أحدث الموضوعات
recent

كم ستدفع السعودية ثمنا لتمرير صفقة جمال خاشقجي؟ وبمن ستضحي؟




منذ الإعلان عن بوادر صفقة ثلاثية بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وتركيا، لإغلاق أزمة اختفاء الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتلاحظ وجود سيل من التسريبات التركية المتلاحقة لوسائل الإعلام حول الموضوع.

الدكتور مصطفى اللباد، الخبير في الشئون التركية والإيرانية، قال في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك" إن تركيا بتسريباتها المتلاحقة الآن عن تفاصيل عملية القتل تقطع الطريق على إعتراف سعودي مخفف بالمسؤولية عن قتل جمال خاشقجي.

ربما تكون التسريبات التركية هدفها تحقق أكبر قدر ممكن من الابتزاز الأمريكي للسعودية، كجزء من الصفقة بين واشنطن وانقرة من جهة، ضمن الصفقة الكبرى بين الدولتين مع السعودية.

بوادر صفقة تمرير أزمة اختفاء خاشقجي اتضحت بشكل جلي عقب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب أن "عناصر غير مُنضبطة" قد تَكون وراء قتل خاشقجي في القُنصلية السعوديّة في إسطنبول، وأن الملك سلمان بن عبد العزيز أكد له، وبشكل حازم، أن يكون على علم بأي شيء.

تصريحات ترمب تؤكد أن الصفقة الآن دخلت مرحلة البحث عن كبش فداء لإلصاق الجريمة به، وأنّ الصفقة هنا ثلاثية تجمع بين كل من الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، وأنه تم التوصل للصفقة لإغلاقِ هذا الملف ربما إلى الأبَد.

إعلان الملك سلمان، أنه أمر بإجراء تحقيق داخلي في هذه الجريمة هو اعتراف بتورط عناصر سعودية، والتراجع عن كل المواقف السابقة التي سادت طوال الأيام الماضية، وأنكرت أي دور للسعودية، وأكدت أن خاشقجي غادر القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، وزعموا القلق على اختفائه.

ووفقا للصفقة المبرمة، ربما تحمل الأخبار المقبلة عناوين عن ظهور جثمان خاشقجي ومكانه، وطريقة قتله في القنصلية السعودية، بل إن التسريبات التركية المتلاحقة كلها تصب في مصلحة كشف ملابسات قتل خاشقجي.

تدخل الملك سلمان بشكل شخصي على خط الأزمة، بات أمرا متكررا في الأزمات العنيفة التي تهز العائلة المالكة، وسبق وتكرر هذا التدخل في ازمات مثل ما قيل عن مواقفة السعودية (ممثلة في ولي عهدها محمد بن سلمان) على تهويد القدس وصفقة القرن، وقتها، خرج الملك سلمان ببيان أكد فيه أن المملكة متمسكة بالمبادرة العربية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وإنها لن تقبل إلا ما يقبل به الفلسطينيين.، وهو ما تكرر أيضا في أزمة طرح ارامكو للاكتتاب.

الأسئلة التي تطرح نفسها حاليا، هي ما هو الثمن الذي ستدفعه السعودية مقابل تمرير هذا الخطأ الكارثي؟ وبكم مليار سيقنع ترامب ويقبل ان يطوي صفحة اختفاء جمال خاشقجي، الصحفي المقرب من واشنطن وصاحب الجهود الكبيرة فيما يعرف بالجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفياتي؟ وما هو نصيب تركيا من هذه الصفقة؟ هل ستحصل هي الأخرى على مليارات سعودية؟ ام سيكون نصيبها مجرد السماح لليرة التركية بالصعود امام الدولار؟

كذلك، هناك سؤال حول كبش الفداء الذي يتوقع له أن "يشيل الليلة" ويتم محاسبته على كارثة اغتيال خاشقجي، ومن الذي سيتم التضحية به لرفع أي لوم عن مسئولي السعودية بداية من ولي العهد المتهور، ومساعديه الأكثر تهورا، وما هو مستوى المسئول الذي قد تضحي به السعودية في هذه الأزمة؟

أيضا، هل من الممكن أن تغير المملكة سياساتها مستقبلا؟ او على الأقل، هل تغير من البطانة المحيطة بولي العهد والتي شجعته ربما على ارتكاب مثل هذا الخطأ الكارثي؟ أم هل يتدخل الملك سلمان للحد من سلطات وصلاحيات ولي العهد الشاب، بعد كم الحماقات التي يتركبها أينما حطت خطاه هو ومساعديه؟

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.