روبرت فيسك: بموجب الإتفاق.. إيران "شرطي الخليج" مجددا



"أن الإتفاق النووي الإيراني، يشير إلى أن أمريكا انحازت للشيعة الإيرانيين في  الصراعات الطائفية التي تطيح باستقرار الشرق الأوسط".

هكذا أستهل الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقالها في صحيفة (الإندبندنت) البريطانية بعنوان "أمريكا اتخذت صف إيران، رغم الغضب السعودي الإسرائيلي.

وحذر فيسك من توابع الإتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة (5+1) مع الجانب الإيراني، وإحداثه زلزالا مدويا يهز منطقة الشرق الأوسط.

وقال فيسك "إن الشكوك ستنتاب العرب بأن أمريكا انحازت للشيعة في خضم الصراعات الطائفية الدائرة في دول الشرق الأوسط، متجاهلة غضب دول الخليج وإسرائيل وتحديدا بنيامين نتنياهو".

ومضى الكاتب البريطاني يقول "أمريكا سئمت من الإستمرار في الإنصياع لخطابات أمراء الخليج المتزمتة، لاسيما أموالهم الطائلة، إلا في حال إبرامهم لصفقات الأسلحة مع الجانب الأمريكي.
وبناء على ماسبق رأى الكاتب البريطاني أنه يجب توديع حقبة التأثير الساحق للدول السنية التي صدرت أشخاصا للغرب تورطوا  في أحداث 11 سبتمبر وعلى رأسهم أسامة بن لادن، جنبا إلى جنب مع دعمهم لطالبان ومن ثم الإسلاميين السنة في العراق وسوريا، وأخيرا، وداعا أيضا لـ"الإمراء الذين يدعمون تنظيم "داعش" .

معتبرا أن الأحداث الأخيرة والصراعات الدائرة بالمنطقة، تجعل من شيعة إيران رجال المنطقة الأخيار، على حد قول فيسك.

وعن القلق الخليجي من الإعلان عن إبرام الصفقة، قال فيسك إن أوباما يقدر ذلك جيدا حيث سارع بمهاتفة عدد من الحلفاء في المنطقة، من بينهم العاهل السعودي، وولي عهد إمارة أبوظبي، وبالتأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك في محاولة لطمآنتهم أن الإتفاق يحول دون أن تصبح غيران دولة نووية وأنه لا شيء يدعو للقلق.

واعتبر فيسك أنه على الرغم من التصريحات الأمريكية حول منع إيران من الحصول على سلاح نووي بموجب هذا الإتفاق، فأن طهران تسير بخطى ثابتة نحو لعب دور "شرطي الخليج" التي طالما لعبته أبان فترة حكم الشاه الأخير.

وبحسب التقرير، فأن الاتفاق النووي المرتقب مع إيران لن يكون حدثا عابرا بل سيغير شكل الصراعات في المنطقة، وذلك على الرغم من البيانات التي تشير إلى أن الإيرانيين وافقوا على كبح جماح برنامجهم النووي   مقابل رفع الغرب العقوبات الغربية بالإضافة إلى الإفراج عن الأصول الإيرانية التي حجزت عليها البنوك الأمريكية والأوروبية .

وأشار روبرت فيسك إلى أنه على الرغم من كل هذه "المكاسب" الإيرانية، فان نص تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، لا يزال غير واضح .. هل سيتيح لمفتشي الطاقة الذرية دخول المواقع الإيرانية كلها بدون أذن، أم أن السلطات الإيرانية يجب أن تدرس طلب التفتيش وتوافق عليه مسبقا.

ورغم كل هذه الشكوك، فأن أوباما هدد باستخدام حق النقض "فيتو" أمام الكونجرس في حال اتخاذه قرارا برفض الاتفاق النووي مع إيران حيث حذر  الكونجرس من اتخاذ قرار "غير مسؤول" برفض الاتفاق،، معتبرا أنه بذلك يكمل إنتصاره في هذا الملف.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.