- بدا الخطاب
بمقدمة تعبر عن ابتذال وضحالة قائلها وكاتبها، مقدمة تذكر بتقديم التهنئة فى الافراح
البلدي فى مصر (أتقدمَ إليكم، ولبلدِكم الشقيق، بالتهنئةِ على توليكم رئاسةَ الجمعيةِ
العامةِ لهذه الدورة)
- السيسي حاول
تعويض عقدة النقص التى لديه وتعويض الشرعية التى فشل فى الحصول عليها بالقوة فى مصر،
فحاول الحصول عليها بالتحايل فى الامم المتحدة، (أقف أمامكم اليوم كواحدٍ من أبناءِ
مصرَ - يُدرِكُ الشعبُ المصرى، وأُدرِكُ من واقع المسئولية التى اتحملها منذ إنتخابى
رئيساً أن ...)
- التبرير والدفاع
عن الانقلاب وتبييض وجهته امام العالم، بالتأكيد على ان ماجرى فى مصر ليس انقلابا بل
انتفاضة ضد ما اسماه قوى التطرف والظلام (قد بدأ العالم فى إدراك حقيقة ما جرى فى مصر
، وطبيعة الأوضاع التى دفعت الشعب المصرى، بوعيه وحضارته ، إلى الخروج منتفضاً ضد قوى
التطرف والظلام)
- السيسي استخدم
نفس الفزاعة التى كانت احد اهم اسباب بقاء المخلوع مبارك لمدة 30 عاما، وهى فزاعة الارهاب
والتطرف الاسلامي، وخطورة ذلك على امن المنطقة -وفى القلب منها العدو الصهيوني- (لعل
ما تشهده المنطقة حالياً ، من تصاعد التطرف والعنف باسم الدين ، يمثل دليلاً على الأهداف
الحقيقية لتلك الجماعات التى تستغل الدين ، وهو ما سبق لنا أن حذرنا منه مراراً وتكراراً)
- السيسي اختزل
التطرف الذى لا دين له والمعروف انه قصور فى رؤية دين ما_هناك متطرفون يهود ومسحيون
ومسلمون- السيسي اختزل كل تلك الانواع من التطرف فقط فى الاسلام والمسلمين فى اشارة
الى تنظيم الدولة الاسلامية (إن قيم العدل والمحبة والرحمة التى جاءت فى اليهودية والمسيحية
والإسلام قد تحولت على يد تلك الجماعات إلى طائفية مقيتة وحروب أهلية واقليمية مدمرة
يقع ضحيتها أبرياء من أديان مختلفة)
- من المعروف
فى علم النفس، ان الانسان دائما يتغنى بما ينتقصه، وفى علم النفس السياسي: لا يكف الديكتاتور
عن التغنى بالعدل والديمقراطية والمدنية والحرية، والتاريخ مليئ بتلك النماذج (تحقيق
أهدافنا بدأ ببناء دولة مدنية ديمقراطية ، فى ظل المبادئ التى سعينا إليها من خلال
الاِلتزام بخارطة المستقبل، لنبنى " مصر الجديدة ".. دولةٌ تحترم الحقوق
والحريات وتؤدى الواجبات ، تضمن العيش المشترك لمواطنيها دون إقصاء أو تمييز .. دولةٌ
تحترم وتفرض سلطةَ القانون الذى يستوى أمامَهُ الكافة ، وتَضْمَنُ حريةَ الرأى للجميع
، وتَكْفُلُ حريةَ العقيدةِ والعبادةِ لأبنائها)
- السيسي يقدم
فروض الولاء للنظام العالمى فيما يخص الناحية الاقتصادية، فمن المعروف ان النظام العالمى
منذ عقود يعتمد نظام السوق الحر، وهو النظام الذى دمر دولا وبلدانا حاولت النهوض، والدول
الوحيدة التى نهضت هى التى خرجت من بوتقة هذا النظام (ماليزيا والبرازيل مثالا).. السيسي
أكد ان مصر جزء من هذا النظام الذى ترعاه امريكا ممثلة فى البنك الدولى وصندوق النقد
(دأت مصر فى تنفيذ برنامج شامل طموح لدفع عملية التنمية حتى عام 2030 ، يستهدف الوصول
إلى إقتصاد سوق حر ، قادر على جذب الإستثمارات فى بيئة أمنية مستقرة.. ولعل فى مشروع
قناة السويس الجديدة ، هدية الشعب المصرى إلى العالم )
- السيسي قدم
اليوم حلقة جديدة من مسلسل التسول الذى يجيده السيسي منذ الانقلاب العسكرى، ولكن هذه
المرة على نظاق دولى ( أدعوكم للمشاركة فى المؤتمر الإقتصادى الذى سيُعقد فى مصر خلال
شهر فبراير القادم ، من أجل تحقيق التنمية وبناء المستقبل )
- السيسي تعهد
فى الخطاب باجراء بعض التعديلات فيما يخص مجال حقوق الانسان، ونعتقد انه بعد عودته
الى مصر سيفرج عن بعض المعتقلين وعلى رايسهم صحفيي الجزيرة واحمد ماهر لكنه لن يفرج
مطلقا عن اى من رافضى الانقلاب والمطالبين بعودة الشرعية (إن هذه الخطوات تُعَبِرُ
باختصار عن مضمون العقد الإجتماعى ، الذى توافق عليه المصريون فى دستورهم الجديد ،
لبناء حاضر ومستقبل مشرق لشبابنا ، ولتأسيس دولة المؤسسات وسيادة القانون ، التى تحترم
القضاء ، وتضمن إستقلاله ، وتُفَعِّل مبدأ الفصل بين السلطات ، دون تراجع أمام إرهاب
يظن أن بمقدروه إختطاف الوطن وإخضاعه)
- مجددا، السيسي
يؤكد ويقدم اوراق اعتماده عميدا للعملاء الصهاينة فى المنطقة، بالتعهد بكونه حائط صد
حلم الخلافة الذى يمثل نقطة ومصدر الهام لكل التيارات الاسلامية فى العالم مهما تعددت
اطروحاتها وطرقها (ذلك الإرهاب الذى عانت مصر من ويلاته منذ عشرينيات القرن الماضى
، حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها ، مستترة برداء الدين للوصول إلى الحكم
وتأسيس دولة الخلافة)
- على ما يبدو
ان كاتب الخطاب استدرك ان الجملة السابقة تكشف عن حقده الدفيه ضد الاسلام، فحاول تدارك
الامر بالجملة التالية (أريد أن أؤكد ، أنه لا ينبغى السماح لهؤلاء الإساءة للدين الإسلامى
الحنيف، ولمليار ونصف المليار مسلم ، الذين يتمسكون بقيمه السامية)
- قدم السيسي
فى خطابه حلا لمواجهة الارهاب قائم على محورين،
فى المحور الاول السيسي يسعى لتقمص شخصية جمال عبدالناصر بالحديث عن الدولة
القومية، وكأى مستبد نجده يتحدث عن القيم التى قضى عليها بانقلابه العسكرى، ولم ينس
ان يؤكد لاولياء نعمته ان التقدم والتنمية لا تعنى الاستقلال على الطريقة الناصرية
فيما قبل 1967، بل انها التنمية التى ترضى عنها امريكا ولا تمكن مصر من الخروج من النظام
العالمى ومعاييره خاصة فى موضوع الارهاب والتطرف (تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون
بناءً على عقد اجتماعي وتوافق وطني، مع توفير كافة الحقوق ، لاسيما الحق فى التنمية
الشاملة ، بما يُحصِن المجتمعات ضد الإستغلال والإنسياق خلف الفكر المتطرف).
- فى المحور
الثاني: اكد السيسي على توافق رؤيته مع الرؤية الامريكية للنظام العالمى، واكد على
"حشر مصر" فى مزاعم محاربة الارهاب ( أما المحور الثانى ، فهو المواجهة الحاسمة
لقوى التطرف والإرهاب ، ولمحاولات فرض الرأى بالترويع والعنف ، وإقصاء الآخر بالإستبعاد
والتكفير )
- حاول السيسي
فى خطابه ان يبدو كالمفكر والمخلص ليس لمصر فقط، بل للمطنقة، حيث قدم حلولا لكل مشاكل
دول المنطقة (ليبيا وسوريا والعراق)
- تعتبر قضية
فلسطين من أدبيات الخطاب السياسي لرؤساء مصر على مر التاريخ منذ احتلالها، لكن عبدالفتاح
السيسي اسحدث ولاول مرة فى خطاب رسمي لرئيس مصرى عبارة "القدس الشرقية" فى
اعتراف صريح من مصر السيسي بحل الدولتين والاعتراف بالعدو الصهيوني ( تبقى القضية الفلسطينية
على رأس إهتمامات الدولة المصرية.. فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة
على الأراضى المحتلة عام 1967 ، وعاصمتها " القدس الشرقية ")
- السيسي جدد
للمرة الالف تأكيده على الابقاء على اتفاقيات السلام مع العدو الصهيوني (تجسيداً لذات
المبادئ التى بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية ، منذ سبعينيات القرن الماضى
، وهى مبادئ لا تخضع للمساومة وإلا تآكلت أسس السلام الشامل فى المنطقة... إن رؤية
مصر للعلاقات الدولية ، تقوم على إحترام مبادىء القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية)
- لم ينس السيسي
ان يجاهر بالعداء لحركات المقاومة الاسلامية فى غزة، واشار الى ان اهدار حقوق الشعب
الفلسطيني سيؤدى الى ظهور من يستغل قضيته فى اشارة واضحة الى حركاة المقاومة وفى القلب
منها حماس (فإن اِستمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه ، يوفر مدخلاً لإستغلال قضيته لتأجيج
أزمات أخرى ، ولتحقيق البعض لأغراض خفية ، وإختلاق المحاور التى تُـفَـتِتُ النسيج
العربى ، وفرض الوصاية على الفلسطينيين ، بزعم تحقيق تطلعاتهم.)
- مرة اخرى يحاول
السيسي تسويق نفسه كزعيم اقليمي، فيتحدث باسى وحزن عن مشاكل القارة الافريقية، ولاسيما
وباء الايبولا (ولا يمكن أن أغفل الإشارة إلى الاهتمام الذي توليه مصر لقضايا قارتها
الافريقية... وأدعو من هذا المنبر أن يتكاتف المجتمع الدولي، انطلاقا من إنسانيتنا
المشتركة للتصدي لوباء الايبولا، الذي تتعرض له عدد من دول غرب افريقيا.)
- رغم ان الخطاب
مكتوب باسلوب افضل من الارتجال الذى يسعى اليه السيسي فى خطاباته مع المصريين، الا
ان الختام يؤكد ان السيسي ضغط على كاتب الخطاب ليكتبه ضمن الخطاب، لاسيما انها لا ترقى
لأن تكون خاتمة خطاب فى محفل سياسي دولى (تحيا مصر ... وتحيا شعوب الأرض المحبة للسلام
... وتحيا مبادىء الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك)
- السيسي لم
يرتجل فى هذا الخطاب سوى فى مرة واحدة فقط، وليته ما ارتجل، فكان ارتجاله كارثة ارتدت
عليه، حيث قال (أستهل حديثى بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم، والمصريين القادمين من
كل الولايات الأمريكية) الخطاب المفترض انه انتهى هنا، لكن ارتجال السيسي فضح ان الانقلاب
استعان بالالاف للتظاهر دعما للسيسي فى خطوة فاضحة (واحيى الالاف الذين جاؤوا من مصر)
- لم يذكر السيسي
فى خطابه الطويل ضمان حقوق الانسان ولو لمرة واحدة، ولم يذكر كلمة حقوق الإنسان ولو مرة واحدة.
- التحليل اعتمد
على نسخة الخطاب المنشورة فى المصرى اليوم
عبدالرحمن كمال
Yonis_614@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق