قالت صحيفة الصين اليومية الرسمية، اليوم، إن حكومة بكين ستحث شركات الملاحة على استخدام الممر الشمالي الغربي، المار عبر القطب الشمالي، الذي فتح بفضل التغير المناخي؛ لتقليل الزمن الذي تستغرقه الرحلات البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
يذكر أن للصين وجود متزايد في المنطقة القطبية الشمالية، إذ تعتبر من أكبر المستثمرين في قطاع التعدين في جرينلاند، كما أبرمت اتفاقا للتجارة الحرة مع آيسلندا.
وأشارت شبكة "بي بي سي" البريطانية، اليوم، إلى أن استخدام الممر القطبي من شأنه توفير الوقت والمال لشركات النقل البحري الصينية، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنجهاي إلى ميناء هامبورج الألماني عبر الممر الشمالي الغربي أقصر بـ2800 ميل بحري عن الطريق المار عبر قناة السويس.
كانت إدارة سلامة الملاحة الصينية أصدرت في وقت سابق من الشهر الحالي دليلا، يقع في 356 صفحة باللغة الصينية، يحتوي على تعليمات مفصلة للإبحار من الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية إلى المحيط الهادئ الشمالي، حسبما قالت الشبكة.
ونقلت الشبكة عن ليو بينجفي، الناطق باسم وزارة الملاحة البحرية الصينية، قوله: "عندما تعتاد السفن على استخدام هذا الطريق، سيغير ذلك وجه الملاحة التجارية العالمية، ما سيكون له أثر كبير على التجارة العالمية والاقتصاد العالمي وتدفق رؤوس الأموال واستغلال الموارد الطبيعية"، مضيفا أن السفن التجارية الصينية ستستخدم الممر الشمالي الغربي في المستقبل، دون أن يتطرق الى جدول زمني محدد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر قوله: "الطريق ستكون له منافع إستراتيجية للصين، ولقد استوعبت العديد من الدول القيمة المالية والإستراتيجية للممر القطبي، كما فعلت الصين".
وأشار إلى المخاطر المحيطة باستخدام هذا الطريق، مثل غياب البنى التحتية والأضرار التي قد يحدثها الجليد للسفن والطقس المتقلب، وقال: "بما إن الجليد الذي كان يغطي هذه البحر بدأ بالانحسار بفضل التغير المناخي، زادت المنافع المحتملة لهذا الطريق، ولذا نحن بحاجة إلى دليل بحري للسفن التي تحمل العلم الصيني".
وأدى الاحتباس الحراري إلى انهيار الجليد بالقطب المتجمد الشمالي، وشق ثغرات أو ممر ملاحي يمكن من خلاله عبور السفن، ويوفر هذا الطريق 40% من المسافة بين (آسيا وشمال أوروبا)، ما يؤدي إلى وفرة في تكاليف نقل البضائع، إضافة إلى الوقت الذي تستغرقه السفينة من آسيا إلى شمال غرب أوروبا، والذي يجعله منافسًا قويًّا لطريق قناة السويس ويجعل كثيرًا من البضائع المنقولة من (آسيا إلى أوروبا) تنقل من خلاله بدلًا من طريق قناة السويس، خاصة أن أكثر من 65%من البضائع العابرة بالقناة هي بضائع منقولة من (آسيا إلى أوروبا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق