جمال الدين الأفغاني لـ«السيسي»: عارك لن يمحوه كر الدهر


>> لماذا باع السيسي مصر؟.. «الأفغاني» يجيب عن السؤال
>> السيسي باع مصر مرتين: مرة لإسرائيل لقتل الثورة وأخرى للسعودية ليبقى في منصبه

كتب: عبدالرحمن كمال - بوابة يناير:

« العار الذي لا يمحوه كر الدهر هو أن تسعى الأمة أو أحد رجالها أو طائفة منهم لتمكين أيدي العدو من نواصيهم، إما غفلة عن شئونهم أو رغبة في نفع وقتي.»

جملة قصيرة في محتواها مليئة في مغزاها أطلقها أحد اعظم العقول العربية في التاريخ، وأحد الأعلام البارزين في النهضة المصرية ومن أعلام الفكر الإسلامي الذين كان لهم دور بارز في أواخر القرن التاسع عشر.. إنه جمال الدين الأفغاني.
لا نعرف حقيقة المناسبة التي أطلق فيها الأفغاني جملته تلك، لكن الجملة الشهيرة التي أطلقها المفكر العظيم كارل ماركس كانت كفيلة بمعرفة المغزى الحقيقي لمقولة الأفغاني.
«التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة» كلمات من ماركس أكدت صدق مقولة الأفغاني، والبركة في عبدالفتاح السيسي.
لو أن الأفغاني كان حيا بين ظهرانينا اليوم، ورأى ما يفعله السيسي بشكل يومي، من تمكين لأعداء الأمة تارة بالتطبيع العسكري مثلما هو الحال مع العدو الصهيوني، وأخرى بالتنسيق الاستخباري تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وثالثة بقتل شعبه وتهجيرهم وتدمير منازلهم كما يحدث في سيناء، ورابعة بقتل وتصفية واعتقال كل من يجرؤ على معارضته والتحذير من فشله وسوء إدارته، فلو كان الأفغاني حيا بيننا، لاستعار واستعاد جملته السابقة التي ذكرها قبل أكثر من 100 عام، ليوصف بها أفعال السيسي تجاه مصر.

لماذا باع السيسي مصر؟

مقولة الأفغاني نسبت أسباب قيام السيسي بتمكين الأعداء من نواصي بلده وشعبه إلى نقطتين أساسيتين هما الغفلة والنفع الوقتي، وكلتا النقطتين موجودتين في عهد السيسي
أما عن الغفلة، فيكفينا فقط الإشارة إلى كم التضليل الذي يروجه من كنا نعدهم من المثقفين والنخبويين والثوريين والإعلاميين، بعد تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية، حيث بلغ الانحطاط والوضاعة والخيانة بهم مبلغا أشد من فعلة السيسي، إذا راحوا يبررون تفريطه في أراضي مصرية ويتحججون بأحقية السعودية وملكيتها لهذه الجزر.
وإذا كانت الغفلة ظاهرة بشكل فج في «تعريض» إعلام السيسي للتنازل عن أراض مصرية، فإن النقطة الثانية أشد وضوحا من الشمس في كبد السماء.. ألا وهي الرغبة في نفع وقتي.
يعلم الجميع أن الفترة التي قضاها السيسي حاكما لبلاد بشكل رسمي، تعتبر واحدة من أسوأ فترات مصر على مدار العقود الأخيرة، حيث فشل السيسي في كافة المجالات التي تغنى بقدرته على إصلاحها، وعلى رأسها ملفي  الأمن والاقتصاد.
مصر في عهد السيسي: فاشلة اقتصاديا، مخترقة استخباراتيا، مفككة اجتماعيا، مفلسة ماليا، منكوبة أمنيا، ميتة سياسيا، منهارة حقوقيا.
مصر في عهد السيسي: الأولى عالميا في جرائم القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، وتصنيفات الفساد الدولية، وفي المراتب الأخيرة من الناحية الاقتصادية والتعليمية والشفافية.
مصر في عهد السيسي: انهيار صارخ في قيمة الجنيه أمام الدولار، عجز حاد في ميزانية الدولة، تزايد كبير في نسبة البطالة بين الشباب، ارتفاع جنوني في الأسعار.

إذن، مصر في عهد السيسي لم تصل يوما إلى مثل هذا الانحطاط والفشل طوال القرن الماضي، وبالتالي فإن أيام السيسي باتت معدودة، ونبرة الاحتجاج الشعبي تزايدت، ودعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة انتشرت، والرفض الغربي لانتهاكات نظامه تعددت.. فصار الجنرال تحت الحصار.

السيسي المحاصر يبيع بلده

الظروف السابقة جعلت السيسي يلجأ على الفور إلى الطريقة الوحيدة التي يعرفها المسبتدون والطغاة، بالتنازل عن سيادة الدول التي يحكمونها مقابل البقاء لمدة أطول في كرسي الحكم.
«والله العظيم أنا لو ينفع اتباع لابتاع».. واحدة من الجمل التي نطق بها السيسي قبل شهرين، ولم نكن نعلم وقتها أنه يخطط بالفعل للبيع، لكن ليس لبيع نفسه كما أقسم، بل لبيع مصر وأرضها مقابل البقاء، ليحنث السيسي في قسمه مجددا.
قبل عامين، دفع السيسي فاتورة التخلص من الثورة المصرية، حينما نسق مع العدو الصهيوني من أجل تهجير أهالي سيناء قسريا تحت زعم محاربة الإرهاب، ودمر منازل أبناء سيناء وقتل أهلهم وشرد أطفالهم، كل ذلم من أجل إخلاء سيناء وتمهيدها لتكون موطنا للفلسطينيين الذين سترحلهم إسرائيل إلى سيناء، وفقا لما ذكرته صحيفة «جيروزاليم بوست» في أغسطس 2014.
وقبل يومين، دفع السيسي فاتورة الإبقاء عليه في منصب الرئاسة رغم إن كل المؤشرات كانت -ولا تزال- على اقتراب لحظة رحيل السيسي الفاشل من سدة الحكم، حيث قدم جزيرتي تيران وصنافير إلى الملك سلمان كفيله السعودي من أجل الحصول على مليارات تعينه على سد العجز ولملمة الاقتصاد المنهار، في محاولة ربما تكون الأخيرة من السيسي للبقاء في منصبه.
ما بين دفع فاتورة قتل الثورة وفاتورة الإبقاء عليه بمنصبه، أثبت السيسي أنه لا يجيد إلا الفشل، ومهما قدمت له ممالك الخليج من دعم مالي ومهما قدم له الصهاينة من تأييد دبلوماسيسي وسياسي، فإن مصيره سيكون الرحيل، وربما على طريقة القذافي أو بن علي في أحسن الأحول هذه المرة، إذ من الممكن ألا يحصل على فرصة التعنم بخيرات مصر التي نهبها كما فعل أستاذه المخلوع مبارك.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.