أحدث الموضوعات
recent
عنوان الشريحة الأولى
عنوان الشريحة الثانية

ملفات إبستين: من هم أفراد العائلة المالكة البريطانية والسياسيون والموسيقيون والممثلون الموجودون في الصور؟

في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي الحديث، أعادت ملفات إبستين إشعال النقاش العالمي حول النفوذ، والسلطة، والدوائر المغلقة التي تحيط بالنخب السياسية والملكية والفنية. فالإفراج عن آلاف الوثائق والصور لم يكن مجرد كشف أرشيفي، بل فتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول طبيعة العلاقات التي بناها جيفري إبستين وشريكته جيسلين ماكسويل مع شخصيات بارزة خلال عقود.

الصور التي ظهرت ضمن ملفات إبستين لا تقدم أدلة قانونية مباشرة على جرائم جديدة، لكنها ترسم خريطة اجتماعية كثيفة لعلاقات امتدت إلى قصور ملكية، ومكاتب رئاسية، وكواليس الفن والموسيقى. وهو ما جعل هذه الوثائق مادة دسمة للرأي العام ووسائل الإعلام، لما تحمله من رمزية تتجاوز مجرد اللقطات الفوتوغرافية.

اللافت أن وزارة العدل الأمريكية أكدت أن هذه الملفات تضم آلاف الوثائق، وأن نشرها يندرج ضمن سياق الشفافية، لا الإدانة المسبقة. ومع ذلك، فإن مجرد ظهور هذه الصور ضمن ملفات إبستين كان كافيًا لإعادة طرح أسئلة محرجة حول حدود المعرفة، والمسؤولية الأخلاقية، والتواطؤ بالصمت.

شبكة العلاقات

تكشف ملفات إبستين عن علاقات اجتماعية معقدة نسجها جيفري إبستين وجيسلين ماكسويل مع شخصيات وُصفت بأنها من “صناع القرار” أو “صناع الرأي” في العالم. هذه العلاقات لم تكن عابرة، بل اتخذت طابعًا متكررًا ومنظمًا، شمل حضور مناسبات خاصة ورحلات وأنشطة اجتماعية مغلقة.

الصور المنشورة تُظهر إبستين وماكسويل إلى جانب ملوك سابقين، ورؤساء دول، ونجوم موسيقى وسينما، ما يعكس قدرة الرجل على اختراق دوائر شديدة الحساسية. ويبدو أن هذه العلاقات كانت أحد مصادر قوته ونفوذه، وساهمت في حمايته لفترات طويلة من المساءلة.

ضمن سياق ملفات إبستين، لا يمكن فصل هذه الشبكة عن طبيعة الجرائم التي أُدين بها لاحقًا، إذ تشير الوثائق إلى أن المكانة الاجتماعية كانت أداة أساسية لتسهيل الوصول، وبناء الثقة، وتطبيع الحضور في بيئات لا يُفترض أن تكون متاحة لشخص مثله.

مصير إبستين

جيفري إبستين، الممول الأمريكي المدان بجرائم اعتداء جنسي على قاصرين، توفي داخل زنزانته عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة في قضية جديدة. ورغم وفاته، فإن ملفات إبستين أعادت إحياء قضيته بوصفها جرحًا مفتوحًا في النظام القضائي والسياسي الأمريكي.

قبل ذلك بسنوات، وتحديدًا في 2008، كان إبستين قد أُدين في قضية منفصلة تتعلق بجرائم جنسية بحق أطفال، وحُكم عليه بعقوبة وُصفت حينها بالمخففة. هذه الخلفية جعلت الكثيرين يرون أن وفاته لم تُغلق الملف، بل زادت من غموضه.

أما جيسلين ماكسويل، شريكته المقربة، فهي تقضي حاليًا حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة الاتجار الجنسي بالأطفال. ووفق ملفات إبستين، لعبت ماكسويل دورًا محوريًا في إدارة العلاقات الاجتماعية وتسهيل التواصل مع شخصيات نافذة.

الأمير أندرو

تحتل صور الأمير أندرو، دوق يورك السابق، مساحة بارزة داخل ملفات إبستين، حيث تظهر عدة لقطات يُعتقد أنها تعكس دوره في فتح أبواب المجتمع البريطاني الراقي أمام إبستين وماكسويل. هذه الصور أعادت الجدل حول علاقتهما إلى الواجهة بقوة.

إحدى الصور غير المؤرخة تُظهر الأمير، البالغ من العمر 65 عامًا، مستلقيًا على أرجل خمس نساء، بينما تقف ماكسويل مبتسمة فوقه. وذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن الصورة التُقطت في ساندرينغهام، المقر الملكي في نورفولك، بعد مطابقتها مع صور أخرى من المكان ذاته.

صور أخرى ضمن ملفات إبستين تُظهر الثلاثي في المقصورة الملكية بسباق أسكوت عام 2000، وصورة ثالثة يُعتقد أنها خلال رحلة صيد في بالمورال باسكتلندا، دون تحديد تاريخ دقيق، ما يعزز الأسئلة حول طبيعة هذه العلاقة واستمراريتها.


بيل كلينتون

يظهر الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في عدد من الصور المنشورة ضمن ملفات إبستين، حيث يبدو مسترخيًا في حوض استحمام ساخن، أو يسبح في مسبح، إضافة إلى صور تجمعه بماكسويل وعدد من نجوم الفن والموسيقى.

تشير الوثائق إلى أن كلينتون كان على علاقة اجتماعية بإبستين في أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، أي قبل أول اعتقال رسمي للممول المثير للجدل. ومع ذلك، لم يتهم أي من ضحايا إبستين كلينتون بارتكاب مخالفات.

المتحدث باسم كلينتون أكد أن هذه الصور تعود لأكثر من 20 عامًا، وأن الرئيس الأسبق قطع علاقته بإبستين فور انكشاف جرائمه. ووفق تصريحه، فإن إدراج هذه الصور في ملفات إبستين لا يغير من هذا الموقف المعلن.

بيتر ماندلسون

تُظهر إحدى الصور بيتر ماندلسون، السياسي البريطاني البارز، وهو يراقب إبستين أثناء إطفائه شموع كعكة عيد ميلاد كبيرة. ورغم أن الصورة نُشرت سابقًا، فإن إعادة إدراجها ضمن ملفات إبستين أعادت تسليط الضوء على هذه الصداقة.

كان ماندلسون، الذي شغل مناصب وزارية رفيعة، قريبًا من إبستين منذ أوائل الألفية، ووصفه في رسالة عيد ميلاده الخمسين بأنه “أفضل أصدقائه”. كما لعب دورًا في تقديم إبستين لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير عام 2002.

الأكثر إثارة للجدل أن ماندلسون واصل علاقته بإبستين حتى بعد إدانته عام 2008، وهو ما اعترف بندمه عليه لاحقًا. وتبرز هذه النقطة بوضوح داخل ملفات إبستين بوصفها مثالًا على التغاضي المتعمد.

مايكل جاكسون

تضم ملفات إبستين صورة للمغني الراحل مايكل جاكسون وهو يقف إلى جانب إبستين أمام لوحة فنية كبيرة، إضافة إلى صورة أخرى تجمعه بكلينتون والمغنية ديانا روس. ولم تكشف وزارة العدل عن تاريخ أو مكان التقاط هذه الصور.

عدم توثيق الزمن والسياق جعل هذه الصور محل تكهنات واسعة، لكن لا يوجد أي دليل أو اتهام يشير إلى علم جاكسون بجرائم إبستين أو تورطه فيها بأي شكل.

رغم ذلك، فإن إدراج اسمه ضمن ملفات إبستين يعكس مدى اتساع الدائرة الاجتماعية التي أحاطت بالممول المدان، ووصولها إلى نجوم الصف الأول في عالم الموسيقى.

ميك جاغر

يظهر مغني فرقة رولينغ ستونز، ميك جاغر، في صورة تجمعه بكلينتون وامرأة مجهولة الهوية، جرى طمس ملامحها في الوثائق المنشورة. ويبدو الثلاثة بملابس رسمية لحفل كوكتيل.

وزارة العدل الأمريكية لم توضح مكان أو زمان التقاط الصورة، ما ترك الباب مفتوحًا للتأويل الإعلامي، دون تقديم أي اتهام مباشر.

حتى الآن، لم يصدر تعليق من جاغر، ولا تشير ملفات إبستين إلى أي علم أو مشاركة له في جرائم إبستين، لكن وجوده في الصور وحده كان كافيًا لإثارة الجدل.

كيفن سبايسي

تُظهر إحدى الصور الممثل الأمريكي كيفن سبايسي ضمن مجموعة تضم ماكسويل وكلينتون داخل غرف حرب ونستون تشرشل الشهيرة في لندن. ويُعتقد أن الصورة التُقطت عام 2002 خلال زيارة كلينتون للمملكة المتحدة.

لا تتضمن ملفات إبستين أي معلومات تشير إلى تورط سبايسي أو علمه بجرائم إبستين وماكسويل، ولم يُدلِ الممثل بأي تعليق رسمي بشأن الصور.

ويُذكر أن سبايسي بُرِّئ عام 2023 من تسع تهم اعتداء جنسي في قضية منفصلة، وهو ما يجعل إدراج صوره ضمن ملفات إبستين مثيرًا للجدل، لكنه غير حاسم من الناحية القانونية.

بهذا، تبقى ملفات إبستين وثيقة مفتوحة على أسئلة كبرى، لا تتعلق فقط بجرائم فرد، بل بنظام علاقات سمح لتلك الجرائم أن تُحاط بالنفوذ والصمت لسنوات طويلة.

يمكنكم مشاهدة المزيد من صور ملفات جيفري إبستين، اضغط: هــنــــــا

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.