الكثير من الشباب الملتزم من الجبهة السلفية .. والكثير ايضا من الشباب الذى يعارض الانقلاب العسكرى ولا ينتمى لأى منهم .. الكثير من الشباب الذى يبدو عليه الوعى .. كثير منهم طلاب فى كليات عليا كالهندسة والطب والصيدلة وغيرها .. اطياف عدة .
تبدو على معظمهم فى الخيام علامات الارهاق ولما لا وقد طالت مدة الاعتصام لستة اسابيع متواصلة كان من بينها شهر رمضان بالاضافة لعوامل الحر الشديد وارتفاع درجة الحرارة .. اضافة الى عوامل التوتر النفسى وكثرة الاشاعات التى تنتشر فيما يخصهم .. لكن ما يميز الكثير منهم هى روح الاصرار على استكمال ما بدأوه .. رأيت فى اعينهم ثقة غريبة فى تحقيق اهدافهم !
هناك نظام يتبعه هؤلاء المعتصمون حيث انهم يقسمون دورياتهم الى (شفتات ) مجموعة تقوم بالنهار واخرى بالليل .. والبعض الذى يتخصص فى اعداد الطعام .. والاخر فى تنظيف المكان وذاك مسئول عن المتابعة الاعلامية وهذا مسئول عن البث للقنوات وغيرها ..
ساقية رابعة .. المستشفى الميدانى .. المركز الاعلامى .. عيادة الخطف الذهنى
كلها اماكن ذات تنظيم داخلى جيد للغاية وبها جانب يبعث فى نفوسهم اطمئنان ولو جزئى ان شىء ما يشير الى حياة طبيعية تتم على قدم وساق .
هناك تواجد كبير للمرأة فى رابعة .. ويرتكز معظمهم اما فى خيام فى الخارج وايضا داخل المسجد .. حيث ان لهم ادوار ايضا كاعداد طعام او رعاية بالاطفال .
هناك ايضا مركز للامانات .. حيث ان فقدت اى شىء لك (نظارة ..موبايل كاميرا .. كاب ) اى كان قد تتوجه مباشرة لمركز الامانات لتسجيل فقده او لفحص ما يوجد هناك .
رابعة بارك .. وسيلة عبقرية لفصل الاطفال عن جو الاعتصام الذى طال وقته وبها ملاهى والعاب اقبل عليها كثير منهم بشغف .
.. كنت متشوق جدا لرؤية ما بداخل الخيام .. ولحسن الحظ فأن جميعها كانت مفتوحة وبداخلها المعتصمون ما بين نائم وقارىء وجالس ليقرأ .. فكرة ان جميع الخيام مفتوحة تدحض اى مزاعم لوجود أسلحة بداخلها .. فبإمكانك الدخول اى اى خيمة تريد .. كل ما سوف تجد فى اغلبها .. غطاء بسيط .. بعض الاوانى ..وزجاجات المياة .. وبعض الكتب والصحف .. هناك بعض الخيام التى تحتوى على مروحة والاخرى تكييف !
.. نصب الخيام لم يتم بصورة عشوائية فلكل محافظة او مجموعة خيمة خاصة فهذا ركن ابناء الصعيد وهنا خيمة ابناء الدلتا وهكذا .. حسب المناطق .. ايمنا تذهب تطاردك الخيام .. ورشاشات المياة ايضا لتخفيف درجة الحرارة ..
توجهت للمنصة الرئيسية بصعوبة بالغة لرؤية ما تحتها ومشاهدة تلك الكرة الارضية التى يتحدثون عنها ودراكولا مصر الذى يخبىء الجثث ولما اجد الا اخشاب تقام عليها المنصة واناس يقوم على ترتيب من يقومون بالقاء الكلمات ..
لكن اسوأ ما رأيت فى رابعة .. هو المستوى المتدنى للخطاب الذى يقال على المنصة بعضه وليس كله .. فالمنصة يحتكرها بعض المتحدثين دون غيرهم .. ولكى تصعد اليها (عايز واسطة !) شىء مثير للاشمزاز .. ايضا لم يعجبنى معظم الهتافات التى يرددها الكثيرون التى لا تفيد شىء سوى السخرية من اشخاص او كيانات بعينها .. ولا تخدم قضية وهى معارضة الانقلاب ..
هممت بالانصراف بعد قضاء ما يقارب ساعتان فى الميدان .. بعدما احببت ان اكون ذاك الذى يخبركم ان كل ما يقال بوجود اسلحة كيمياوية ونووية وكرة ارضية داخلية وجثث ملقاة على ارض مستوية .. هى محض خيالات فكرية .. ولا يرضى بها رب البرية .. هممت بالانصراف .. لكنى وفجأة شعرت انى قد تم سرقتى .. نعم لقد خطفت ذهنياً
هذا جزء مما رأيت .. والله على ما اقول شهيد
11 اغسطس 2013
السبت

زقاق النت

زقاق النت

هناك تعليق واحد:

جلال عبد الحكيم يقول...

ارجو ان تكون اخطتفط لصالحك وليس ضدك واتمنى لكم مزيدا من الخطف الذهنى وتحياتى

يتم التشغيل بواسطة Blogger.