أحدث الموضوعات
recent

بين المقاطعة ودعم أحمد الطنطاوي.. ماذا تخبرنا تجربة لولا دا سيلفا؟


 عبدالرحمن كمال

1

الزمان: 2002 م.

المكان: البرازيل.

الحدث: الإعلان عن فوز مرشح حزب العمال، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في انتخابات الرئاسة، بعد حصوله على أكثر من 51 مليون صوت بنسبة (62%) من إجمالي عدد الأصوات، ليصبح لولا دا سيلفا أول رئيس يساري منتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل في 15 من نوفمبر عام 1889م.

2

الزمان: إبان الربيع العربي في 2011 وخلال العام 2012.

المكان: مصر.

الحدث: كافة التيارات السياسية تتحدث عن تجربة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بوصفها نموذجا يحتذى به في حكم مصر الثورة بعد الإطاحة بالنظام الفاسد، وتتجاذب كل التيارات قصة نجاح لولا دا سيلفا من أجل التمسح فيها، ومحاولة منها لاستقطاب الجماهير على خلفية الرغبة المتولدة لدى الشعب المصري بالانخراط في العمل السياسي بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك.

روّج اليساريون لتجربة لولا دا سيلفا في محاولة منهم للالتصاق بالتجربة وبطلها اليساري. كما نافح الليبراليون عن تجربة لولا دا سيلفا بوصفه رئيس جاء إلى الحكم بآليات ديمقراطية تمثل أهم ما في الليبرالية وجوهرها. بل إن إعلام الدولة المصرية نفسه تحدث قبل أشهر عن تجربة لولا دا سيلفا، في محاولة ساخرة أكبر من كونها فاشلة للربط بين مصر السيسي وتجربة لولا دا سيلفا. المضحك ان نفس البوق الإعلامي الذي حاول مثل هذا الربط الغريب، سبق وأن وصف الفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة في العام 2012 بأنه «أردوغان مصر»!

3

الزمان: 2023م.

المكان: مصر.. «أم الدنيا» التي باتت «الرجل المريض» الذي تتكالب عليه كل الدنيا.

الحدث: النائب البرلماني السابق أحمد الطنطاوي يعلن ترشحه في انتخابات الرئاسة المزمع عقدها في أواخر العام، لتحديد رئيس البلاد الذي يتولى الحكم من العام 2024م.

في خضم هذا الحدث، انقسم المصريون (الحديث هنا عن المصريين الملتفين حول مصر لا حول شخص، فكل من التف حول شخص دمّر مصر في عشرية سوداء، لا يستحق أن يكون مصريا) بين من يتمسك بدعم أحمد الطنطاوي ومساندته، ومن يتشبث بضرورة المقاطعة وحتميتها، ولكل أسبابه الوجيهة، ونواياه المخلصة.

4

منذ إعلان أحمد الطنطاوي نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية، وهو يتعرض لحملات تشكيك وغمز ولمز من المحسوبين على 25 يناير أكبر من حملات المحسوبين على الثورة المضادة، فتارة يتحدث البعض عن قبوله لعب دور الكومبارس على طريقة انتخابات 2014 وانتخابات 2018.

وتارة يتهمه البعض أنه تحالف ونسّق مع الدولة المصرية لإخراج المشهد الانتخابي بشكل يبدو جادا. وثالثة من البعض الذين اتهموا الرجل بأنه أصغر من أن يحكم مصر، وأن قدراته أقل من أن يتولى رئاستها (رغم أن أداء الرئيس القابع على الكرسي منذ 10 سنوات ينسف هذا الاتهام نسفا).

5

الغريب أن غالبية الذين نالوا أحمد الطنطاوي باللمز والغمز والتشهير، ملأوا الدنيا ضجيجا في مرحلة ما من حياتهم، بالحديث عن تجربة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، لكنهم الآن يتغافلون مجموعة من الحقائق عن «دا سيلفا» ربما لأنها تكشف خطأ موقف بعضهم، أو زيف ما كان يدعيه من قبل.

تناسى هؤلاء أن لولا دا سيلفا لم يهبط من السماء فجأة في 2002م ليترشح في الانتخابات الرئاسية، لتحدث المعجزة ويفوز بالمنصب. ربما تناسوا أن الرجل تمرّس في العمل السياسي الفعلي على أرض الواقع، وليس مجرد التنظير الذي خسرنا "كتير". بدأ نضاله من باب النقابات، ذلك الباب الذي أوصده نظام السيسي بـ«الضبة والمفتاح» واستخدم في ذلك واحد من أشهر القيادات العمالية في مصر خلال العقود الأخيرة!

تناسى هؤلاء أن الرئيس لولا دا سيلفا سبق له الترشح 3 مرات في انتخابات الرئاسة، في أعوام 1989م و1994م وم1998، وخسرها جميعا، قبل أن ينجح في 2002م ويستفيد من الزخم والخبرات المتراكمة على مدار عمله السياسي الذي بدأ فعليا في العام 1980م، أثناء إضراب للمصانع في أطراف مدينة ساو باولو في فترة سيطرة الجيش على الحكومة، عندما ترأس خطاب لنقابات العمال الصناعيين، وكانت خطاباته مشجعة ضد الحكومة فأدى ذلك إلى احتجازه لمدة ثلاثين يوما.

6

اتهم البعض أحمد الطنطاوي بأنه «أقل» من أن يحكم مصر، تارة بحجة صغر سنه، وأخرى بزعم ضعف قدراته! وثالثة أرجعوها إلى عدم امتلاكه برنامجا رئاسيا!! وها هو «الطنطاوي» يعلن بشكل يومي عن ملامح برنامجه الانتخابي، في حين أن مرشح الدولة لم يملك يوما أي برنامج سوى التخريب الممنهج للبلاد وتجويع وتعطيش العباد.

تناسى هؤلاء أن الرئيس لولا دا سيلفا كان في نفس عمر أحمد الطنطاوي تقريبا عندما ترشح للانتخابات الرئاسية في أول مرة في العام 1989م. كان عمر «دا سيلفا» وقتها 45 عاما، في حين عمر «الطنطاوي» حاليا 44 عاما. ولو كان ثمة فارق فسيكون في طبيعة الظرف الذي صاحب انتخابات كل بلد: البرازيل في 1989م، حيث كانت أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ الانقلاب العسكري في عام 1964م لتؤذن بنهاية حكم العسكر في البرازيل. في حين تجري الانتخابات في مصر في 2023م في بلد لا يزال يرزح تحت الحكم العسكري، دون توفر أية ضمانات لنزاهة الانتخابات، سواء من في مرحلة جمع التوكيلات (شاهدنا الاستعانة بالبلطجية لمنع مناصري أحمد الطنطاوي من تحرير التوكيلات) أو الإشراف على العملية الانتخابية ومراقبتها (ورفض إشراف الأمم المتحدة بزعم المساس بسيادة مصر!!) أو إعلان النتيجة فيما بعد.

7

قد يكون المشهد الحاصل في انتخابات مصر 2023م المشار إليه آنفا، حجة قوية للداعين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية وتأكيدا لوصفها بأنها مسرحية لا تحتاج إلى مرشحين جادين بقدر ما تتطلب «كومبارسات ومجاميع».

لكنه ينفي في الوقت نفسه مجموعة التلميزات والتميحات التي نالت أحمد الطنطاوي منذ إعلانه نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية، بداية من وصفه بكونه «كومبارس»، مرورا باتهامه بالتحالف والتنسيق مع الدولة، وصولا إلى الاستهزاء والسخرية من ضعفه وعدم قدرته على أن يمثل تهديدا فعليا لمرشح الدولة.

8

إذن، أثبت أحمد الطنطاوي جديته. لكن، يبقى الافتراض الأصعب: ما هي جدية الانتخابات نفسها؟! وإذا لم تكن جادة، فلماذا نشارك فيها من الأساس؟

الإجابة مرة أخرى عند تجربة لولا دا سيلفا... وعند شعار أحمد الطنطاوي.

من ضمن ما تخبرنا إياه تجربة «دا سيلفا» حتمية المشاركة في غمار العمل السياسي، مهما كانت الظروف غير مواتية. فالرجل الذي فقد إصبعا وهو في التاسعة عشر من عمره، أثناء عمله في إحدى مصانع قطع الغيار للسيارات، أيقن وهو في مقتبل العمر ان هذا الحادث مجرد شرارة الانطلاق في مشوار طويل، ربما لم يكن يحلم في نهايته بالوصول لمنصب الرئيس.

أثرت تلك الحادثة في تفكير لولا دا سيلفا، الذي اتجه صوب حقوق العمال، وأهمية العدالة الاجتماعية بين مختلف الطبقات. وهو ما دفعه للمشاركة في اتحاد نقابة العمال، بهدف الدفاع عن حقوق العمال وتحسين مستواهم وليحررهم من قسوة أصحاب الأموال عليهم. كل هذا في خضم حكم عسكري فاشي.

انتقل «دا سيلفا» من العمل النقابي إلى السياسي، مستفيدا من تراكم الخبرات، تلك الخبرات التي شكلته وعيه وتفكيره وسياساته عندما جاءت الفرصة المناسبة في العام 2002م ووجد نفسه رئيسا للبرازيل التي كانت مضرب المثل في الفساد واللامساواة على مستوى العالم. لم يتفاجأ مثلما حصل مع جماعة الإخوان في 2012م، عندما أيقنوا أنهم تصدروا لمسئولية لا قبل لهم بها، بل كان الرجل قد استعد جيدا لمثل هذه اللحظة.. على سبيل المثال، وقبل ترشحه الرابع للانتخابات الرئاسية في 2002م، كان لولا دا سيلفا قد سافر خلال الفترة بين العامين 1993م و2001م، بصحبة المهندس الزراعي جوزيه دا سيلفا (أحد أقرب مستشاريه، وهما ليسا على صلة رغم حملهما اسم العائلة ذاته) سافرا نحو 90 ألف كيلومتر عبر البرازيل في جولات للاستماع أطلقا عليها اسم "قوافل المواطنة".

لم يركن «دا سيلفا» إلى الواقعية التي يمكن أن تثبط همته، فالبلاد تحت نير ونار حكم عسكري غاشم، خرجت منه منهكة وفاسدة وتعاني ظلما اجتماعيا مرعبا، ولما حاول إنقاذها في انتخابات 1989م رفضه الشعب خوفا من تحول البرازيل إلى بلد اشتراكي في زمان كانت الولايات المتحدة تحكم قبضتها على معاقل الاشتراكية في كل العالم وتحاصرهم اقتصاديا بشكل إجرامي. لم يفت كل ذلك في عضد لولا دا سيلفا، ولم يثنه عن المواصلة أو يجره إلى الانعزال والمقاطعة. بل حاول مرارا وتكرار، وفي كل مرة كان يتعلم درسا جديدا، وما أن اختاره الشعب، ومع توقعات بالصدام وترقب أمريكي وغربي بسياسات الرجل، كان «لولا» قد أيقن لحقيقة مفادها أن «البرازيل قد تغيرت، وحزب العمال قد تغير، وأنا قد تغيرت». دفعت كل النكسات السابقة والجدل المحيط به إلى بحثه الجاد عن ذاته، فكل هذه المصاعب غيرت بعمق الطريقة التي يخطط بها «دا سيلفا» لتحقيق التغيير.

ولم يكن لكل هذا النجاح أن يتحقق للتجربة دون كل هذه الخبرات المتراكمة، التي ما كان لها أن تتواجد بدون الانخراط والمواجهة... من هنا، تكمن أهمية دعم أحمد الطنطاوي في الانتخابات الرئاسية مهما كان موقفنا منها، هذا من وجه واحد.

9

هناك عدة أوجه تخبرنا أن المقاطعة لم تعد حلا وجيها... لقد قاطعنا في انتخابات 2014م. وقاطعنا في انتخابات 2018م التي يمكن اعتبارها صاحبة أقصى درجات المقاطعة في انتخابات مصرية خلال العقود الأخيرة. ذلك أن الدولة لجأت إلى مد أيام الانتخاب إلى 3 أيام بدلا من يومين، كما اضطرت إلى «حشد» الناخبين على حد وصف مانشيت جريدة «المصري اليوم» وقتها.

كما أن سلاح المقاطعة كان فاعلا على إثر محاربة الدولة لكل مرشح جاد يمثل تهديدا قويا لمرشحها في 2018م، وهو ما أجبرها في الختام على اختيار مرشح «هزلي» أكاد أجزم أن السيسي نفسه لم يكن يعرفه قبل وقوع الاختيار عليه، والمضحك أن هذا المرشح الهزلي الذي لم يكن يعرفه سوى الضابط المكلف بإدارة حزبه، نجح في جمع 47 ألف توكيل، رغم أنه أعلن ترشحه قبل إغلاق باب الترشح بيوم واحد فقط!

كانت انتخابات 2018م هي ذروة استخدام وتفعيل سلاح المقاطعة بشكل يفوق ما حدث في 2014م. ورغم ذلك، ومع اتهامات 14 منظمة حقوقية للانتخابات بأنها «هزلية»، إلا أن أحدا لم يهتم بهذه الحقيقة، واعترف العالم غربه وشرقه بالسيسي رئيسا منتخبا، ذلك أن الغرب المنافق لا يشغله إلا الإجراءات الشكلية، بل يعادي الديمقراطية الحقيقية في دول الجنوب تحديدا، لأن أي تمثيل شعبي حقيقي في تلك الدول يعني بالضرورة معاداة مصالح الغرب والتصدي لوكلائهم ولنهبهم لخيرات وموارد وثروات تلك الدول.

10

لم تعد المقاطعة سلاحا ناجعا في ظل تغاضي الغرب عن شعارات الديمقراطية والحريات وتداول السلطة، وها هو وزير الخارجية الأمريكي نفسه يبرر عودة الأموال المقتطعة من المعونة الأمريكية إلى الجيش المصري قائلا إن الأمن أهم من حقوق الإنسان... وهذا وجه مهم يجب أخذه بعين الاعتبار.

إن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لن يتخلى عن مصالحه -المتمثلة في حماية أمن العدو الصهيوني وحماية الملاحة في قناة السويس- من أجل «سواد عيون» الشعب المصري، ولن يُغَلِّب شعارات الديمقراطية والحريات على تلك المصالح.

فإذا كان الأمر كذلك، فهناك مجموعة أسئلة إلى دعاة المقاطعة:

  • على أي شئ يعولون إذا كان الخارج منافقا، والداخل إما خائف أو لا يبالي (شعبيا) أو مستفيد ومتآمر (رسميا)؟!
  • متى سنشتبك مع الواقع ونسعى لتجميع النقاط التي تؤهلنا في لحظة ما إلى الوقوف في موضع قوة يجبر الداخل والخارج على الاستماع لنا؟ وكيف يمكن الوصول إلى هذا الموضع؟

أنا متفق مع دعوات عدم الاستماع لمناضلي الخارج واليوتيوب الذين يطالبون المصريين بالنزول إلى الشارع دون خطة واضحة، وهو ما ينتهي بهم في غياهب سجون نظام لا يرحم. كما إنني متفق مع دعوات عدم الإنصات لتحليلات نجوم اليوتيوب الذين باتوا يتعاملون مع الوضع في مصر على أنه باب للارتزاق من الإعلانات أو الشهرة من التريندات رغم انعزالهم الشديد والواضح عن الشارع وطريقة تعاطيه مع الأحداث المتتالية.

وفي ظل هذا الاتفاق، يأتي أحمد الطنطاوي ليحقق الشروط المفقودة في مناضلي اليوتيوب ومحلليه، فالرجل متواجد على أرض مصر، ويحتك بالمواطنين ومعاناتهم بشكل فعلي. وبالتالي، فمن باب المسئولية على الأقل ألا نتركه وحيدا في مواجهة نظام ودولة لا تفترس أنيابها إلا من يقف في وجه تفريط القائمين عليها.

11

إذن، أثبت أحمد الطنطاوي واقعيته. لكن، يبقى الافتراض الأصعب: ما هي واقعية فرصته في الانتخابات نفسها؟! وإذا لم يكن ذا فرص، فلماذا ندعمه من الأساس؟

الإجابة هذه المرة عند شعار أحمد الطنطاوي... «يحيا الأمل».

أتوقع أن أحمد الطنطاوي نفسه، والقائمين على حملته يعرفون منذ اللحظة الأولى أن فرصته صعبة، إن لم تكن ضعيفة، حتى ولو لم يجاهروا بذلك من باب الحنكة السياسية ومقتضيات العمل الانتخابي.

كما إنني منذ إعلان «الطنطاوي» ترشحه وأنا لدي هاجس بأنه لن يصل إلى لحظة الاقتراع وهو مرشح فعلي. فإما عرقلة مشواره في مرحلة جمع التوكيلات كما هو حاصل الآن، وإما الإجهاز عليه في المرحلة اللاحقة بحجة «تزوير التوكيلات» كما حصل مع أيمن نور وعمر سليمان من قبل.

وسواء نجح أحمد الطنطاوي في عبور المرحلتين وصولا إلى لحظة الاقتراع والانتخاب، أو أُجبر على الانسحاب أو عدم المشاركة، فإن الرسالة الأهم التي يمثلها «الطنطاوي» وحملته تكمن في الشعار الذي اختاره بذكاء ليكون عنوانا لحملته... الإبقاء على الأمل.

إن أهم ما يقدمه «الطنطاوي» من خلال مثابرته وفريقه وتصديهم لغشومية السلطة الحاكمة يتمثل في الإبقاء على جذوة العمل السياسي مشتعلة، تلك التي يسعى النظام جاهدا إلى إطفائها وإلقائها في غياهب الجب.

إن الثورة هي عمل تراكمي، حلقات تكمل بعضها بعضا وتسلم إحداها الأخرى، وفي اللحظة التي نفقد فيها إحدى الحلقات، سنجد أنفسنا مجبرين على بدء السلسلة من أولها. ومن هنا تأتي أهمية توافر البدائل المتعددة في التعامل مع النظام: ما بين المقاطعة، والمشاركة الفاعلة بما يمثل مزيدا من الإحراج لنظام لا «يختشي» لكنها تلهب أجيالا لم تعد ذات صلة بالعمل السياسي ولا تعرف ماهيته.

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.