التربص بحزب العمل.. عود على بدء



عدنا من جديد لقذارة ما قبل الثورة، فها هو جهاز المخابرات يعاود مضايقاته من جديد لحزب العمل عبر شبكة قذرة من حفنة عملاء أمثال الجفعرى والشهابى قبحهم الله، وهاهم أبناء المقبور عمر سليمان لعنه الله ينهشون كالكلاب فى لحم وجسد الحزب عبر قضاة الظلم والافساد والاستكبار عبر عدة خطوات -ان شئت فقل خطايا- ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أزمة حزب العمل تكمن دوما فى خوضه غمار معركة حاسمة حازمة قاصمة ضد الحلف الصهيوني الأمريكي العدو الحقيقي لمصر والعرب والمسلمين.
جاءت الخطوة الأولى من هؤلاء المتجبرين بتوجيه عملاء الحلف الصهيوني الامريكي لتحريك دعاوى السب والقذف ضد ما كشفته جريدة الشعب من فساد مستشرٍ بمنجم السكرى المنهوب نهبا منظما على أيدى عائلة الراجحى، لتتوالى بعد ذلك البلاغات والدعاوى ضد كتيبة جريدة الشعب.
ثم جاءت الخطوة المضحكة المبكية والتى تنم على غباء وجهل وعمى بصيرة أولئك المكلفين بمحاربة حزب العمل وإن كنت أميل إلى انها ارادة الله التى أعمت قلوب العملاء الظالمين تماما كما حدث مع المخلوع مبارك، حيث قامت نيابة مصر القديمة باستدعاء رئيس حزب العمل المجاهد مجدى حسين لأن قارئا سب قارئا آخر على موقع الشعب الالكترونى فى باب التعليقات، ومن غرائب الصدف أن يكون الشاكى ضابط جيش!!
ثم جاءت الخطوة الأكثر غباءاً عندما عمدت الأجهزة الأمنية إلى أحد عملائها (وفقا لوثيقة مسربة عشية اقتحام مقرات أمن الدولة) وأوعزت إلى قضاة انعدمت ضمائرهم باستخراج قضية سب وقذف من عام 1993 ضد المجاهد الراحل ابراهيم شكرى الذى فارق عالمنا منذ سنوات، غير أن البحث خلف الأحداث يكشف لنا أن السر فى إعادة ملف هذه القضية هو  كونها أيضا ضد مجدى حسين رئيس الحزب الحالى . وسرعان ما انتشر الخبر على مواقع الانترنت كالنار فى الشهيم!!
ورغم سكوت الحكومة ذات الصبغة الاخوانية العاجزة على تطاول دعاة الحرية والمدنية والديمقراطية من أنصاف الموهوبين من العاملين بقنوات الفلول المنصاعة لجهاز المخابرات، ورغم تهاون الرئيس مرسي المحتجز فى بوتقة جماعته المتشرنقة حول نفسها والمتغطية بأمريكا، ورغم سكوت هؤلاء على كم الإهانات الذى يتلقونه كل برهة من إعلام الفتن، نجد أن الحكومة أخذتها الحمية عندما أعلن حزب العمل عن نيته إطلاق قناة فضائية مصرية لتكون صوتا معبرا باصالة عن الشعب المصرى ضد عملاء حلف الخارج (الامريكي الصهيوني) وأذناب حلف الداخل(المخابرات وأمن الدولة وفلول النظام)، فقامت هيئة الرقابة الأدارية بحماس منقطع النظير بالتحرك الفورى تجاه تلك القناة وانصاع البنك التجارى الدولى لأوامر سيادية عليا وجمد حساب القناة الذى تخطى 65 ألف جنيها مصرياً، بل وأحال طارق حسين أمين اتحاد شباب حزب العمل والمحاسب بالبنك، إلى التحقيق بعد وقفه عن العمل، وكأنه يريد أن يثبت لنا إلى مدى فشلت الثورة حتى الآن فى إقصاء تلك الألاعيب القذرة التى أفسدت الحياة السياسية طوال 60 عاما مضت.
الغريب أن نفس ذات الهيئة لم تحرك ساكنا تجاه كل ما كشفته جريدة الشعب من فساد متراكم داخل هيكل مؤسسات الدولة المصرية، وكأن الأمر لا يعنيها وتصرفت بمنطق "هل يراكم من أحد ثم انصرفوا" ليتركوا دم الشعب المصرى وأمواله فريسة سهلة وصيدا ثمينا لـ"هوامير" النظام البائد.
ثم جاءت الضربة غير النزيهه من القضاء غير الشريف وعملاء الأجهزة الأمنية، بأن حددت محكمة الأحزاب جلسة 19 مايو للحكم قضية تشابه الأسماء التى رفعها إبراهيم الجعفرى عميل أمن الدولة والمخابرات ( وفقا لوثيقة منشورة لم ينفها ). وتقوم القضية على أساس تشابه الأسماء بين حزب العمل الجديد وحزب العمل الاشتراكى ، والعملاء الذين يتحدثون باسم حزب العمل الاشتراكى لايفعلون شيئا إلا محاربة حزب العمل الأصلى فى القضاء ، أو من خلال الاعلام المشبوه . ولكن لايقومون بأى عمل سياسى إيجابى لترويج أنفسهم أو أفكارهم المفترضة.
ويجدر هنا الإشارة إلى ما ذكره المجاهد مجدى حسين عن أن اسم حزب العمل الجديد هو اقتراح من المستشار محمد ممتاز متولى رئيس المجلس الأعلى للقضاء حاليا ، فعندما كان رئيسا للجنة الأحزاب قابله رئيس حزب العمل مرارا لبحث مسألة التنازع المزعوم على رئاسة الحزب . اقترح المستشار ممتاز تأسيس حزب جديد باسم حزب العمل الجديد للخلاص من هذه المشكلة . وقال له مجدى حسين : سنأخذ برأيك ولكن سترى أن الأجهزة لن تتركنا فى حالنا فهى التى وراء هذا التنازع المفتعل . فقال المستشار ممتاز : لا تسبق الأحداث !!
ثم –وبهذا المنطق اللامنطقى- كيف منحت لجنة الأحزاب رخصة وأحقية ممارسة العمل السياسي لبعض الأحزاب ذات الأسماء المتشابهة وما أكثرهم مثل الغد وغد الثورة وكمية الأحزاب التى تحمل فى طيات أسمائها ألفاظا واحدة كـ"الحرية والديمقراطية ومصر"!! إن هذا ليس تحريضا لغلق تلك الأحزاب، بل هو استشهاد على مدى التربص بحزب العمل خاصة أنه الوحيد الذى يعتبر قضية الاستقلال والخروج من كهف التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي قضيته الرئيسة، وينظر إلى قضية فلسطين وحتمية المقاومة باعتبارهما البوصلة التى تكشف الخائنين والعملاء.
ختاماً اتمنى من الله أن يعود جهاز المخابرات سيرته الأولى ليخرج لنا رجالا على شاكلة المغفور له أمين هويدي وغيره من الشرفاء الذين –وإن قلوا- لا يخلو الجهاز منهم بالقطع، وأذكرهم بقول ابن الفارض:
عودوا لما كنتم عليه من الوفا                       كرما فإن ذلك هو الخل الوفى
وأؤكد لهم على ما تعلمناه بمدرسة حزب العمل وهو  ما يجسده البيت القائل:
ليس عارا مبيتنا فى سجون                          انما العار ان نبيت عبيدا
وهذا ما يصعب على العملاء دوما معرفته.. ودعونى اختم بتلك الأبيات:
بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا                    وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ      يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا   إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا   وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ      وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ          بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
أحمد بك شوقى
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ     فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ      كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ               وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني        ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً       وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ                     على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
المتنبى
وهذه رسالة إلى الشعوب العربية عامة والى الشعب المصرى خاصة:
إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة          فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي        ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ
ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة          تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ
فــويل لمــن لــم تَشُــقهُ الحيـا       ة مــن صفْعــة العــدَم المنتصـرْ
أُبــارك فـي النـاس أهـلَ الطمـوح         ومــن يســتلذُّ ركــوبَ الخــطرْ
وألْعــنُ مــن لا يماشــي الزمـانَ              ويقنـــع بــالعيْشِ عيشِ الحجَــرْ
هــو الكــونُ حـيٌّ, يحـبُّ الحيـاة               ويحــتقر المَيْــتَ, مهمــا كــبُرْ
فـلا الأفْـق يحـضن ميْـتَ الطيـورِ         ولا النحــلُ يلثــم ميْــتَ الزهـرْ
ولــولا أمُومــةُ قلبِــي الــرّؤوم                  لَمَــا ضمّــتِ الميْـتَ تلـك الحُـفَرْ
فــويلٌ لمــن لــم تشُــقه الحيـا          ة, مِــن لعنــة العــدم المنتصِـرْ!
وأعْلِــنَ فــي الكـون: أنّ الطمـوحَ      لهيـــبُ الحيــاةِ, ورُوحُ الظفَــرْ
إذا طمحـــتْ للحيـــاةِ النفــوسُ               فــلا بــدّ أنْ يســتجيبَ القــدر
أبو القاسم الشابي
عبدالرحمن كمال
yonis_614@yahoo.com
   

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.