<< "اني" أعلنت عن الحقل في مارس الماضي.. فلماذا رفعت مصر
سعر شراء الغاز بعد اكتشافه بأيام؟
<< هل يقف الجيش
خلف اختيار شركة اني بالتحديد؟ وهل يشتري العسكر شرعية السيسي بثروات مصر؟
<< صحف الانقلاب تغنت بالمشروع.. والوزير
"مايعرفش حاجة"
<< لماذا انسحبت "شل" العملاقة من
المشروع؟ ومن اختار شركة انى المتعثرة ماليا؟
<< هل تكرر اني مأساة نوبل انرجي وتقضي على
المشروع قبل أن يبدا؟
قبل يومين، أعلنت الحكومة المصرية وشركة إيني الإيطالية،
عن اكتشاف "أكبر حقل غاز على الإطلاق" في المياه المصرية العميقة في البحر
المتوسط يوفر لمصر احتياطات عملاقة من الغاز.
وقالت الشركة الإيطالية في بيان لها بالانكليزية
إن المعلومات الأولية توضح أن الاكتشاف يحتوي على "احتياطيات أصلية تقدر بحوالى
30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بما يعادل حوالى 5,5 مليار برميل".
و لم يكشف البيان الذي أصدرته "إيني"
ما هي الإمكانية الفعلية للعثور على الغاز، وهذا مُعطى هام لمتابعة التطوير. لا يتعدى
الحديث في هذه الفترة مسألة التوقعات بالعثور
على حقل الغاز، ولم يتم بعد التنقيب أو القيام بأية محاولة.
الوزير "ميعرفش حاجة"
من جانبه، أكد وزير البترول "شريف إسماعيل"
أن لم نتفق مع الشركة الإيطالية على السعر الجديد للغاز الطبيعي بعد اكتشاف أكبر حقل
للغاز الطبيعي في العالم".
فيما قال حمدي عبد العزيز مستشار وزير البترول، خلال
مداخلة هاتفية مع برنامج "صباحك مصري"، على فضائية "إم بى سى مصر2"
، أن الاستفادة من البئر لن تتم إلا بعد مدة تتراوح بين 30 إلى 36 شهرا، وفيما يتعلق
بنسبة مصر من حقل الغاز أشار عبد العزيز إلى أن الشركة ستحصل على 35% من حقل الغاز
والدولة ستحصل على 65%.
وتنوعت المتابعات التي تناولت الخبر بين المهلل
له باعتباره نصرا مبينا على يد السيسي، بينما تباينت آراء رافضي النظام بين المشكك فى الاكتشاف وبين
المتخوف من، فيما كانت تعليقات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كلها على يقين
واحد بأن الاكتشاف إذا كان حقيقيا فلن يصب الا في جيوب العسكر.

الخبر مفرح جداً، ولكن يجب أن نتوخى
الحذر ونطرح بعض التساؤلات مثل:
- الاكتشاف هو في امتياز شروق البحري (الذي كان جزءاً من امتياز نيميد المصري العملاق) الذي أعلنت شركة شل في فبراير 2004 اكتشاف بئرين عملاقين KG45 & LA51 (حفرتهما في نوفمبر وديسمبر 2003 داخل بلوك "شروق").
وقالت
شل في حينها أن الاكتشاف سيغير خريطة أقاليم الغاز في العالم، وأن الاحتياطي يفوق
4 تريليون قدم مكعب. ثم مالبثت شل أن توقفت عن العمل في الحقل وفي مصر في عام
2005. وحين أثار نايل الشافعي القضية في 2010، تحججت شل بأن الاختبارات الاضافية أثبتت
أن الاحتياطي لا يتجاوز 1 تريليون قدم مكعب. ومع توقف أنشطة التنقيب في امتياز نيميد
العميق بالمياه المصرية، أعلنت كل من إسرائيل ثم قبرص اكتشافهما حقلين هائلين ملاصقين
لإمتياز نيميد المصري.
- الاعلان عن اكتشاف الحقل قديم وأعلنت عنه ايني في مارس 2015 يعني منذ اكتر من 5 شهور ولم يتم تداوله في الاعلام بشكل رسمي منذ وقتها، رغم نشر الموقع الرسمي لشركة إيني نفسها للاكتشاف وهو ما يؤكده الرابط التالي:
- لماذا تأخر الاعلان عن الاكتشاف في وسائل الإعلام المصرية، إلى ان قامت حكومة السيسي بتعديل سعر الشراء من الشركة في أول شهر يوليو 2015 ؟
فوفقا لوكالة رويترز، قال مسؤول في الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية
(إيجاس) إن بلاده رفعت سعر شراء الغاز الطبيعي من شركتي إيني وإديسون الإيطالتين أكثر
من 100 بالمئة ليصل إلى 5.88 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وستسري الزيادة على الانتاج
من الاستكشافات الجديدة للشركتين في مصر.
وكان شريف إسماعيل وزير البترول أبلغ رويترز في
مارس أن مصر اتفقت بالفعل على رفع أسعار شراء الغاز من شركة بي.بي البريطاني،
بالتزامن مع اعلان شركة ايني عن الاكتشاف الجديد بموقعها كما أوضحنا آنفا.
- ما تأثير اتفاقية تقاسم مكامن الطاقة القبرصية المصرية على الاكتشاف لو تم تطويره والانتاج منه؟ كم ستأخذ قبرص كنصيب من الاكتشاف؟
التوقعات بدرجة يقين عالية جداً أن يتم اكتشافان
اضافيان في القريب العاجل بالتحديد في امتياز شمال بورفؤاد، احداهما على عمق 2450 متر
حيث اكتشفت حفرت شل بئراً ناجحاً (واحداً على الأقل في مطلع 2004)، والآخر هو الملاصق
لحقلي لفياثان الإسرائيلي وأفروديت القبرصي (الذي تديره إسرائيل) بحسب موسوعة
المعرفة.
- كيف نضمن ان المشروع فعليا وحقيقيا وأن اعمال التنقيب ستبدا قريبا، أم ان الامر سيأخذ ضجته ثم ينتهي تماما كما حدث في 2004.
- من سيقوم بتحليل البيانات والعينات ويحدد الاحتياطيات ( P1, P2, P3) وهي البيانات التي توصف كمية البترول و الغاز المكتشف. P1 تعني كمية الغاز أو البترول المؤكد التي يراها مهندسي الشركة بأعينهم، و P2 هو كمية الغاز او البترول التي لا يراها الجيولوجيين لكنهم واثقون من وجودها بنسبة معقولة، اما P3 فهو كمية الغاز او البترول المرجح وجوده في بقية الحقل لكن بدون دليل قوي يثبت وجوده.
- من سيكون المقاول الذي يقوم بالإنشاءات البحرية بقيمة 6-10 مليار دولار؟ المقاولون المعتادون: هاليبرتون، بكتل، فلور.
العالم الكبير نائل
الشافعي، خبير الاتصالات الدولي واحد أهم المختصين بقضايا الغاز في الشرق
الأوسط في السنوات الأخيرة وصاحب موسوعة المعرفة، كان من أهم الذين أدلوا بدلوهم
في هذا الأمر بحكم معرفته ومطالعته السابقة لقضايا الغاز في المنطقة.
الاكتشاف التاريخي معروف من عام 2000!
ونشر د.نائل
الشافعي مقطع فيديو له يستعرض فيه تاريخ الاكتشاف، حيث أكد أن اكتشاف شركة "إيني"
الإيطالية أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، وفي تاريخ مصر، لم يكن جديدًا، بل إن الحقل
قد تم الإعلان عنه في عام 2000 من خلال شركة "شل" الهولندية .
وأكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف
تلك البئر، فقد تم الإعلان عنها عام 2000 وتم الحفر في 2001، ثم نوفمبر 2003، على يد
شركة "شل" الهولندية، وأعلن عنه وزير البترول المصري وقتها في 18 فبراير
2004، ونشرت "الأهرام" مقالًا كبيرًا بأن مصر ستكون من أكبر الدول المصدرة
للغاز، وأعلنت "شل" أنه سيغير خريطة أقاليم الغاز في العالم، وسيتم تطويره
وبدأ الإنتاج فيه خلال 3 سنوات.
وأضاف "لم يحدث شيء بعد ذلك، بل تجمدت كل
أنشطة "شل" تمامًا، حتى جاءت الثورة المصرية 2011، وتنحى مبارك، وغداة تنحيه
أعلنت شركة "شل" أنها أوقفت جميع أعمالها وستنسحب من مصر، في اليوم التالي
أعلن وزير البترول توجيه رسالة شكر للشركة على كل ما فعلته في مصر".
وأفاد بأنه في عام 2000 بدأت شل بحفر بئر اسمها
ليل 1، ثم شروق في 2001، بعدها أصدرت بيانًا بأن النتائج مشجعة، ثم قالت بعدها إنها
غير مشجعة، ونشرت تلك البيانات في الصحف، ومر عام 2001 دون أية نشاطات من الشركة، رغم
أن التعاقد كان على حفر عدد من الآبار خلال كل عام من الثلاثة أعوام.
وتابع أنه في يناير 2003، كشف أحمد فتح الله، رئيس
الهيئة القانونية في وزارة الخارجية، أنه قد جاءت أوامر بسرعة التحرك ورسم اتفاقية
ترسيم حدود بين مصر وقبرص، وهذا تم في 18 فبراير 2003.
وقال "الشافعي: إنه قد تم حفر بئرين في نوفمبر
وديسمبر 2003، وخرج البيان في فبراير 2004، وقيل إنه سيتم تطويرهما في خلال 3 سنين،
وأن مصر ستصبح أغنى دولة في العالم، ولم يحدث شيء لهما ولا لما تم اكتشافه قبلهما.
وقال: "في 2012، كانت سنة مهمة في مصر؛ إذ
انقلبت مصر بين عشية وضحاها من دولة مصدرة للغاز لدولة متسولة للغاز، والحقول لا تجف
مرة واحدة، ولا يحدث ذلك أبدًا، خاصة أن وزارة البترول المصرية، دأبت على أنها تستأجر
شركة للتدقيق في احتياطي الغاز لديها، وكل عام وحتى 2010، كانت تصدر تقريرًا يؤكد أن
الاحتياطي المؤكد في مصر يكفي استهلاك وصادرات مصر لمدة 28 سنة".
وتساءل "الشافعي": "متى سيبدأ الحفر
في شمال بورفؤاد مع "إيني" الإيطالية أيضًا؟ هل يتطلب ذلك توقيع اتفاقية
تقاسم مع إسرائيل؟، وحقل كروان إلى الغرب من شروق ما موقفه؟"، مضيفًا أنه أكبر
مشروع شرق هندسي تم في الـ20 سنة الماضية، ماذا وصلنا إليه ومن المشرف عليه؟ ".
ايني على خطى نوبل انرجي.. هل
يفشل المشروع قبل أن يبدأ
الشافعي كتب
ايضا مجموعة من التدوينات عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قال فيها انه بعد يوم من
الإعلان عن الاكتشاف العملاق، شركة إني عرضت للبيع حصة من حقل "ظهر"
العملاق في امتياز شروق بالمياه المصرية.
واستنتج
الشافعي أن هذا يعني أن الشركة تسعى للحصول على تمويل خارجي لتطوير الحقل. وهذا
كان نفس السيناريو الذي اتبعته شركة نوبل إنرجي حين باعت 30% من حقل لفياثان لشركة
وودسايد الأسترالية (الواجهة لشركة صينوك الصينية) ثم سرعان ما انسحبت وودسايد من
لفياثان في ربيع 2013، فإنهار المشروع الأسبوع الماضي.
وطالب خبير
الاتصالات العالمي الدولة المصرية ان تقوم بنفسها بتمويل تطوير الحقل. فهذا أفيد
مليون مرة من مشروع قناة السويس الجديدة مثلاً، وعائده مضمون فوراً.
وحول حقيقة الاكتشاف وتاريخه الفعلي، قام
الشافعي بتتبع خطوات الشركة الايطالية قبل الاعلان عن الاكتشاف الجديد، قالا:
"شركة إني استلمت امتياز شروق في مارس2015. وبعد إلحاح مني على ضرورة أن تصر مصر على أن يزورها إموس هوكشتاين، مساعد
وزير الخارجية الأمريكي لشئون غاز شرق المتوسط، الذي يلف المنطقة منذ أربع سنوات دون
زيارة مصر، وهو من يدير عن بعد كل مؤتمرات قمم الكالاماتا بين مصر وقبرص واليونان.
أخيراً وصل السيد هوكشتاين إلى القاهرة في 2 أغسطس
2015 ضمن الحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري. وبعد ستة أيام في 8 أغسطس 2015، أعلنت
شركة إني أنها بصدد إحضار أكبر حفار (سايبم-10000) للتنقيب. وقبل أن يصل الحفار إلى
مصر، جاء رئيس الشركة في 20 أغسطس وقابل الرئيس السيسي، حيث أخبره باكتشاف هائل في
امتياز شروق.
من هذا الخط
الزمني، يتضح أن التنقيب وتحليل البيانات تم قبل وصول شركة إني لهذا الامتياز. وهو
ما تم بالفعل في ديسمبر سنة 2000، ثم في مايو 2007."
لماذا اختيرت شركة اني
بالتحديد؟
والسؤال
هنا يبرز لسبب هام جدا، وهو ان هذه الشركة الايطالية تعاني من أزمات مالية مؤخرا، فيما
يعلم الجميع بالأوضاع الاقتصادية المتردية لمصر، ما يدفع الجانبين إلى البحث عن ممول،
ربما تكون له شروط تعسفية جائرة تهدر استفادة مصر من الكشف الجديد.
وبحسب المهندس
محمد حلاوة، مدير الأعمال بشركة IMCC العالمية لإنشاءات البترول،
فإن الموقف المالي لمجموعة شركات
إيني الإيطالية صعب جدا، وأطلق مجلس الإدارة إعادة هيكلة داخلية لينكمشوا حتي
يستطيعوا التعايش مع سعر البترول عندما وصل الى 60 دولار وأطلقوا على المشروع "fit to 60" ما يعنى
ان الموقف ازداد صعوبة بعد الانخفاض المستمر لأسعار البترول.
اذن
فالشركة متعثرة ماليا، واذا أخذنا في الاعتبار ان شركة كبرى بحجم شل كان لها السبق
في اكتشاف الحقل في عام 2000، إلا انها إبان ثورة يناير قررت الانسحاب من المشروع،
حيث أعلنت "شل" أنها أوقفت جميع أعمالها وستنسحب من مصر، فكيف لشركة
كبرى مثل "شل" ان تتخلى عن مثل هذا الكشف الهائل الذى يوصف بأنه أكبر
حقل غاز في البحر المتوسط؟
ولماذا اختارت مصر هذه الشركة المتعثرة
الفاشلة؟ في سيناريو مقارب لما حدث مع شركة ارابتك التى
اوكل اليها السيسي مشروع المليون وحدة سكنية، فقبل هذه الخطوة كانت ارابتك من
الشركات المهزومة بلغة الاقتصاديين، اى انها تعاني خسائر كبيرةز
وبعد ايام من الاعلان عن التعاقد معها على مشروع
المليون وحدة سكنية بدأ صعود السهم حتى وصل إلى أعلى مستوى له منذ الإدراج عند
7.74 درهم خلال شهر مايو 2014 وبدأ السهم في النزول مرة ثانية تزامنا مع الاخبار السلبية
عن المشروع بالإضافة إلى هبوط اسعار النفط وترجع لمعظم الاسهم العالمية والعربية حتى
وصل الان عن 2.89 درهم، كما يبين الرسم التالي:

نفس
الأمر تكرر مع شركة اني التى تعاني ازمة مالية واضحة جدا لمن يتتبع الرسم البياني
لأسهمها في بورصة ميلانو، فالشركة المتعثرة انتعشت عقب الاعلان عن الكشف التاريخي وارتفعت
أسهم شركة إيني الإيطالية للطاقة ببورصة ميلانو بنسبة 2.15 % بداية تعاملات الاثنين،
قبل أن تستقر عند مستوى 1.04%، ثم سرعان مالبثت أسهم الشركة ان عاودت الانخفاض
لتسجل -1.50 حتى كتابة هذا التقرير كما
توضح الصورة من الموقع الرسمي للشركة.
دور الجيش في اختيار الشركة
في الفترة الأخيرة بات واضحا ان المجلس
العسكري هو الذى يحدد كل كبيرة وصغيرة تخص الدولة في جميع المجالات، بل ويربط
مصلحة البلاد بمصلحة كبار القوات المسلحة المستفيد الوحيد من ثروات مصر جميعا، ما
يطرح هنا تساؤلا هاما:
ما دور
الجيش المصري والقوات المسلحة في مثل هذه الصفقة؟ ولماذا
اختارت مصر شركة اني بالتحديد لمنحها امتياز التنقيب والبحث؟ رغم ان بعض التصنيفات
تضعها في مصاف الشركات الفاشلة.
بعض التحليلات أرجعت
سبب اختيار الشركة الايطالية رغم سجلها السيء الى انه نوع من مكافئة إيطاليا على
استضافة السيسي الذي يعاني أزمة الطعن في شرعيته، وبالتالي فكان على مصر التي
يحكمها الجنرالات أن تكافئ دولة إيطاليا بانقاذ شركة من كبرى شركاتها، لاسيما ان
ايطاليا نفسها لديها مخاوف من تعرضها لنفس مصير اليونان.
وبما ان الشركة ستعلن
انها صاحبة الامتياز في حفر أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، فهذا يعني ارتفاعا في
اسهم الشركات في البورصات العالمية، حتى لو كان طفيفا، وقد يعني مزيدا من
الاطمئنان في التصنيفات الائتمانية للشركة لدى كبرى البنوك، وبالتالى انقاذ الشركة
من خطر الافلاس.
وبما ان جنرالات مصر
لا يحاسبهم أحد، ولا يسألهم احد على التصرف في مقدرات الدولة، فلما لا يشتري
السيسي شرعيته مقابل إهدار ثروات مصر؟ وربما نفاجئ قريبا بقيام القوات المسلحة
بشراء أسلحة من إيطاليا عبر بوابة ايني، كما كانت شركة سمينز بوابة شراء الأسلحة
من ألمانيا.
المصادر:
2 صفحة الخبير العالمي
Nayel
Shafei على فيسبوك
4 الموقع الرسمي لشركة اني الايطالية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق