إذا نظرنا إلى الفريق الانتقالي للرئيس الديمقراطي المنتخب حديثا في الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، سنجد أنه يضم ممثلين عن فيسبوك، أبل، كما سيقود رئيس جوجل السابق، إرِك شمِت، فريق التكنولوجيا في البيت الأبيض، وكان من كبار ممولي الحملة الانتخابية.
الرئيس السابق لجوجل، إرِك شمِت، يرأس حالياً، في ادارة ترمپ، لجنة في وزارة الدفاع للتواصل بين البنتاجون وسليكون ڤالي. كما أن أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك (وغالباً الرئيس الديمقراطي القادم) يعتمد على شمِت في بناء مدينة الغد.
سهم پالانتير للتكنولوجيا (مؤسسوها هم مؤسسو كمبردج أنالتيكا، نجمة فضيحة التجسس في فيسبوك) ارتفع 30% بمجرد فوز بايدن. پالانتير هي شركة لبناء قواعد بيانات ضخمة عن المواطنين للشرطة والأمن والمخابرات. أسسها پيتر ثيل، رائد رأسمالية التجسس. وكانت كمالا هارِس أول من استأجر پالانتير حين كانت مدعي عام كاليفورنيا.
ولا يمكن فهم المشهد السياسي الحالي بمعزل عن رأسمالية التجسس. ومن أهم الأشخاص على البرزخ الواصل بين السياسة والأعمال: پيتر ثيل
أهمية پيتر ثيل تنبع، جزئياً، من أنه كان أحد مؤسسي شركة پايپال للدفع الإلكتروني لشركة إيباي. پايپال أظهرت أهمية ما يسمى بالتكنولوجيا المالية FinTech والتي تهدد بالحلول محل البنوك الحالية ظهير النيوليبرالية. لذا حظى بدعم من ملياردير التجسس اليميني روبرت مرسر.
ويجب فهم شركات استدعاء الركوبات، مثل أوبر، على أنها قمة رأسمالية التجسس. فالشركات الأخرى تجمع معلومات عن الأشخاص، ولكن أوبر تجمع معلومات عن تحركاتهم. ولذلك فالصراع هائل بين الصين وأمريكا عليها. وكثيرا ما تواصلت شركات مع مبرمجين أثناء ركوبهم أوبر لتوظيفهم.
روبرت مرسر وصفته فوربس سنة 2015 بأنه أحد أكثر عشر بليونيرات نفوذا في السياسة. منذ ذلك الحين تصاعد نفوذه كثيرا. وهو ممول رئيسي لليمين البديل.
كمالا هارس، زوج شقيقتها، توني وست، يعمل مستشارا قانونيا لشركة أوبر، ولذا أجهض مطالبة كاليفورنيا الشركة أن تتيح لسائقيها أن يشكلوا نقابة أو يطالبوا بمزايا وظيفية. نفس الشخص (الأسود) كان وراء قرارات كمالا التي سجنت عشرات الآلاف من السود لمدد طويلة بتهم تافهة
للأسف العرب غير متابعين للمشهد السياسي والمالي والتكنولوجي في أمريكا، رغم التصاقهم بشاشات التلفزيون في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، لمعرفتهم أنها تؤثر في حياتهم بشدة.
د.نايل الشافعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق