أحدث الموضوعات
recent

لهذه الأسباب.. نظام السيسي ينتقم من مجدي حسين




كتب: عبدالرحمن كمال - بوابة يناير:

«عاد لينتقم».. الشعار الوحيد الذي يوصف طريقة تعامل نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي مع ثورة 25 يناير وكل من تجرأ وجاهر بها، ليؤكد للجميع أنه نظامه هو الوجه الآخر للثورة المضادة.
أحدث حلقات التنكيل والانتقام من ثورة يناير كانت التعنت الذي انتهجته أجهزة نظام السيسي ضد الإفراج عن الكاتب الصحفي مجدي حسين، رئيس حزب الاستقلال، ورئيس تحرير جريدة الشعب، الذي أخلت محكمة جنايات القاهرة سبيله قبل أيام، وهو القرار الذي لم يتم تنفيذه دون سبب واضح.
لم يدم الأمر طويلا، قبل أن يقدم قضاء السيسي سببا للتعنت ضد مجد حسين، حيث رفضت الدائرة 21 إرهاب، اليوم السبت، قبول المعارضة المقدمة من جانب مجدى حسين، وأيدت حبسه 8 سنوات فى القضية رقم 60571 لسنة 2013، إدارى العجوزة، والمتهم فيها بترويج أفكار متطرفة ونشر أخبار كاذبة وتحريف نصوص الكتاب المقدس.
حضر الجلسة المحامى منتصر الزيات وكيلا عن الكاتب الصحفى مجدى حسين والذى ترأس هيئة الدفاع، والتى ضمت كل من خالد المصرى و أحمد كامل.
كانت محكمة أول درجة قضت بحبس الكاتب الصحفى مجدى حسين 5 سنوات عن التهمتين، الأولى وهى استغلال الدين فى الترويج بالكتابة لأفكار متطرفة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، والثالثة تحريف عمدا نص الكتاب المقدس (القرآن الكريم)، تحريفاً متعمداً، وسنتين عن التهمة الثانية وهى إذاعته عمدا أخبار وإشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

السيسي ينتقم من مجدي

قد نتفق أو نختلف مع منهج وطريقة تفكير مجدي حسين، لكن لا يختلف اثنان على دوره في التبشير بثورة 25 يناير، عبر سلسلة من البيانات التي كان يصدرها حزب العمل “الاستقلال حاليا” في عهد مبارك، بل لا نبالغ إن قولنا أنه أول من بشر بثورة يناير وتوقع سير الأحداث فيها في ندوة بمحافظة بورسعيد قبل الثورة بثلاث سنوات، بالإضافة لمقولته الشهيرة أمام معبر رفح في 2008 حينما مُنع من دخول غزة للتضامن معها: «العمل السلمي سيسقط مبارك، لكن مش هنا، هايسقطه هناك في القصر الجمهوري».

إذن مجدي حسين كان له دوراً بارزاً في التبشير بثورة 25 يناير، وإذا كان البعض يلوم جماعة الإخوان على تباطئها في الانضمام للثورة، فإن مجدي حسين الإسلامي كان من أوائل من توقعوا الثورة وحرضوا عليها.

وبما أن نظام السيسي هو الوجه الآخر للثورة المضادة، التي جاءت لتسير على خطى 25 يناير بـ«استيكة» فكان لزاما عليه التنكيل والانتقام من مجدي حسين لكونه إسلاميا محسوبا على 25 يناير.

لماذا مجدي حسين؟

لا يتوقف الأمر عند كون مجدي حسين من أوائل من بشروا بالثورة، بل إن مجدي حسين كان من ضمن القلائل الذين جاهروا برفض 30 يونيو ووصفها بأنها انقلاب عسكري مكتمل الأركان سيدمر كل مكتسبات ثورة يناير.
كان مجدي حسين من أوائل من تحدث في جريدة الشعب عن 3 قضايا مفصلية، كلها تهز السيسي بشكل شخصي، وهي:

1- تعرض السيسي لمحاولة اغتيال أفقدته القدرة على الظهور لمدة تجاوزت شهرين.
2- بيانات ضباط النخبة التي كان ينشرها حسين في جريدة الشعب وتزعم أن هناك فصيل كبير من الضباط بالجيش رافضين لـ 30 يونيو ويطالبوا السيسي بالتراجع عنها.
3- كان مجدي حسين أول رئيس تحرير ينشر في جريدته خبر ديانة والدة السيسي، بعد انتشار أخبار عن كونها يهودية وأن خاله يدعى أوروي صباغ وأنه كان عضوا بالكنيست، وهو الموضوع الذي صاغه مجدي في صيغة سؤال، وحرص على نشر تنويه لمدة 4 أعداد بعدم ورود أي رد من السيسي على هذا الاتهام.
الموضوعات الثلاثة كلها تمس السيسي بشكل شخصي، ولن نبالغ إذا قلنا أن الأيام أثبتت صحتها، على النحو التالي:

1- اعترف السيسي بنفسه بتعرضه لمحاولة اغتيال، وهذا الخبر منشور في جريدة «المصري اليوم».
2- قضية الناشط الحقوقي والكاتب الصحفي حسام بهجت التي اعتقل بسببها لأيام بعد نشره تحقيقا عن محاكمة بعد الضباط في الجيش بتهمة التآمر والانقلاب على نظام الحكم.
3- الأمر الأكثر خطورة هو حرص السيسي على عدم إثارة أي ضجة في الإعلام عقب وفاة والدته، بل لم نر نعيا في أي جريدة، ولم تذاع حتى صلاة الجنازة عليها، بل ان موضوع الوفاة نفسه كثيرون لا يعلمون به بسبب التكتم الإعلامي عليه، بالإضافة إلى أن حضور الجنازة اقتصر فقط على أقرب المقربين، ولم يحضر أي مسئول من الحكومة او الرئاسة او حتى الجيش.
الأدهى والأمر هي التصريحات المنسوبة لتوفيق عكاشة رجل المخابرات التي قال فيها: “انا اللى عندي يبطل انتخابك رئيس لمصر من الأساس، شهادة ميلاد الام عندي والاصل والفصل عندي”، بعيداً عن صحة تصريح عكاشة من عدمه، لكن واقعة التعتيم على موت ام السيسي دليل على وجود شيئ ما لا يريد لأحد أن يعلمه.

السبب الحقيقي الأخطر

قد تكون الأسباب السابقة تمس السيسي بشكل شخصي، لكن ما جعل مجدي حسين في عداوة صريحة مع نظام السيسي بأكلمه، هو حرصه الشديد على التأكيد على أن ثورة 25 يناير كانت ثورة ضد التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي، لدرجة أنه كتب مقالا قال فيه إن ثورة لا ترفع شعار الاستقلال لا تستحق الموت من أجلها.
تخطى مجدي حسين كافة الخطوط الحمراء، حينما وصف الجيش المصري بأنه «جيش كامب ديفيد» ليكون سباقا إلى هذا الوصف الذي انتشر بعد ذلك انتشار النار في الهشيم، كما كان أول من دعا إلى إقصاء المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي بعد الثورة، وكان أول من طرح مصطلح «تطهير الجيش والمخابرات»، واتهم الجيش المصري صراحة بأنه محكوم من قبل عملاء أمريكا وإسرائيل.
معارك حسين لم تقف عند هذا الحد، لكنها شملت أيضا كافة أركان نظام السيسي، وعلى رأسها القضاء والإعلام، عبر مجموعة من الملفات السوداء التي نشرتها جريدة الشعب لأقطاب القضاء والإعلام المؤيدين لنظام السيسي وعلى رأسهم أحمد الزند ونجيب ساويرس.
لن نتحدث هنا عن أن الحكم الصادر ضد مجدي حسين حكما سياسيا لا قضائيا، فكل ما ذكرناه من معارك خاضها ضد نظام السيسي بأكمله، تؤكد أن السيسي الذي ينتقم من ثورة 25 يناير، يمعن الانتقام والتنكيل بمجدي حسين.
 

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.