الحق يعلو ويمضي غلابا



الحق يعلو ويمضي غلابا


شعر : محمد بن الطيب الحامدي

هـل العصـر عصـر ٌ يعـادي الصّـوابـا
أم الــدّهـــرُ شـــــرٌّ يـــعـــبُّ  الـعـبــابــا  ؟
فـمـا تـشــرق الـشـمـس إلاّ  وتـعــوي
ذئـــــــابٌ  تـــنــــادي  لــمـــكـــرٍ  ذئــــابــــا
أرى الـعُـجْــمَ قــــد  نـاصـبـونـا  عـــــداءً
فـأعــمــى نُـهــاهْــم  وأمــســـوا  حُــبــابــا
كــأنّــي بــهــم قــــد  تـنـاســوا  عــصــورا
عــظــامــا وقـــومًــــا  أقـــالــــوا  الــرّهــابـــا
بـنـوا حـيـثُ حـلّــوا عـمــارا  ومـجــدا
مهيـبـا وأحـيــوا الـصّـحـارَى  الـجـدابـا
أتــــانــــا مــــــــن  الله  شـــــــــرع  مـــبـــيـــن
وهــــــديٌٌ أضــــــاء  الـلـيــالــي  شــهــابــا
وهـــا الـيــومَ يأتـيـكُـمُ الـحــقُّ  فـتْـحــا
كــمــا الــبــدر نــــورا  يــحــثُّ  الـرّكـابــا
فــهــل خـفـتُــمُ الــحــقَّ  لــمّــا  غــزاكــمْ
بـلــى الـحــقُّ يـعـلـو ويـمـضـي  غـلابــا
إذا حــــلّ بــــالأرض أحــيـــى  ربــاهـــا
فـتـمـسـي خـصـيـبــا  تُـســيــل  الـلـعـابــا
فـتـسـعــى أيـــــادي  الـمــآســي  إلــيــهــا
ولا تـــرتـــضـــي أن  تــــراهـــــا  رحــــابـــــا
جـــــــرادٌ حـــقــــودٌ  يــغــطـــي  ســمــاهـــا
فـتـمـسـي البـسـاتـيـن جــدبـــا  خــرابـــا
ويـمــضــي بـحــقــدٍ و  جـــــورٍ  مــغــيــرا
فتـضـحـي الـحـضــاراتُ قــفــرا  يـبـابــا
أيــــا غــــربُ مــهــلا !  فــإنّــي  إلـيـكــم
لآت  بــــقـــــول  يـــــكـــــون  الــعُــجـــابـــا
ألــســتــم  سـلـيــلِــيَّ  عـــهــــرٍ  وفـــســــقٍ
تــبــيـــعـــون  إيـــمـــاءكــــم   والـــرضـــابــــا
فـــــلا يــعـــرف الابـــــن  فـيــكــم  أبـــــاه
ولا يـــعـــرف  الأصـــــــل  والانـتــســابــا
هـنـيــئــا لـــنـــا  فــــــيء  ديــــــن  ســـــــلامٍ
و تـــبّـــاً لـــكـــم  تــصــرخــون  ارتــهــابــا
فــمـــا نــرهـــب الـــنـــاس  إلا  عــــــدوّا
أبــــــان الـــعـــدا فـــاعـــلا  أو  خــطــابـــا
إذا الـلـيــل أضــــوى  بـســهــدٍ  عـنــيــدٍ
نـــنـــاجـــي  إلـــــــــه  ونـــتـــلــــو   كـــتـــابــــا
فــتــصــفـــو نــــفـــــوس  بـــــآيـــــات  ربّ
غــــفــــور  يــــراعــــي  مــقــيــمـــا  أنــــابـــــا
وأنــتـــم لـيـالـيـكُـمُ  الــحــمْــرُ  جـــمـــرٌ
يـــزيـــد لــــــواب  الــعــطـــاش  الـتــهــابــا
لـــنـــا جـــنـــة  يــــــوم  نــلــقـــى  رحــيــمـــا
بــقــلـــب  نـــقــــيٍّ  فــيــجـــزي  الــثــوابـــا
بــنـــاهـــا  فــأعـــلـــى  عــــلاهــــا  عــــلِــــيٌّ
ولـــــبّــــــى  مــنــاجــاتــنـــا   واســتـــجـــابـــا
بــهـــا مـــــن عـطــايــا  ســخـــيٍّ  كــريـــمٍ
مـــن الـخـيــر مــــا لا  يــعــدُّ  احـتـسـابـا
ووديــــــــــــان  مــــــــــــاء  زلال   وكــــــــــــرمٍ
وخـــمــــرٍ  طـــهــــورٍ  تــســيـــل  حــبـــابـــا
جـــزاء لـمــن عـــاش يـخـشــى  ذنــوبــا
وإن نــاء بالـذنـب فـــي الـحـيـن  تـابــا
وأنــتـــم فــمـــا غــيـــر  دنــيـــا  عـنَـتْـكُــم
تـضـجُّـون فـيـهـا فتـشـكـو  اضـطـرابــا
تـبــاهــون بـالــعــدل  والــحـــقّ  جـــهـــرا
وتــخــفـــون  خــبــثـــا  يــثـــيـــر  ارتــيـــابـــا
فـكــلُّ الـفـجـاج الـتــي قـــد  وصـلـتــم
إلــيـــهـــا  أذقــــتــــمْ  بــنــيــهــا  الــعـــذابـــا
وكــــمْ قــــدْ وعــدْتــمْ  بــعــدْل  عـمــيــمٍ
وكــــم قــــد سـئـمـنـا  وعــــودا  كــذابـــا
فـمــالــي أراكــــــمْ  نـسـيــتــمْ  عـــصـــورا
قـــراكـــم بـــهـــا كــــــان  ذاك  الــتــرابـــا
فــكــم ران جــهـــلٌ  عـلـيـكــمْ  قــرونـــا
تـعـيـشــون فــيــهــا  فــطــالــت  وطـــابـــا
هل العدلُ أن تكسروا العظم حقدا
وتـسـتـضـعـفـوا أو  تـــجــــزُّوا  الــرّقــابـــا
نـــراكـــم  تــحــثــون  صــهــيـــونَ  حـــثًّــــا
عـلــى الـنّـهـب حـتّــى  يــزيــد  انـتـهـابـا
كـفــاكــم غـــــروراً و  حـــقـــدا  دفــيــنــا
فـمـن جــرّب الحـقـد والـظـلـم  خـابــا
حـشـدتــم رصــاصـــا  ونـــــارا  وجــنـــدا
ولــــــــــلأرض  بـــيّــــتُــــمُ   الاغــتـــصـــابـــا
و هـاتـيـك أضـغــاث حــلــم  وســكــر
ألـم تفهمـوا أنّكـم تجرحـون الشبابـا
فـهَـبّـوا كــأسْــد الــشّــرى إذ  أحــالــوا
أمـانـيـكُــمُ الــســـود  سـحــقــا  ســـرابـــا
ومــــــا ذاك إرهــــــاب  قــــــومٍ  تــفــانـــوا
يــــســــدّون  لــلـــغـــدر  بــــابــــا  وبــــابـــــا
ولــســنـــا  دعـــــــاةً  لــــشــــرٍّ  مــخـــيـــفٍ
ولا نـــحـــن قـــــــومٌ  نُـــريــــد  احــتــرابـــا
ومــا مـــن نـجــاة ســـوى فـــي  صـــلاة
فـنـدعــو الـــــذي إن  دعــونـــا  أجــابـــا


محمد بن الطيب الحامدي
الكويت 2006
                   



                   
   
           
       

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.