عبدالرحمن كمال
عجيب أمر صبيان إيران وتركيا من أبناء عروبتنا.. لاسيما أولئك الذين يزعمون دفاعهم عن الاستقلال الوطني والعروبة وحقوق الشعب العربي
بداية، أقرر أن عدو الأمة الأول هم الصهاينة وأزلامهم من حكام العرب.. كما أن إيران وتركيا جيران سوء للعرب وخصوم لنا.
وأفهم أنه لا مناص من التحالف مع أحد الخصمين في معركتنا الأهم مع العدو الأول والأكبر.. تحالف من موقع الندية ودون الحط من قدرنا كعرب ووضعنا المهين بالفعل.
أفهم أيضا أن إيران هي أفضل خيار متاح لنا في هذه المعركة من أجل التحالف معه، فتركيا وأردوغان هم في حقيقة الأمر مجرد صورة أخرى أكثر تنميقا وتجميلا من السيسي وتميم وعيال زايد وابن سلمان.. كما ان لإيران أياد بيضاء لا تُنكر على تسليح المقاومة العربية الشيعية والسنية في لبنان وغزة، في حين كل جهود تركيا وأردوغان كانت في السفينة مرمرة إضافة لبعض تصريحات عنترية لا قيمة لها.
وإذا كانت إيران هي الخيار الأفضل لنا كعرب، فإن هذا لا يعني مطلقا غض الطرف عن دورها التخريبي في العراق على وجه التحديد، وحرصها على الوصابة على قرارات الدول المتحالفة معها، وبالتالي انتفى شرط التحالف: الندية وعدم الحط من قدرنا كعرب.. وهذا الأمر واضح كالشمس مهما حاول الممانعون نكرانه، خاصة الأشقاء في سوريا (الذين ربما دفعهم تآمر الأنظمة العربية عليهم إلى الارتماء في الحضن الإيراني).
إذا كان الإسلامجية لا يدخرون جهدا في التعريض والتطبيل والتبرير لتركيا وخليفهم أردوغان، فإن الممانعون يفعلون نفس الشيء مع إيران.. صحيح أن الفارق كبير فيما يخص إيران وتركيا، فالأولى في نزاع مع أمريكا وغلمانها في المنطقة مهما حاول البعض تصويرها على أنها مجرد "مسرحية"، في حين الثانية تلعب دور الشرطي الجيد والشرطي السيء معنا فيما يخص الصراع مع الصهاينة.. لكن هذا لا يعني أن لإيران الحق في التقرير نيابة عنا.
رغم الاختلاف الكبير بين إيران وتركيا وحتى إسرائيل، إلا أن ثلاثتهم لا يريد من العرب إلا أن يكونوا بوقا ونوقا.. بوقا لمشروعاتهم ونوقا تحملهم لتنفيذها ثم الاستمرار في خدمتهم.
الحل الوحيد لمواجهة هذا الثالوث يكون فقط في وجود مشروع عربي مقاوم.. عربي يجمع الشعب العربي من محيطه إلى خليجه، مقاوم لكل طامع في المنطقة العربية.. وللأسف، منذ وفاة جمال عبدالناصر، الزعيم العربي الوحيد الذي كان يملك مشروعا عربيا مقاوما بحق، ومع تولي عميل المخابرات الأمريكية أنور السادات مقاليد الحكم في مصر، ومع قيادة مصر الدول العربية للنوم على البطن في فراش الصهاينة، انتفى المشروع العربي المقاوم، ولم تفلح محاولات العراق والجزائر وليبيا وحتى سوريا في أن تسد الفراغ، ففراغ مصر لن يقدر أحد أن يملأه، فيوم أن كانت مصر قائدة العرب لمقاومة الامبريالية والاستعمار كانت الشعوب العربي معها على قلب رجل واحد، وعندما تخلت مصر عن دورها وقررت أن تكون أول من يخون الأمة، تبعتها الأنظمة العربية جميعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق