وفاة الأديب الألماني جونتر جراس الحاصل علي نوبل في الآداب والمعادى لإسرائيل ومعارض حرب العراق

ولد جراس في مدينة دانتسينج البولندية، وشارك في الحرب العالمية الثانية في عام 1944. التحق بمدرسة الفنون في جامعة برلين وتخرج فيها عام 1956.

بدأت شهرة جراس الأدبية في عام 1959 بنشر روايته "طبل الصفيح" Die Blechtrommel، وتبعتها رواية "القط والفأر" (1961) و"سنين الكلاب" (1963)، الثلاثية التي عرفت لاحقا بـ "ثلاثية دانزيج" Danzig Trilogy، لتتوالى بعدها أعماله الأدبية التي نذكر منها: "تخدير جزئي" (1969) و"اللقاء في تيلكي" (1979) و"الفأرة" (1986) و"مئويتي" (1999) و"مشية السرطان" (2002)، و"الرقصات الأخيرة" (2003). ألهمت رواياته عديدا من المخرجين السينمائيين، وحوَّل المخرج الألماني فولكر شلندروف رواية "طبل الصفيح" إلى فيلم في عام (1979) حصد عديدا من الجوائز بينها جائزتا أوسكار.

جراس الذي ذاع صيته في العالم العربي من خلال بعض الترجمات لأعماله الروائية ككاتب رواية، كتب أيضا في الشعر والمسرح، حيث كانت مجموعته الشعريةDie Vorzüge der Windhühner أول عمل أدبي نشر له في عام 1956، وصدر له أيضا في الشعر مجموعة "المثلث المعكوس" (1960)، و"المُشَكك" (1967)، وكانت مجموعته الشعرية "المهرج" (2007) آخر ما نشر له في الشعر. أما أعماله المسرحية فنذكر منها "الطهاة الأشرار" (1956)، و"الفيضان" (1957)، ومسرحية "ما قبل" (1970).

إلى جانب أعماله الأدبية التي جعلته من أبرز كتّاب العصر الحديث، عُرف جراس كناشط اجتماعي وسياسي، وكان مؤيدا للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، كما لعب دورا مهما ضد الجبهات السياسية والفكرية التي كانت تدعو لاستمرار انفصال شطريّ ألمانيا الشرقي والغربي.

وكان منتقدا لسياسات الاتحاد الأوربي الخارجية، ومن أشد الأصوات الثقافية المنتقدة والمناهضة للسياسة الأمريكية، ودولة الاحتلال الإسرائيلي التي وصفته بـ "عدوها اللدود". وجَّه انتقادات حادة للمجتمع الدولي ولسياسات الدول الغربية إزاء نفاقها وصمتها عن ما يرتكبه الاحتلال في فلسطين. وفي نيسان (أبريل) عام 2012 نشر قصيدة بعنوان "ما يجب أن يقالWas gesagt werden muss تناقلها عديد من الصحف في العالم وقتها، وجّه فيها نقدا لاذعا لحكومة بلاده بسبب تزويد دولة الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح البحري، وشن هجوما على الأخيرة بوصفها تهديدا للسلام والأمن في العالم.

تعرض جراس حينها لحملات تشهير واسعة قادها اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا اتهمته بـ "معاداة السامية"، التهمة التي كان يسخر منها دائما. كان رده حينها أن ذكَّر العالم بأن ما ارتُكب من فظائع في الحرب العاليمة الثانية يجب ألا يكون ذريعة للصمت.


زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.