عبدالرحمن كمال
بعد دقائق من الاعتراف الروسي باستقلال دونيتسك ولوغانسك، زعمت بعض المواقع والقنوات مثل روسيا اليوم (في نسختها العربية، التي كثيرا ما يتناقض محتواها مع نظيرتها الإنجليزية) أن "حلفاء" روسيا سيتبعونها في نفس الأمر.. وقسمت روسيا اليوم الشاشة وقتها ما بين دمشق وموسكو!
واحتفى محبو "أبو علي" بوتين في العالم العربي بالقرار المتوقع للرئيس الروسي، وبالزعم الإعلامي لروسيا اليوم واخواتها.
ومرت الساعات، واتضحت مواقف "الحلفاء":
الصين
طالبت جميع الأطراف بضبط النفس، وأعلنت أنها لن تعاقب روسيا على قرار بوتين بدعم استقلال الإقليمين الأوكرانيين.
إيران
خرجت بتعليق على الواقعة، فكان مجرد دعوة لضبط النفس وتجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوترات، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية- إرنا.
سوريا
أما الدولة العربية السورية، فكانت قد سبق لها الاعتراف بجمهورية دونيتسك عندما استقبلت وفدا منها في اكتوبر 2021، كما أيدت القرار الروسي وأبدت استعدادها للعمل على بناء علاقات مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتعزيزها في سياق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
الحوثي
أما الحليف الثالث، الحوثي أو حكومة صنعاء كما وصفته قناة الميادين، فقد نُسب إليه اعترافه هو الآخر بالجمهوريتين وتأييد القرار الروسي، واعتمدت الميادين في ذلك على تغريدة لأحد أعضاء ما يسمى المجلس السياسي الأعلى في اليمن.
الشيشان
هناك حليف رابع أيد القرار، ألا وهو الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الذي كان له تصريحات سابقة تطالب بوتين بالاعتراف بالجمهوريتين.
فنزويلا
لا ننسى كذلك الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي أعلن تأييد قرار بوتين (وفقا لروسيا اليوم).
المحصلة النهائية
إذن، المحصلة النهائية هي اعتراف سوري سابق من الأساس لاعتراف بوتين، بجانب اعتراف افتراضي من قيادي حوثي على تويتر، إضافة لاعتراف مفروغ منه خاص بقديروف، واعتراف متوقع من فنزويلا.
في حين رفضت الصين وإيران، الحليفين الكبيرين لروسيا (أو هكذا ينظر إليهما في عالمنا العربي) الانصياع خلف القرار الروسي، وأغلب الظن أن الأولى لن توافق مطلقا على قرار بوتين، لاسيما مع وجود تايوان في خاصرتها.
في حين الثانية عينها شاخصة على فيينا، ولا تريد مزيدا من التعقيدات في المفاوضات، وأن كان من المتوقع في حال ساءت المفاوضات ووصلت لطريق مسدود أن تتراجع عن رفضها وتعترف بالجمهوريتين، لكنه سيكون اعترافا لا يسمن ولا يغني من جوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق