أحدث الموضوعات
recent

وعند «تمرد» الخير الكثير



من أهم المزايا التى أراها فى حملة تمرد هى أنها أثبتت أن الشارع ليس حكرا على أحد، وهو ما طالما كتبناه وقلناه وحذرنا الإسلاميين منه، واستشهدنا بما حدث لنجم الدين أربكان الذى لم تشفع له أغلبيته وانتخاب الناس له عندما انقلب العسكر عليه فيما عرف بـ"انقلاب ما بعد الحداثة"، رغم اختلاف الظروف بين أربكان والإسلاميين بمصر، إلا أن المبدأ والدرس هو أن الشارع لا يملكه أحد، وأعتقد أن التيار الإسلامي وبالأخص جماعة الرئيس قد وعت الدرس جيدا.
أما عن توقعاتى لما سيحدث فى يوم 30 يونيو، أعتقد أنه إذا مر اليوم بسلمية واعتصم المتظاهرون لأسبوع أو  أكثر بشرط تزايد الأعداد مع الحفاظ على السلمية، أعتقد أنه وقتها سيرحل الرئيس ويدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة، أما إذا شابت المظاهرات أى من أحداث العنف المعهودة فى تظاهرات المعارضة التى تخطت 20 مليونية منذ تولى الرئيس مرسي -باءت كلها بالفشل- فلن يختلف المصير عما حدث فى أحداث الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، وفى رأيي شرط السلمية أهم بكثير من شرطى كثرة الأعداد واستمرار الاعتصام وإن كان ذلك لا يقلل من أهميتهما.
ورغم إيمانى بنظرية المؤامرة بشكل ليس بالقليل، إلا إننى لا أرى فى حملة تمرد أية بوادر عمالة أو خيانة، بل أرى أن الحملة تمثل تطورا فى شكل وأسلوب المعارضة من العنف والبلطجة إلى شكل أكثر رقيا وديمقراطية، حتى لو كانت غير دستورية أو غير قانونية، فأهلها يتعاملون معها بمنطق أنها بشاير ثورة جديدة، ومن المعروف أن الثورة هى قمة الخرق للقانون والدستور – وهو ما لا يعرفه مرسى وعشيرته.
لا ينكر احد ان الإخوان ورجلهم في قصر الرئاسة قد فشلوا فشلا ذريعاً، وهو ما يعلمه القاصى والدانى، وعلى رأس العالمين بذلك أقطاب التيار الإسلامي، غير انهم وكما قلت من قبل "أعينهم مكسورة"، فلا هم قادرون على الانسلاخ من مرسى وعشيرته، ولاهم قادرون على الاستمرار في الدفاع عن فشل الرئيس وجماعته، وكل هذا لكونهم فى خندق وتوجه وتيار واحد.
هذا عن المزايا.. اما عن عيوب الحركة فأبرزها هو أنها لا تقدم بديلا لإسقاط مرسي، سوى أنها تريد نقل السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا –أحد القضاة المرضى عنهم من المخلوع- ثم تشكيل مجلس رئاسي مدنى وحكومة تكنوقراط، واسقاط الدستور الذى أقره أكثر من 60% من الشعب المصرى، وهو ما يعنى إعادة المرحلة الانتقالية من جديد وكأننا لم نبرح يوم 11 فبراير، وهو ما يعنى بالضرورة إعادة إجراء أكثر من 14 عملية انتخابية ما بين استفتاء وانتخابات رئاسة ثم نواب ثم شيوخ، وكل ذلك سيدفع كلفته الشعب المصرى الذى أصبح على وشك الإفلاس!! ثم ماهى الضمانات لعدم الاحتراب الأهلى؟ وهل يعتقد المتمردون أن المتجردين سيصمتون أمام إسقاط مرسي في ظل تعامل كثير من الإسلاميين مع الأمر على أنه مسألة حياة أو موت؟ ثم ما الضامن أيضا ان المجلس العسكرى لن يعود مجددا إلى الحكم خاصة في ظل ارتفاع نسبة فشل القوى المدنية (الاسلامية منها والليبرالية) في إدارة الأوضاع بعد إسقاط مرسي؟ ليكون ذلك إعادة للمرحلة الانتقالية بحذافيرها؟
لقد وضعنا نظام الإخوان بين شقى الرحى، وجعلنا في موقف لا نحسد عليه، فصرنا في حيرة بين الإبقاء على رئيس فاشل وجماعة متسلطة تعانى تخلفا في التفكير وتعجرفا في التعامل مع الغير، وبين الدخول بالبلاد في أتون المجهول، وتقديمها على طبق من دم إلى المجلس العسكرى مجدداً، او إطالة أمد المرحلة الانتقالية في احسن الأحوال.
قد يكون الحل في الإسراع بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة –وليست رئاسية مبكرة- وبهذا نضمن التخلص من جماعة الإخوان بشكل سلمى وسريع وقانونى، ولا يكلف البلاد مخاطر دخولها في طريق مجهول لا يعرف عواقبه سوى المولى عز وجل، وأعتقد أن هذه الخطوة هى أفضل برهان ودليل على مدى قوة المعارضة وقدرتها على النفاذ إلى الشعب المصرى، وعلى حملة "تمرد" التى جمعت أكثر من 15 مليون توقيع –وفقا لما تعلنه- أن تؤكد صحة توقيعاتها وصدق توقعاتها بانهيار شعبية الإخوان ومن خلفهم التيار الإسلامي. وقتها.. سيتأكد الجميع من حقيقة "تمرد" وشعبية الإسلاميين.
عبدالرحمن كمال
yonis_614@yahoo.com

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.