أحدث الموضوعات
recent

بعد 55 عاما من تأسيسها.. هل تصمد "أوبك" أمام انهيار أسعار النفط؟



>> "الفيدرالي الأمريكي" يحدد سعر النفط.. والسعودية أكثر المتضررين من الأزمة
>> واشنطن بوست: أوبِك قد تموت بالفعل.. وصراع شرس مع روسيا وامريكا ينتظر السعودية
>> محلل مالي: دور "أوبك" ليس المحافظة على الأسعار.. بل الحفاظ على حجم النفط بالأسواق

55 عاما مرت على تأسيس منظّمة الدول المصدرة للبترول (بالإنجليزية: Organization of the Petroleum Exporting Countries) وتختصر: أوبك (بالإنجليزية: OPEC)، وهي منظّمة عالمية تضم إثناعشرة دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها. ويختصر اسمها إلى منظمة الأوبك ويعمل أعضاء الأوبك لزيادة العائدات من بيع النّفط في السّوق العالمية. تملك الدّول الأعضاء في هذه المنظّمة 40% من الناتج العالمي و 70% من الاحتياطي العالمي للنّفط. تأسّست في بغداد عام 1960، من طرف السعودية، إيران، العراق، الكويت وفنزويلا، ومقرّها في فيينا. وهي تختلف عن “أوابك “وهي منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط.

في عيد ميلادها الـ 55 .. هل مازالت "أوبك" قادرة على القيام بدروها؟

تجدر الملاحظة أنّه بالرغم من أنّ اللّغة الرّسمية لأغلبية الدّول 7 من دول الأوبك الأعضاء هي العربية، إلا أنّ اللّغة الرسمية. للأوبك هي الإنجليزية. يوجد فقط بلد عضو واحد (نيجيريا) له اللّغة الإنجليزية كلغة رسمية. بدأت الأوبك بخمس بلدان مؤسّسة وهي الكويت والسعودية والعراق وإيران وفنزويلا، لكن منذ ذلك الحين قد ثمّ إضافة 9 دول أخرى ، وهي قطر وليبيا والجزائر والامارات ونيجريا وانجولا والاكوادور.

أزمة النفط


أدت الاضطرابات الاقتصادية العالمية وانهيار سوق الأسهم في الصين إلى انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 40 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2009. وألقت هذه الأزمة بظلالها على اقتصادات دول النفط التي تعتمد على إيرادات البترول لدعم ميزانيتها، لكن المؤشرات الحالية تقول إن السعودية هي المتضرر الأكبر.
وبالأرقام، فقد بلغت خسائر الدول المنتجة للنفط خلال العام الماضي، 2014، تريليون دولار، أي ألف مليار دولار، بسبب انهيار أسعار النفط عالمياً، وهذا الرقم جاء على لسان وزير النفط الإكوادوري والسكرتير السابق لمنظمة "أوبك"، رينيه أورتيز، وهو يعادل كل احتياطيات دول الخليج من النقد الأجنبي المودعة في البنوك العالمية.
وحسب استطلاع "أحوال الاقتصاد العالمي"، فمنطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من عدم الثقة بسبب التقلبات الاقتصادية الناتجة عن ضعف ثقة المستثمرين، وتقلبات أسعار الفائدة والنفط ثم أخيرا اضطرابات سوق الأسهم.
وشهدت الأسواق السعودية انخفاضا بنسبة سبعة في المئة، وهي أكبر نسبة منذ ديسمبر الماضي، وخفضت مؤسسة (فيتش ريتيتغ) للتصنيفات مؤشر السعودية من "مستقر" إلى "سلبي". وفي الإمارات انخفضت بورصة دبي أيضا بنسبة سبعة في المئة أما ابو ظبي والدوحة فانخفضتا بنسبة 5 في المئة.

رابط دائم للصورة المُضمّنة

وبدأت عدة قطاعات، في دول الخليج البحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها لتعويض الخسائر التي منيت بها بسبب انخفاض أسعار النفط، لكن السعودية تعيش وضعا أكثر صعوبة بسبب نفقات الحرب في اليمن.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف مقالات الرأي والتحليلات والنقاشات حول هذا الموضوع. وذهبت غالبية التحليلات إلى الدعوة إلى ضرورة عدم اعتماد القطاع الخاص على الدعم الحكومي، وضرورة تنويع مصادر الإنتاج ومعالجة التشوهات الاقتصادية.

اوبك.. هل تنقذ الوضع؟


في ظل كل هذه التقلبات ينظر الجميع إلى منظمة "أوبك" باعتبارها محور العلاقات بين الدول المصدرة ودليل أسواق النفط العالمية.
وتهدف المنظمة إلى تنسيق وتوحيد السياسات المُتبعة للبلاد الأعضاء في مجال تسويق منتجاتها النفطية ومشتقاتها بما يحافظ على مصالحها فرادى ومجتمعين، كما تعمل على تثبيت الأسعار في الأسواق العالمية بما يضمن تزويدًا عادلاً لكل البلدان وحق الدول المنتجة في دخل يمكّنها من بناء اقتصاداتها.
والسؤال الذي يثار الآن هو: هل "أوبك" وبعد مرور 55 عاما على نشأتها ما زالت قادرة على القيام بدروها؟
هذا ما اختلفت فيه الآراء فهناك كتاب ومحللون غربيون يرون أنها فقدت تلك القدرة، وأنها في الطريق إلى التلاشي، بينما يرى محللون ومهتمون بالشأن النفطي من العالم العربي أن هذا الكلام هو من قبيل المزايدات السياسية، وأن المنظمة لا تزال قادرة على القيام بدورها الذي نشأت من أجله.

أوبك قادرة على الاصلاح


فيرى الخبير النفطي حجاج بوخضور أن "أوبك" لا تزال قادرة على التحكم بالأمور، فكما استطاعت أن تتخطى العديد من العقبات التي واجهتها خلال الأعوام الـ 55 الماضية، فهي قادرة على تخطي ما يواجهها من عقبات بالوقت الحالي.
وأضاف بوخضور في مقابلة مع "معلومات مباشر" عبر الهاتف: "أوبك" تلعب دور المرجح للأسعار وليس دور المحدد للأسعار، كما ان من أهدافها استمرار إمدادات النفط لدول العالم، واستقرار الأسواق، والمساهمات التنموية للدول المنضمة للمنظمة، بالإضافة إلى الدور الاجتماعي والذي من أجله تم تأسيس "أوفيد" في 1975.
ويرى بوخضور أن نجاح "أوبك" في القيام بتلك الأدوار وخلال الفترة الماضية كاملة، يؤكد على أنها قادرة على إكمال المسيرة.
ويوضح الخبير النفطي أن أوبك بها فريقين الأول وهو يحاول أن يستغل وجوده داخل أوبك لتمرير سياسيات خاصة به، وبذلك يستخدم "أوبك" كأداة سياسية، بينما الفريق الآخر وهو الأقوى والأكثر نفوذا (دول الخليج وعلى راسها السعودية) فهو يعتبر "أوبك" أداة اقتصادية بحتة ويعمل من خلال على ضبط الأسواق النفطية في العالم.
أم عن من يصنع الأسعار فيرى بوخضور انه المستهلك والمتمثل في "أمريكا" باعتبارها واحدة من أكبر المستوردين والمنتجين والمستهلكين للنفط في وقت واحد، ويرى بوخضور أن "أمريكا" تستخدم النفط كأداة سياسية واقتصادية ونقدية ووعاء للقيم الاستثمارية في آن واحد.
ويقول بوخضور: إن من يحدد سعر النفط هو الفيدرالي الأمريكي، حيث وكل أسبوع يصدر تقريرا عن حجم المعروض بالنفط، وإذا كان أكثر من الطلب ينخفض السعر، والعكس، مشيرا إلى أن قرار رفع الفائدة أو الحفاظ عليها عند مستوياتها الحالية سيأخذ في الحسبان أسعار النفط.
ويشير بوخضور إلى أنه وفي السابق كان المتحكم في حركة النفط وأسعاره آلية العرض والطلب، وهي التي تعطي للنفط قيمته الاقتصادية، إلا أنه ومؤخرا أُقحمت السياسة في العملية مما أدى إلى تغير المعادلة، إلا أنه وحسب بوخضور فإن "أوبك" لا زالت محافظة على آلية العرض والطلب.

لماذا خفضت اوبك الانتاج؟


أما محمد الشميمري وهو محلل مالي فيؤكد على أن لغة الأرقام هي الأكثر مصداقية، وبهذا اللغة نجد أن إنتاج العالم من النفط حاليا يبلغ 92 مليون برميل يوميا، حصة "أوبك" منها تبلغ 31 مليون برميل، وبالتالي لها ثلث الإنتاج، إلا أن الـ 61 مليون برميل أو الثلثين هو لعدد كبير من الدول، ليس بينها تنسيق ولا يوجد ما يربطها ببعضها، بل إن أغلب تلك الدول تعمل لمصلحتها الشخصية فقط، بينما "أوبك" تتحكم في الثلث كاملا ومن هنا يتضح قوة المنظمة.
وأضاف الشميمري: حفاظ "أوبك" على حصتها وتمسكها خلال فترات سابقة بحصتها السوقية، أدى إلى خروج العديد من اللاعبين، بينما في حالة تنازل دول "أوبك" عن جزء من حصصهم السوقية سيؤدي إلى استغلال دول أخرى لهذه المساحة، مما يفقد القرار الهدف منه، وبذلك فأوبك وحسب الشميمري أخذت قرار عدم التخفيض على أسس اقتصادية وليس سياسية، كما يرى البعض، بحسب تصريح لـ "معلومات مباشر".
وأشار الشميمري إلى أن من يركزون على أن دور "أوبك" المحافظة على الأسعار، فهم يشيرون إلى النقطة الخطأ، حيث دور اوبك هو الحفاظ على حجم النفط بالأسواق.

وداعا أوبك


دانييل يرجين - نائب رئيس مجلس إدارة شركة المعلومات والتحليلات العالمية IHS - في حوار له على موقع "فورتن" نهاية أغسطس الماضي قال: "أوقات سعيدة تلك التي قضاها منتجو النفط في السنوات الماضية دون أن يدركوا أنهم يعتمدون على نمو الاقتصاد الصيني أكثر مما تصوّروا، الهشاشة الكامنة الآن في الاقتصاد الصيني ستؤثر على العالم كله، بما في ذلك صدمة النفط الجارية حاليًا".
ويرى جيف كولغان الباحث في العلوم السياسية في جامعة براون الأمريكية في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الماضية كان بسبب كثرة الطلب، خاصة من طرف الدول الأسيوية، وليس بسبب تأثير "أوبك".
ويقول روبينسون ويست - مستشار لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية - في تصريح نشرته الواشنطن بوست: "أوبِك قد تموت بالفعل، ولكن قوة السعودية ستبقى نظرًا لبقائها على عرش النفط منفردة"
وحسب كلام "روبينسون" سيكون السجال الفترة المقبلة بين السعودية وهو اللاعب الأكبر في "أوبك" والتي تصر على المحافظة على مكانتها وحصتها السوقية في العالم، وشركات النفط الأمريكية الصاعدة والتي تسند على القوة الإنتاجية والاستهلاكية بالوقت ذاته لأمريكا، هذا بالإضافة لقوة "غاز بروم" الروسية والتي أكدت كذلك على أنها لن تتنازل عن أي جزء من حصتها السوقية، وأخيرا التحالفات الصاعدة والتي يمكن أن نعتبر البداية فيه ما يمكن أن تشكله إيران والعراق الفترة المقبلة، وبذلك يكون هناك أربعة أطراف متحكمة بعيدا عن منظومة "أوبِك".
وبذلك من المنتظر أن تثبت الأيام المقبلة ما إذا كانت "أوبك" تستطيع الحفاظ على المكانة التي وضعها فيه الكثيرون وعلى مدار عدد من السنوات أم أنها ستدخل في مرحلة شيخوخة مبكرة.

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.