|
هـل العصـر عصـر ٌ يعـادي الصّـوابـا
أم الــدّهـــرُ شـــــرٌّ يـــعـــبُّ الـعـبــابــا ؟
|
فـمـا تـشــرق الـشـمـس إلاّ وتـعــوي
ذئـــــــابٌ تـــنــــادي لــمـــكـــرٍ ذئــــابــــا
|
أرى الـعُـجْــمَ قــــد نـاصـبـونـا عـــــداءً
فـأعــمــى نُـهــاهْــم وأمــســـوا حُــبــابــا
|
كــأنّــي بــهــم قــــد تـنـاســوا عــصــورا
عــظــامــا وقـــومًــــا أقـــالــــوا الــرّهــابـــا
|
بـنـوا حـيـثُ حـلّــوا عـمــارا ومـجــدا
مهيـبـا وأحـيــوا الـصّـحـارَى الـجـدابـا
|
أتــــانــــا مــــــــن الله شـــــــــرع مـــبـــيـــن
وهــــــديٌٌ أضــــــاء الـلـيــالــي شــهــابــا
|
وهـــا الـيــومَ يأتـيـكُـمُ الـحــقُّ فـتْـحــا
كــمــا الــبــدر نــــورا يــحــثُّ الـرّكـابــا
|
فــهــل خـفـتُــمُ الــحــقَّ لــمّــا غــزاكــمْ
بـلــى الـحــقُّ يـعـلـو ويـمـضـي غـلابــا
|
إذا حــــلّ بــــالأرض أحــيـــى ربــاهـــا
فـتـمـسـي خـصـيـبــا تُـســيــل الـلـعـابــا
|
فـتـسـعــى أيـــــادي الـمــآســي إلــيــهــا
ولا تـــرتـــضـــي أن تــــراهـــــا رحــــابـــــا
|
جـــــــرادٌ حـــقــــودٌ يــغــطـــي ســمــاهـــا
فـتـمـسـي البـسـاتـيـن جــدبـــا خــرابـــا
|
ويـمــضــي بـحــقــدٍ و جـــــورٍ مــغــيــرا
فتـضـحـي الـحـضــاراتُ قــفــرا يـبـابــا
|
أيــــا غــــربُ مــهــلا ! فــإنّــي إلـيـكــم
لآت بــــقـــــول يـــــكـــــون الــعُــجـــابـــا
|
ألــســتــم سـلـيــلِــيَّ عـــهــــرٍ وفـــســــقٍ
تــبــيـــعـــون إيـــمـــاءكــــم والـــرضـــابــــا
|
فـــــلا يــعـــرف الابـــــن فـيــكــم أبـــــاه
ولا يـــعـــرف الأصـــــــل والانـتــســابــا
|
هـنـيــئــا لـــنـــا فــــــيء ديــــــن ســـــــلامٍ
و تـــبّـــاً لـــكـــم تــصــرخــون ارتــهــابــا
|
فــمـــا نــرهـــب الـــنـــاس إلا عــــــدوّا
أبــــــان الـــعـــدا فـــاعـــلا أو خــطــابـــا
|
إذا الـلـيــل أضــــوى بـســهــدٍ عـنــيــدٍ
نـــنـــاجـــي إلـــــــــه ونـــتـــلــــو كـــتـــابــــا
|
فــتــصــفـــو نــــفـــــوس بـــــآيـــــات ربّ
غــــفــــور يــــراعــــي مــقــيــمـــا أنــــابـــــا
|
وأنــتـــم لـيـالـيـكُـمُ الــحــمْــرُ جـــمـــرٌ
يـــزيـــد لــــــواب الــعــطـــاش الـتــهــابــا
|
لـــنـــا جـــنـــة يــــــوم نــلــقـــى رحــيــمـــا
بــقــلـــب نـــقــــيٍّ فــيــجـــزي الــثــوابـــا
|
بــنـــاهـــا فــأعـــلـــى عــــلاهــــا عــــلِــــيٌّ
ولـــــبّــــــى مــنــاجــاتــنـــا واســتـــجـــابـــا
|
بــهـــا مـــــن عـطــايــا ســخـــيٍّ كــريـــمٍ
مـــن الـخـيــر مــــا لا يــعــدُّ احـتـسـابـا
|
ووديــــــــــــان مــــــــــــاء زلال وكــــــــــــرمٍ
وخـــمــــرٍ طـــهــــورٍ تــســيـــل حــبـــابـــا
|
جـــزاء لـمــن عـــاش يـخـشــى ذنــوبــا
وإن نــاء بالـذنـب فـــي الـحـيـن تـابــا
|
وأنــتـــم فــمـــا غــيـــر دنــيـــا عـنَـتْـكُــم
تـضـجُّـون فـيـهـا فتـشـكـو اضـطـرابــا
|
تـبــاهــون بـالــعــدل والــحـــقّ جـــهـــرا
وتــخــفـــون خــبــثـــا يــثـــيـــر ارتــيـــابـــا
|
فـكــلُّ الـفـجـاج الـتــي قـــد وصـلـتــم
إلــيـــهـــا أذقــــتــــمْ بــنــيــهــا الــعـــذابـــا
|
وكــــمْ قــــدْ وعــدْتــمْ بــعــدْل عـمــيــمٍ
وكــــم قــــد سـئـمـنـا وعــــودا كــذابـــا
|
فـمــالــي أراكــــــمْ نـسـيــتــمْ عـــصـــورا
قـــراكـــم بـــهـــا كــــــان ذاك الــتــرابـــا
|
فــكــم ران جــهـــلٌ عـلـيـكــمْ قــرونـــا
تـعـيـشــون فــيــهــا فــطــالــت وطـــابـــا
|
هل العدلُ أن تكسروا العظم حقدا
وتـسـتـضـعـفـوا أو تـــجــــزُّوا الــرّقــابـــا
|
نـــراكـــم تــحــثــون صــهــيـــونَ حـــثًّــــا
عـلــى الـنّـهـب حـتّــى يــزيــد انـتـهـابـا
|
كـفــاكــم غـــــروراً و حـــقـــدا دفــيــنــا
فـمـن جــرّب الحـقـد والـظـلـم خـابــا
|
حـشـدتــم رصــاصـــا ونـــــارا وجــنـــدا
ولــــــــــلأرض بـــيّــــتُــــمُ الاغــتـــصـــابـــا
|
و هـاتـيـك أضـغــاث حــلــم وســكــر
ألـم تفهمـوا أنّكـم تجرحـون الشبابـا
|
فـهَـبّـوا كــأسْــد الــشّــرى إذ أحــالــوا
أمـانـيـكُــمُ الــســـود سـحــقــا ســـرابـــا
|
ومــــــا ذاك إرهــــــاب قــــــومٍ تــفــانـــوا
يــــســــدّون لــلـــغـــدر بــــابــــا وبــــابـــــا
|
ولــســنـــا دعـــــــاةً لــــشــــرٍّ مــخـــيـــفٍ
ولا نـــحـــن قـــــــومٌ نُـــريــــد احــتــرابـــا
|
ومــا مـــن نـجــاة ســـوى فـــي صـــلاة
فـنـدعــو الـــــذي إن دعــونـــا أجــابـــا
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق