في اليوم الثالث من حرب حزيران 1967 أعلم وزير
الدفاع ديان رئيس وزرائه أنه قد تم فتح القدس. بعدها جمع أشكول اللجنة
السياسية لحزبه وقال لهم: ” لقد وقع لنا مهرٌ جيد / لكنه جاء معه عروس لا
نرغبها – الفلسطينيون. ” وأضاف ” ليس هناك خيار سوى اعطائهم وصفاً خاصاً. وأضاف:
أرغب بالاحتفاظ بغزة بشدة، إلا أنها وردة محاطة بكثير من الأشواك… الفلسطينيون..
ليس هناك من خيار سوى منح الفلسطينيين “وضعاً خاصاً”..
وبالنسبة للضفة الغربية قال إيشكول بأن الحدود ستكون نهر
الأردن، وبأن إسرائيل لن تتنازل عن أي شيء بدون السلام. توصل الوزراء
لقرارين: الاحتفاظ بكامل الضفة الغربية حتى نهر الأردن كما سبق وأن طالب ميناحيم
بيغن، والسيطرة على المناطق المنزوعة السلاح على طول الحدود السورية. كرر إيشكول
القول بأنه يرغب بالاستيلاء على بانياس أيضا.
لم يكن هناك من الإسرائيليين من يخشى الضغوط الدولية أو
موقف الأمم المتحدة أو أي شيء آخر، وهو شعور عارم بالثقة نابع من الإيمان بقوة
ونفوذ وموارد الصهيونية العالمية، وقدرتها على التعامل مع “مصادر الإزعاج” هذه.
كان مصدر القلق الوحيد بالنسبة للقادة الإسرائيليين هو: مصدر التهديد الداخلي أو ”
قنبلة الأرحام” التي يمثلها الفلسطينيون.
بعد الاحتلال، قام تيدي كوليك، رئيس بلدية القدس الشرقية
بزيارة مجاملة لـ: “نظيره” العربي روحي الخطيب. وبعدها بأيام اجتمع به مرة أخرى في
فندق جلوريا في القدس ولكن ليسلمه كتاب تنحيته من المنصب. ولأن الكتاب
كان بالعبرية فقد ترجمه أحدهم للخطيب على إحدى الفوط الخاصة بالفندق.
ديان يدخل القدس على طريقة اللنبي واقتراح لهدم الاقصى
كان اليوم الثالث للحرب يوم الاربعاء
7/6/1967 يوماً مشهوداً ففيه :
· قرر المجلس الوزاري بالاحتفاظ بالضفة الغربية المحتلة
حتى نهر الاردن وكذلك المنطقة المنزوعة السلاح مع سوريا .
· كذلك دخل ديان و رابين و وناركس الى القدس من باب الخليل
واعادوا تمثيل الدور الذي قام به الجنرال الينبي سنة 1917 حين دخلها محتلاً
. كان العلم الاسرائيلي يرفرف فوق قبة الصخرة لكن ديان امر بانزاله بناء على
نصيحة المدعي العام العسكري.
· حاخام الجيش الاكبر الجنرال Goren قد أخبر الجنرال ناركس / قائد
الاحتلال للضفة أن هذا هو الوقت المثالي لنسف مسجد الصخرة ولو فعل ذلك فسوف يذكره
التاريخ. وأضاف أن مثل هذا العمل يمكن فقط في الحرب . وغداً سيكون عمل ذلك
متأخراً جداً .
· عندما زار بن غوريون القدس / المبكى في اليوم الرابع طلب من
رئيس البلدية طرد العرب من حارة اليهود فوراً .” اطردودهم . لستم بحاجة
لقانون فالاحتلال هو القانون الاكثر فعالية “
خطة بن غوريون المقترحة
كثيراً ما سأل الصحفيون بن غوريون عن تصوراته عما ينبغي على
إسرائيل فعله بالأراضي المحتلة، قبل أن يأتي رده المفصل والمدون على شكل
برنامج يقوم على المرتكزات التالية:
· لن يكون هناك أي تفاوض على وضع القدس الشرقية.
· عدم انسحاب جيش الدفاع من نهر الأردن ومنح سكان الضفة
الغربية الحكم الذاتي.
· سيبقى قطاع غزة بيد إسرائيل مع نقل سكانه إلى الضفة الغربية.
· تمكين يهود الخليل من العودة لمنازلهم.
· سيكون باستطاعة سوريا استعادة الجولان إذا ما وافقت على
الدخول في مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل.
· باستطاعة مصر استعادة سيناء في حال موافقتها على الدخول في
مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل، التي سيكون لها حق العبور الآمن عبر مضائق العقبة
وقناة السويس.
· ستمنح إسرائيل الأردن ممراً إلى البحر المتوسط في حال
موافقته على الدخول في مفاوضات مباشرة.
قرار مجلس الوزراء بتاريخ 19/6/1967 السري جداً
جاء التقرير الذي أعدته لجنة خبراء شكلتها الحكومة بعد الحرب
متضمناً عدداً من التوصيات الخاصة بمستقبل الأراضي المحتلة. ومما جاء في التقرير
القول:
· “ستكون الدولة الفلسطينية المقترحة “تحت وصاية جيش
الدفاع″ وبدون جيش، ولكن يسمح لها بالاحتفاظ بقوة شرطة. وسيكون هناك
تمثيل عسكري إسرائيلي لدى حكومة فلسطين ووجود دائم للجيش الإسرائيلي في وادي
الأردن وسيتكفل جيش الدفاع بتوفير الحماية للدولة الفلسطينية من التهديدات
الخارجية. وفي حين أن الحدود بين فلسطين وإسرائيل ستقام على أساس خطوط تقسيم 1948
إلا أن إسرائيل ستقوم بضم بعض المناطق بما فيها ممر اللطرون. وحفاظاً على ” ماء
الوجه ” بالنسبة للفلسطينيين، فإن إسرائيل “ستتخلى” عن بعض قراها العربية.
· وستحظى الدولة الفلسطينية بمدخل إلى البحر من خلال
مرفأ إسرائيلي وممر حر يربط الضفة الغربية بغزة.
· وفي حين أن القدس الشرقية ستبقى ضمن إسرائيل فإنه
سيسمح للفلسطينيين بإدارة “بلدية فرعية” في البلدة القديمة، وسيكون هناك وضع خاص
للأماكن المقدسة. وسيكون باستطاعة الدولة الفلسطينية إقامة عاصمتها في أقرب نقطة
ممكنة من القدس لتصبح جزءاً من القدس الكبرى.
· وفيما يتعلق بمشكلة اللاجئين فإن إسرائيل ستعمل على
حلها من خلال الأموال الدولية التي ستشجع اللاجئين في الضفة وغزة على الهجرة منها
والاستقرار في دول أخرى.
أليس هذا ما هو مطروح على الفلسطينيين قبوله في
مفاوضاتهم الأبدية والعبثية مع إسرائيل؟ يبدو أن أحداً من ثوار الخمسة نجوم لم
يتعب نفسه لقليل من البحث ودراسة مثل هذه الوثائق الرسمية الاسرائيلية .ما يقوم به
اوباما ووزير خارجيته وشركائهم العرب وجامعتهم اللاعربية هذه الايام محاولة تمرير
الحلول التي اقترحها مجلس الوزارء الاسرائيلي في 19/6/1967 .
(عن كتاب أمريكا إسرائيل الكبرى الصادر بالعربية
والانجليزية لكاتب هذا المقال)
مستشار عالمي للبترول ، كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق