مقدمة كتاب «التغيير والضياع» للدكتور محمد حلمي مراد.. بمناسبة كثرة الأحاديث عن حتمية التغيير قبل ضياع البلاد.. الكتاب صدر في مطلع عام 1983.
معنى التغيير !!
والدعوة إلى التغيير .. لا تعنى ابدا .. الفوضى .. او الهدم .. انها تعنى تجديد الحياة وتطويرها واثراءها من اجل حياة افضل.. واسعد !
والجمود والتجميد هو الموت فى عالم متغير ومتطور ! والمستحيل .. بل والانتحار .. هو ان نسابق عصر الصواريخ .. ونحن نركب ( الجمال ) !
والتغيير المنشود .. يرفض الاحزاب والزعامات والقيادات المصنوعة بقرارات .. لا تساوى قيمة الورق الذي سودت عليه .. فالقرارات لا تصنع الرجال .. ولا تحيل الأقزام الى عمالقة .. ويستحيل عليها ان تستر «عورات» المشوهين !!
والتغير المنتظر .. يعنى الحاجة الماسة الى مسئولين حقيقيين في كل موقع .. وليس الى كبار صفار المسئولين .. بل وليس الى سكرتيرين و مديرى مكاتب لا تتسع قلوبهم وعقولهم للخلق والابداع .. واقتحام مشكلات الشعب بقلوب مؤمنة .. وعقول واعية .. وعطاء بلا حدود !!
والذين اتقنوا فن الرقص فوق «بست» هيئة التحرير .. مرورا بالاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكي وحزب مصر .. ثم اخيرا وليس آخر الحزب الوطني الديمقراطي .. يدركون جيدا انهم قد استهلكوا بقدر كبير .. وما كانت بطون امهات مصر مصابة بالعقم .. انها وفي كل العصور تنجب اعظم الرجال واشرف النساء !!
التغيير ... يعنى سكنا لكل شاب وشابه .. ولا يزاحم الأحياء الموتى في قبورهم !!
التغيير يعنى طعاما شريفا لكل فم .. ومستقبلا امنا مستقرا للأجيال الجديدة !
التغيير .. يعنى اختفاء «علب السردين» التي يحشر فيها الأدميون وتسفح بداخلها آدميتهم !
التغيير .. يعنى القدوة الصالحة الحسنة وصيانة الأعراض وكرامة الناس .. فلا تباع بأبخس الأثمان .. لكل من يدفع الثمن في سوق الجواري والعبيد !
التغيير .. يعنى القضاء التام على «مافيا» النهب والسلب لثروات مصر .. والمتاجرة الفاحشة باقوات الشعب !!
التغيير .. يعني .. ان تسترد «مصر» مكانتها التاريخية والحضارية .. بمزيد من الحرية ... والديمقراطية .. والعدل .. والأمان .. وسيادة القانون ....
التغيير .. يعنى حكم الشعب .. كل الشعب ... بالشعب وللشعب !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق