
توفي الكاتب
الصحفي محمد حسنين هيكل، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016، عن عمر يناهز 93 عاماً بعد
صراع طويل مع المرض.
وكانت حالة
الكاتب المصري قد ساءت في الآونة الأخيرة، وترددت الشائعات حول وفاته، حتى خرج مكتبه
نهاية الأسبوع الماضي لنفي خبر الوفاة الذي تناقلته الشبكات الاجتماعية.
وتشيع جنازة
هيكل اليوم الأربعاء، عقب العصر من مسجد الحسين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام مصرية.
وكان هيكل
قد امتنع عن تناول الأدوية والطعام في آخر أيامه بعد إصابته بفشل كلوي.
ومحمد حسنين
هيكل من مواليد سبتمبر/أيلول 1923، وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين، وكان مقرباً
من أغلب الأنظمة المصرية منذ فترة الملكية قبل ثورة يوليو/تموز 1952، حتى فترة الرئيس
الحالي عبدالفتاح السيسي.
وظل هيكل
رئيساً لتحرير جريدة "الأهرام" المصرية لمدة 17 عاماً، كما رأس مجلس إدارة
مؤسسة "أخبار اليوم" (الجريدة والمؤسسة الصحفية)، ومجلة "روز اليوسف"،
وفي عام 1970 عُيّن وزيراً للإرشاد القومي.
ورغم أن هيكل
يعد أحد أهمّ الصحفيّين العرب في القرن العشرين، وأشدّهم تأثيراً، إلا أن الكاتب الصحفي
حازم صاغية تحدث في مقال نشرته صحيفة "الحياة"، الثلاثاء 16 فبراير/شباط
2001، عن دوره المباشر والسلطوي طوال عقدين ونيّف، قبل أن ينتقل إلى رعاية المعارضة
خلال معظم سنوات العهدين الساداتي والمباركي، ليستقرّ أخيراً عند مباركة عبدالفتاح
السيسي مصريّاً، والتشكيك في الثورات عربيّاً.
صاغية برر
أهميّة هيكل كصحفي بوقوفه في وجه السلطات السائدة والقيم السائدة، فأهميّة هيكل، أو
أهميّته المؤسِّسة لبقية حياته وأدواره، إنما تصدر عن علاقته الحميمة بجمال عبدالناصر،
بحسب تأكيد صاغية.
صاغية قال
أيضا إنّ هيكل غدا أستاذاً لطريقة في الصحافة غزت العالم العربي كلّه، مفادها الدفاع
عن حُكم وحاكم والتماهي مع سياسات رسميّة بعينها.
ووصفه صاغية
بأنه كاتب "فلسفة الثورة" في 1954، يوم كانت البدايات الناصرية بحاجة إلى
أيّ كرّاس ترفعه إلى سويّة النظريّة.
وأضاف:
"هو من كتب عام 1961 "أزمة المثقّفين"، داعياً إيّاهم إلى الانخراط
في النظام وخدمته، بعيداً عن كل اعتبار ثقافي وقفزاً فوق السجون التي يتعفّن فيها بعضهم".
صاغية قال
أيضاً إن هيكل من خلال مقالاته الشهيرة التي حملت عنوان "بصراحة"، كان صوت
النظام بالمعنى الذي قيل فيه إن الشاعر الجاهلي محامي قبيلته.
ويضيف صاغية:
"وهو لئن لم يتقلّد من المناصب إلا وزارة الإعلام التي شغلها بضعة أشهر في
1970، فقد كان في منصب ظلٍّ يفوق المناصب كلّها أهميّة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق