"أشعر بالحماسة في واقع الأمر بسبب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معي قبل أسبوعين بشأن سوريا".
"أعتقد أن الروس أدركوا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يفقد قبضته على سوريا، وأن احتمالية استيلاء المتطرفين على البلاد أو هزيمة النظام السوري أصبحت تمثل تهديدا متزايدا يوما بعد يوم، وهذا يمنحنا الفرصة لإجراء محادثات جادة مع الروس".
هكذا قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن المكالمة الهاتفية التي أجراها نظيره الروسي معه قبل أسبوعين، والتي تعد أعظم مؤشر على تخلي بوتين عن نظام الأسد في سوريا، بحسب مقال للكاتب مايكل كيلي بموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وفيما يلي نص المقال:
جلس الرئيس باراك أوباما مع الصحفي توم فريدمان بجريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية ليدلي بآرائه حول اتفاق النووي الإيراني أمس الثلاثاء، وجاءت تصريحاته بشأن روسيا على وجه الخصوص متفاءلة.
فبعد أن قال إن روسيا كانت "عونا" في التوصل لاتفاق مع إيران رغم التوترات القائمة معها في أماكن أخرى من العالم، أضاف أوباما أنه كان "متحمسا" في واقع الأمر بسبب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معه قبل أسبوعين للتحدث بشأن سوريا.
وذكر أوباما: "أعتقد أن الروس أدركوا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يفقد قبضته باستمرار على مساحات شاسعة من سوريا لتقع تحت سيطرة المليشيات المتطرفة، وأن احتمالية استيلاء المتطرفين على البلاد أو هزيمة النظام السوري ليست وشيكة لكنها أصبحت تمثل تهديدا متزايدا يوما بعد يوم، وهذا يمنحنا الفرصة لإجراء محادثات جادة مع الروس".
وتفيد بعض التقارير المنسوبة إلى مصادر رفيعة المستوى بأن روسيا تخلت عن الأسد في بعض الأوقات خلال الحرب الأهلية التي زادت مدتها عن أربع سنوات، بيد أن مكالمة بوتين الأخيرة تعد أعظم مؤشر حتى الآن على ذلك.
فخلال الصراع السوري الذي استمر 52 شهرا، زودت روسيا نظام الأسد بالمعدات التي اشتملت على البنادق والقنابل اليدوية وقطع غيار الدبابات والطائرات المقاتلة وصواريخ كروز المتطورة المضادة للسفن وصواريخ الدفاع الجوي بعيدة المدى ومستشارين من ضباط الجيش والغطاء الدبلوماسي والكثير من النقود.
علاوة على ذلك، روّجت روسيا نظريات مؤامرة بعد أن قتلت القوات الموالية للأسد 1400 شخصا في غضون أربع ساعات عن طريق إلقاء قنابل معبأة بغاز الأعصاب السارين على ضاحية تقع تحت سيطرة المعارضة في العاصمة دمشق.
وبعد هذا الهجوم، أعطى الصحفي كريشناديف كالامور بشبكة الإذاعة الأمريكية "إن بي آر" ثلاثة أسباب رئيسية لدعم روسيا الأسد:
1. استراتيجي: يستضيف ميناء طرطوس السوري القاعدة العسكرية الدولية الوحيدة المتبقية لروسيا خارج نطاق الاتحاد السوفيني السابق.
2. مالي: اعتبارا من يونيو 2012، بلغ مجموع المصالح الاقتصادية الروسية في سوريا ما يقرب من 20 مليار دولار، من بينها حوالي 5 مليار دولار مبيعات أسلحة.
3. فلسفي: قال أندرانيك ميجرانيان، مدير معهد الديمقراطية والتعاون ومقره نيويورك، وهو منظمة غير حكومية تموله جهات مانحة روسية تعتبر مقربة من القيادة في موسكو، للصحفي روبرت سيجل بإذاعة "إن بي آر" : "من السهل جدا فهم موقف روسيا".
وأوضح ميجرانيان: "تعارض روسيا أساسا أي تغيير في نظام الحكم يأتي من خارج سوريا أو في أي دولة، ويرجع السبب إلى أن روسيا ترى أن أية محاولة لتغيير الأنظمة تنتهى بالفوضى وتأتي نتائجها معاكسة تماما لما تم التغيير من أجله، وقد ثبت ذلك في العراق بعد الغزو الأمريكي هناك، وثبت ذلك أيضا في ليبيا ومصر، وتعارض روسيا بشكل أساسي فكرة التغيير في الأنظمة".
وبالنظر إلى موقف روسيا، تعتبر تصريحات أوباما مذهلة، فهل من الحقيقي أن بوتين مستعد ليدير ظهره لحليفه من خلال التفاوض لإسقاط الأسد؟ أم أن أوباما يمارس ضغوطا على الكرملين؟
وقد أشار البيت الأبيض بخصوص المكالمة الهاتفية بين أوباما وبوتين يوم 25 يونيو الماضي إلى أن "قادة البلدين ناقشا الوضع الخطير المتفاقم في سوريا، وأكدا على أهمية استمرار وحدة مجموعة "5+1" في المفاوضات الجارية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق