طبقا للتقرير الأخير لصندوق النقد الدولي عن مراجعة اتفاق القرض مع مصر فإن قيمة صفقة رأس الحكمة تبلغ 24 مليار دولار، تسلمت مصر فعلا منها 10 مليارات دولار في أول مارس من العام الحالي. ومن المفترض أنها تسلمت، حسب الاتفاق، 14 مليار دولار أخرى بحلول 30 أبريل (الشهر الماضي). هذا يعني دخول موارد دولارية صافية من الصفقة إلى البنك المركزي المصري بقيمة 24 مليار دولار.
لكن اتفاقا آخر، كان قد تم التوصل إليه يتضمن أن تقوم دولة الإمارات بتحويل ودائع دولارية مستحقة لها في البنك المركزي المصري قيمتها 11 مليار دولار إلى ودائع بالجنيه المصري، تستخدم في تمويل استثمارات أخرى بالعملة المحلية في جميع أنحاء مصر. هذا يعني أن تحويل الودائع الدولارية إلى ودائع بالجنيه ليس مرتبطا بالاستثمار في صفقة رأس الحكمة، وأن البنك المركزي المصري حصل على 11 مليار دولار من عملية التحويل.
ومع ذلك فإن حصول البنك المركزي في أول مارس على 10 مليارات دولار تحت حساب صفقة رأس الحكمة، ثم حصوله أيضا على 11 مليار دولار في مقابل ودائع محلية بسعر الصرف الرسمي، يعني أن البنك المركزي المصري تلقى في شهر مارس على الأقل دخلا دولاريا صافيا قيمته 21 مليار دولار. هذا الدخل من المفترض أن يظهر في القائمة المالية للبنك المركزي، وأن يظهر أثره بالتالي في رقم احتياطي النقد الأجنبي في حساب البنك لشهر مارس.
لكن رقم احتياطي النقد الأجنبي لشهر مارس حسب بيان البنك، وهو البيان الذي يصدر في سطر واحد دون تفاصيل تبين حركة الإيرادات والمصروفات التي تؤدي إليه، يكشف أن رقم الاحتياطي بما فيه الذهب والعملات الأجنبية وحقوق السحب الخاصة ارتفع في شهر مارس بقيمة تبلغ 5 مليارات دولار تقريبا، تتضمن ارتفاع قيمة رصيد الذهب بعد ارتفاع أسعاره في شهر مارس بحوالي 680 مليون دولار الى 9 مليارات دولار تقريبا، وارتفاع قيمة رصيد العملات الأجنبية بحوالي 4.37 مليار دولار الى 31.1 مليار دولار.
فماذا يعني أن تكون قيمة رصيد الاحتياطي النقدي قد زادت بحوالي 4 مليارات دولار فقط في حين أن إيرادات البنك المركزي المصري من مقدم صفقة راس الحكمة وتحويل ودائع الإمارات الدولارية إلى الجنيه المصري بلغت 21 مليار دولار؟ وماذا كان مصير 14 مليار دولار تلقاها البنك المركزي ولم تظهر في الاحتياطي؟
السؤال الثاني هو: هل تلقى البنك المركزي من السلطات النقدية في الإمارات الدفعة المتفق عليها في 30 أبريل بقيمة 14 مليار دولار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق