أحدث الموضوعات
recent

انتعاش الترفيه في السعودية وأزماته في مصر.. قراءة مهمة

الموقف المصري

- في الفترة الأخيرة كان في أكثر من سجال على الساحة الفنية في مصر وخاصة حوالين علاقة الفنانين المصريين بالسعودية وهيئة الترفيه وتركي آل الشيخ. 

- السجال اللي بدأ من تصريحات الممثل حسن الرداد أنه يتمنى يعيش في السعودية ملتقى الفن، أو معركة محمد صبحي الصامتة مع الموضوع، ورد ترك آل الشيخ عليه ووصفه بـ "المشخصاتي". 

- خلف السجالات دي على السوشيال ميديا قصة مهمة وتطور كبير في الفن المصري لازم يتشاف. 

- موقع مدى مصر كالعادة نزل تقرير مهم جدا عن الموضوع بعنوان "«هوليوود الشرق الجديدة».. خطة السعودية للسيطرة على صناعة الفن العربي، واللي فيه قراءة مهمة جدا للمشهد الفني المصري والسعودي في الفترة الأخيرة. 

- في البوست دا هنعمل قراءة سريعة للتقرير دا هتلاقوا لينكه في التعليقات، وهنشوف إزاي فيه تحولات قديمة-جديدة بتحصل في مشهد الفن في مصر، ودلالة دا إيه مؤخراً.


إيه اللي بيحصل؟ 


- كلنا شايفين التغيرات اللي بتمر بيها السعودية مع مجيء الأمير محمد بن سلمان في الصورة، بالتزامن كان فيه فتح المجال لمزيد من الانفتاح الداخلي، وتقليل دور الشيوخ والصحوة الإسلامية والمؤسسات اللي أنتجتها السعودية في الـ50 سنة اللي فاتوا وأهمها هيئة الأمر بالمعروف. 

- كذلك فتح صناعة الترفيه في المملكة عشان تبقى منافس إقليمي لمصر ودبي بل وعالمي، وفيه هدف كمان رئيسي ومهم وهو جذب أموال السعوديين من الطبقة الوسطى بدل ما يروحوا بره يصرفوا الفلوس دي على السياحة في مصر أو دبي. 

- بالتالي كثافة الاستثمار في صناعة الترفيه هدفها أنه السعودية تكون مركز الصناعة دي في المنطقة في الفترة الجاية، وخاصة في السينما والموسيقى والدراما وكل حاجة تقريبا. 

- من وقت إنشاء هيئة الترفيه في 2016 السعودية هي الدولة الأكثر تنظيما للحفلات والمهرجانات والعروض المسرحية في الشرق الأوسط.

- أبرز الأحداث طبعا هو موسم الرياض اللي استضاف أكثر من 70 حفلة غنائية و350 عرض مسرحي و7500 فعالية ترفيهية من الملاهي وفعاليات الرياضية الكبيرة زي سباقات الفورمولا 1 والمصارعة الحرة والجولف. 

- السعودية بتستثمر بكثافة كبيرة جدا في الأحداث، موسم الرياض اللي فات كانت تكلفته حوالي 3.1 مليار ريال بحسب ترك آل الشيخ، وحقق دخل مباشر وغير مباشر 6 مليار ريال. 

- عدد الزوار في موسم الرياض كان حوالي 9 مليون زائر وجذب أكثر من 206 ألف سائح، في تقديرات بتقول أنه الأنشطة الترفيهية بتاعة السعودية في السنوات الخمسة اللي فاتوا حققت أرباح تقدر بمليار دولار وجذبت أكثر من 75 مليون زائر يعني بمعدل 15 مليون زائر. 

- في المجمل الرياض بتخطط لاستثمار ما يقرب من 64 مليار دولار على قطاع الترفيه ودي أرقام من خطة 2030 الخاصة بالسعودية. 

- طبعا هدف الاستثمارات دي أنها جزء من تنويع الاقتصاد السعودي وتعظيم إيرادات السياحة بما يفوق الحج يعني، كجزء من تقليل الاعتماد على إيرادات البترول، وكمان جزء مهم إنه اللي بيحصل دا ضمن خطة دعائية للسعودية بتصدر صورة جديدة عن "بلد منفتح".


إيه اللي يهمنا في ده يعني؟ 


- الحقيقة إن المحاولات السعودية للسيطرة والتدخل على الصناعة دي كانت موجودة من زمان بمحاولات يمكن منجحتش أوي، لكن كانت مؤثرة في مراحل تطور صناعة الترفيه العربي، زي مرحلة ART وغيرها.

- لكن الجديد المرة دي إن دا بيتم برؤية مختلفة شوية عن السابق في ظل وجود توجه جديد عاوز يتدخل بحرفية أكتر وبدعم مادي أكبر.

- صعود صناعة الترفيه في السعودية بتأثر حاليا بشكل ما على الفن المصري، ويمكن كثافة الاستثمار والفلوس الكتير اللي بتدفع للفنانين المصريين دليل كبير على ده. 

- التأثير المباشر طبعا هو استقطاب الفنانين المصريين أنهم يعملوا أعمال في السعودية وده فعلا بيحصل من خلال منصات زي شاهد وقنوات زي إم بي سي واللي هي في منافسة مباشرة مع الشركة المتحدة وقنوات بتدعمها أجهزة أمنية في مصر. 

- بعد احتكار المتحدة للنشاط الفني، وكلام كثير من النجوم عن تقليل الإنتاج الدرامي وأنهم مش لاقيين شغل كانت السعودية ملاذ كويس ليهم. 

- يمكن أبرز مثال على انفتاح السعودية هو مطربين المهرجانات اللي ممنوعين في مصر وبيعملوا حفلات عادي في السعودية. 

- مصر تاريخيا كانت قادرة تحتفظ بالكارت الثقافي دا نسبيا بسبب ظروف نشأة الصناعة وتطورها ووجود حد أدنى من الحرفية فيها مقارنة بباقي المنطقة، وطلع كلام كتير زمان عن  "هوليود الشرق".

- دا كان واضح جداً من تأثير الأفلام المصرية في الثقافة العامة والشعبية لكل الدول العربية، ودا كان جزء من القوة الناعمة لمصر تاريخيا. 

- صعود الرياض بالشكل دا بيقول إن المكانة دي تراجعت إلى حد كبير، طبعا محدش ممكن يقول للسعودية لأ متعمليش كده لأن دا حقهم في النهاية ورؤيتهم اللي تتفق أو تختلف معاها.

- لكن السؤال هنا مش ليه دولة أو مجتمع بيتوسع في الصناعة دي، السؤال الأصح ليه الوضع في مصر وصل للدرجة دي من التراجع، وفين دور صناع الفن في مصر عشان يكونوا على قدر المنافسة دي، اللي إحنا بنشوفها بالمناسبة لسه في صالح مصر. 

- مصر لسه أكبر سوق في الوطن العربي، عدد سكان كبير جدا وتاريخ فني وأدبي مهم ومرتكزات ثقافية مهمة.

- لكن عملية الجذب السعودي لشركات الإنتاج المصرية، وتعطل صناعة السينما والدراما في مصر دا شيء عليه علامة استفهام، وأسئلة حوالين وصلنا النقطة دي إزاي.

- الإجابة هتكون ببساطة في التحولات اللي طرأت على المشهد الفني المصري خلال 6-7 سنين، والسيطرة عليه وتأميمه وتحجيمه برغبة سياسية وأمنية واضحة، لذلك بقينا نشوف سياسات احتكارية ومنتجات ضعيفة، واكتشفنا في الآخر إنها بتخسر وفيها عمليات فساد. 

 - دا شيء مش متعلق بالسمعة والمكانة بس، دا شيء بيؤثر على آلاف العاملين مش بس الفنانين، لكن العمال والفنيين والمصورين وكل اللي له علاقة بشغل الدراما والسينما والمسرح في مصر وخاصة في ظل الوضع الصعب لصناعة السينما والدراما في مصر مع احتكار المخابرات للسوق. 

- استقطاب شركات الإنتاج المصرية وشركات الخدمات الفنية وما يترتب عليه من تصوير الأعمال المصرية في السعودية ده شيء مؤثر وهيسحب من مصر تدريجيا حاجات كتير، وبحسب مصدر من شركة المتحدة اتكلم مع مدى مصر فالسعودية في الوقت الحالي بتشترط على شركات الإنتاج التي تريد العمل معاها إنها تعمل مكاتب وفروع لها في الرياض. 

- في شركات مصرية زي أروما أكبر شركة جرافيكس بالفعل فتحت مكتب في الرياض عشان تقدر تشتغل من هناك. 

- السعودية من سنة كمان كانت أصدرت قرار بإيقاف التعاقد مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي خارج المملكة وده قرار هيبدأ يتنفذ من 2024، وبالتالي كل الشركات اللي عايزة تستفيد من الطفرة السعودية في صناعة الترفيه لازم يكون لها مكاتب في الرياض.

- في الخمس سنين اللي فاتوا في 2500 شركة ومكتب خاص بصناعة الترفيه خد تسجيل كشركة تجارية في المملكة، طبعا ده رقم ضخم جدا. 

- السعودية كمان في طريقها أنها تجذب شركات الإنتاج الأجنبية الكبيرة في هوليود أنها تصور أفلامها هناك، في أفلام بالفعل عالمية بدأت تتصور هناك، وإن كان ده بالنسبة لنا في مصر مشكلة تانية لأنه إحنا أساسا عندنا من العراقيل قدام التصوير الأجنبي ما يكفي يعني ومش مهتمين بجذب النوع ده من الأفلام على عكس المغرب مثلا والسعودية ودبي مؤخرا. 


نشوف إيه من كل ده؟ 


- طبعا الطموح السعودي ده وفر نوافذ جيدة لكثير من الفنانين المصريين اللي كانوا بيشتكوا من قلة الأعمال بسبب الاحتكار. 

- مع وجود منصات زي شاهد السعودية الفنانين دول بقوا يلاقوا شغل، وبدون رقابة من المتحدة اللي كل أعمالها في السنوات الأخيرة مركزة في خط معين، وعشان كده مش قادرة تنافس على المستوى العربي. 

- طبعا مفيش مجال للمقارنة بين شاهد و watchit المملوكة للمتحدة، نوعية الأعمال وجاذبيتها لجمهور أوسع هي لشاهد طبعا. شاهد هي المنصة التانية بعد نيتفلكس في المنطقة. 

- بالتالي وإحنا بنشوف الفن المصري بينحدر بفعل فاعل وخاصة بسبب الاحتكارات وبنشوف فقدان كبير لسمعة السينما والدراما المصرية على المستوى العربي، بنشوف في نفس الوقت صعود باستثمارات كبيرة جدا في السعودية. 

- الحقيقة، وللأسف أنه فعلا مفيش مجال للمقارنة في الخمس سنين اللي فاتوا بين سوق الفن في مصر والسعودية، في تضييق من الدولة على الإبداع وعلى الشركات، ومفيش استراتيجية واضحة زي ما في السعودية للصناعة ككل، ولا عندنا آليات لجذب السياحة الترفيهية اللي زي دي.

- حتى على المدى المتوسط ممكن نشوف أنه شواطئ البحر الأحمر السعودية هتكون منافس كبير لشرم الشيخ والغردقة وغيرها في جذب السياحة الأجنبية. 

- كل ده بيحصل بدون ما حد يفكر ويقعد كده يقول إيه السبب وممكن نلاقي الحل فين، كله مستمر في المسار الطبيعي للأمور وطالما الأجهزة الأمنية راضية عن الفن والأعمال اللي بتتقدم في رمضان يبقي خلاص مفيش مشكلة، مش مهم الصناعة خالص طالما بتحقق مستهدف أمني وسياسي.

- دي حالة تحزن وحتى الشركات المصرية اللي في السوق انتبهت ليها وأشارت ليها على استحياء (عشان مش مسموح بأكثر من الاستحياء).

- الكلام هنا مش انتقاد للتوسع السعودي لأنه زي ما قولنا قبل كده جديد وقديم، قد ما تساؤلات عن الحالة المصرية والتدهور اللي بيصيبها، رغم إن فيه أموال كبيرة جداً تم ضخها مؤخراً لكن الأعمال ظهرت دون المستوى (وهنا دا بيقول إن المشكلة مش مشكلة فلوس بس)، ومحدش قدر يقدم لها نقد جاد وحقيقي عشان ميتعلمش عليه ويقعد في بيته بالبلدي.

- محدش يحب أبدا يشوف الفن المصري في هذه الصورة، نتمنى ندرك في الوقت المناسب مكامن قوتنا ومنتخلاش عنها بسهولة، لأن مصر معدمتش أبدا الفنانين والمبدعين وطول الوقت كان فيه مساحات إبداعية مهمة، وإنما للأسف الظرف السياسي والاقتصادي والاجتماعي بيأثر على كل شيء في البلد.

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.