تصادفت الايام
الماضية –بالتزامن مع زيارات الرئيس مرسي الكثيرة الى دول عديدة- ان قرأت كتاب
"ماذا قدمت مصر للعرب- تأليف أستاذى العزيز شريف عبدالحميد"، واستوقفتنى
كثيرا جملة قالها الرئيس اللبنانى الراحل فؤاد شهاب. لكن فى البدء اعتقد ان كثيرين
لا يعرفون من هو فؤاد شهاب؟؟
فؤاد شهاب هو رئيس
الجمهورية اللبنانية بالفترة من 23 سبتمبر 1958 إلى 22 سبتمبر 1964 وقائد سابق
للجيش ورئيس حكومة عسكرية أسبق. تخرج في 20 سبتمبر 1923 برتبة ملازم من المدرسة
الحربية بدمشق. أصبح في 1 أغسطس 1945 أول قائد للجيش اللبناني. شغل بين 18 أكتوبر
1956 و1 مارس 1957 وزيرا للدفاع. انتخب بعد أحداث 1958 خلفا للرئيس كميل شمعون.
بعد انتخابه، رفض
"فؤاد شهاب" أن يكون دكتاتورياً عسكرياً، وأصر على أن يواصل نظام الحكم
الدستوري البرلماني، فعين رشيد كرامي رئيساً للوزراء وأخرج بعض الضباط من الجيش؛
لارتباطهم بالعمل السياسي خلال فترة رئاسة "شمعون"، وخلق علاقات صداقة
مع قادة الدول العربية واكتسب ثقة جماهير الشعب اللبناني بمختلف طوائفه إلى حد
بعيد.
ومرة أخرى ظهر زهد
"شهاب" في فرض القبضة العسكرية بعد انتهاء مدة رئاسته عام 1964، ورفضه
التجديد رغم إمكانية حصوله بسهولة على ثلثي أصوات البرلمان اللبناني.
وقال
"شهاب" عقب انتخابه: (إنني لست الشخص الذي انتخبه اللبنانيون، ولكني
أمثل رفضهم لانتخاب شخص آخر)... وتلك هى المقولة التى وقفت عندها مندهشا مذبهلا!!
سر اندهاشى هو ان مقولته
تلك هى اصدق وصف للطريقة التى جاء بها د.محمد مرسي رئيسا لمصر بعد ثورة يناير، فجميعنا
يتذكر ملابسات الانتخابات الرئاسية التى خُيرت فيها الثورة بين العار والنار ..
بين النظام والتنظيم.. بين العدو والخصم.. بين احمد شفيق ومحمد مرسي.
وقتها ملأت جماعة
الرئيس الدنيا ضجيجا وتغنت بكون مرشحها ممثل الثورة ضد عدوها، وراحت تطالب كافة
القوى الوطنية بالوقوف الى جوار مرشحها من اجل الثورة قبل ان يكون من اجل الجماعة،
وطالما تباهت الجماعة قيادة وشبابا بتعدد انتماءات مؤيدي مرسي فى جولة الاعادة
خاصة اولئك الذين لا ينتمون لتيار الرئيس وعلى رأسهم –مع حفظ الالقاب- حمدى قنديل
وبلال فضل وعلاء الأسوانى ومحمود سعد وحمزة نمرة وعبدالحليم قنديل، غير ان مرسي
وجماعته تنكروا لكل من ساعدوهم وقت عثرتهم خاصة انها كانت عثرة وطن وازمة بلد
وقضية ثورة، فتعاملوا مع مرسي على انه الخيار الاقل خطرا من تلميذ المخلوع الذى
كان مجرد ترشحه طعنة للثورة فما بالنا بدخوله جولة الاعادة!!
لم يحفظ مرسي وجماعته
الجميل كعادتهم وتنكروا للجميع من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، ولم يعى مرسي انه
ليس الشخص الذى انتخبه المصريون بل هو مجرد تمثيل لرفضهم انتخاب شخص اخر، وتوالت
عثراته واخطائه التى يأتى على رأسها أنه لم يخرج بعد طور المرشح، إذ انه لم يدرك
حتى الآن أنه رئيس الجمهورية وليس مرشح الرئاسة، وان وقت الاقوال والخطب و"هم
فى القلب" قد مضى، وان الان هو اوان العمل الجاد الذى يلبى متطلبات شعب
ثائر.. فهل سيدرك رئيسنا ذلك قبل فوات الاوان؟ اتمنى ذلك من سويداء قلبى فمصر لا
تحتمل اخطاء جديدة او فشلا آخر.
عبدالرحمن كمال
yonis_614@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق