(1)
في بداية أزمة جمال خاشقجي، قالت سي ان ان والواشنطون بوست إن الاستخبارات الأمريكية CIA كانت على علم بالجريمة قبل تنفيذها، في اتهام واضح وصريح للاستخبارات الأمريكية بالتواطؤ مع المملكة السعودية.
لكن، جينا هاسبل، التي اختارها ترمب لقيادة سي آي ايه، قالت مؤخرا، في تقييم للاستخبارات الأمريكية، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي، على عكس كل ما تبناه ترمب من مواقف داعمة لولي العهد.
ترمب أصر على موقفه، وتجاهل تقييم سي اي ايه، وحدد يوم الثلاثاء موعدا للكشف عن قرارات مهمة في القضية
(2)
تركيا أردوغان أدارت الأزمة بحرفية وبراجماتية معروفة عن الرئيس التركي، ومتوقعة منذ اللحظة الأولى للتصعيد التركي، لكن مطالب أنقرة التي ستجعلها تكف عن التصعيد غير معروفة، وما هي الملفات التي سيطلب أردوغان من السعودية التنازل أو التراجع فيها مقابل تخفيف حدة التصعيد تمهيدا لدفن الموضوع؟ (قطر، مصر، الحج، الإمارات)
(3)
إصرار ترمب -حتى الآن- على الوقوف بجانب ولي العهد السعودي، يعني بشكل أو بآخر أن وساطة نتنياهو واللوبي الصهيوني والمسيحيين الانجيليين لصالح ولي العهد السعودي، أثمرت وربما تكون قادرة على حمايته في الأيام العصيبة الحالية، لكن السؤال هو: هل يواصل ترمب دعمه لـ"بن سلمان"؟ وهل يقدر اللوبي الصهيوني والمسيحيون الانجليون على الوقوف ضد الدولة الميقة التي تحاول عرقلة ترمب في هذا الملف؟ أعتقد أنهم ربما قادرون
(خاشقجي قدم خدمات جليلة للدولة العميقة في امريكا، خاصة فيما يعرف بالجهاد ضد الروس في أفغاستان مثلا)
(4)
من الناحية القانونية والإجرائية، هل يملك الكونجرس إجبار الرئيس على التخلي عن دعم الرواية السعودية وولي العهد، حتى لو استعان الكونجرس ذو الأغلبية الديموقراطية بجينا هاسبل وأرغمها على الاعتراف بتورط ولي العهد في القضية؟
أعتقد ان ترمب لن يغير موقفه، وموقف الونجرس لن يكون ملزما له، خاصة أن السياسة الخارجية لأمريكا يحددها الرئيس لا الكونجرس
(5)
لكن، ماذا لو رضخ ترمب وغير موقفه؟
هل تملك الولايات المتحدة تغيير بن سلمان او الاطاحة به؟ لا نتحدث عن عجز امريكي أو إرادة سعودية مستقلة، بل عن مدى قبول بن سلمان بالموقف ومدى موافقته على التخلي عن منصبه بسلام
محمد يعلم أن مصيره عسير وحسابه أشد عسرا في حال فقد منصبه، سيحاسب على كل ما اقترفه طوال 3سنوات، خاصة ما فعله بالأمراء في فندق الريتز، وهو يعي ذلك جيدا، ويعلم ضريبة تخليه عن منصبه، فهل سيتخلى عنه؟
(6)
وفي حال أُرغم بن سلمان على الرحيل، من هو البديل الأمثل من وجهة النظر الأمريكية؟ البعض يتحدث عن أحمد بن عبدالعزيز (رويترز:مسؤولون أمريكيون كبار أشاروا إلى مستشارين سعوديين بأنهم سيدعمون الأمير أحمد بن عبد العزيز كخليفة محتمل للملك سلمان)
لكن، اين محمد بن نايف، أخلص رجال امريكا وأقربهم إلى دولتها العميقة؟ هل انتهى دوره بإخراجه من ولاية العهد؟
(7)
موقف ترمب الذي سيعلنه اليوم، سيحدد كثير من هذه الأمور الغامضة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق