لم يكن يعلم ”ألبيرتو كوردا“، مصوّر الإعلانات الكوبي، أنّ زيارته إلى حقول التبغ في هاڤانا، سوف تقلب مسار حياته رأسًا على عقب.
فبينما كان يستكشف المكان لتصوير أحد الإعلانات، لفتت انتباهه طفلةٌ تحتضن قطعةً خشبيةً ملفوفةً بفستانٍ من أوراقِ الصحف.
«ماذا تحملين بين يديكِ؟» سألها كوردا، وكان عمرها عامين فقط، فأجابت: «إنها دميتي الصغيرة واسمها نيني».
كانت ألعاب تلك الطفلة، عبارة عن قطعٍ صغيرة من الخشب أو من أكواز الذرة، وهذا أقصى ما يمكن أن تحصل عليه طفلة نشأت في عائلة بالكاد يستطيع والدها أن يوفّر لها قوت يومها.
نُشرت الصورة لأوّل مرة في سبتمبر 1959، في صحيفة الثورة، وأصبحت غلافًا لحملةٍ دعائية بعنوان "لكلّ طفلةٍ دمية"، وأصبح توزيع الألعاب على الأطفال في كوبا طقسًا سنويًا. وما زال وجه ”باوليتا“، يزيّن واجهات المتاجر في هاڤانا، واحتفظت عائلتها بقطعة الخشب "الدمية" كتذكارٍ ثمين، رغم رحيلها المبكر (22 عامًا) بسبب سرطان الدم.
قال كوردا في إحدى مقابلاته:
«عندما رأيت هذه الفتاة، اقتنعت بأنّه يجب عليّ أن أكرّس عملي لثورةٍ من شأنها القضاء على التّمييز الطبقي». وبالفعل، صار كوردا المصوّر المعتمد لقادة الثورة الكوبية، ورفيق رحلاتهم، وقد خلّد بآلة التصوير لحظات نادرة ولقطات تحوّلت إلى أيقونةٍ ثورية.
لينا الحسيني
المصدر: صحيفة الشباب المتمرّد، الكوبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق