>> “نيو كاترين” سفينة عملاقة غرقت بالقناة عند الكيلو 69 بالقرب من منطقة الفردان
>> نايل الشافعي: 50 مليون دولار خسائر مصر من إغلاق القناة في 3 أيام.. والسفينة لاتزال عالقة
>> تقرير ملاحي دولي: السفن تحولت لـ«رأس الرجاء الصالح» لأنه أرخص.. وعلى مصر تخفيض رسوم قناتها 50%
>>..وصحف أجنبية: غرق «كاترينا» وإغلاق القناة هو سبب تحول السفن لـ«رأس الرجاء»
كتب: عبدالرحمن كمال
«لقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية وإطلاق المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا والتى أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم و في قدراتهم».
الفقرة السابقة هي جزء من خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته التي ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب خلال الجلسة العامة للبرلمان، مطلع الشهر الجاري، في سياق سرده للانجازات التي حققها خلال فترة حكمه.
تصريح السيسي جاء متناقضا مع الأرقام التي أعلنتها أجهزة الدولة المختصة، والتي تؤكد فشل مشروع تفريعة قناة السويس قي تحقيق ما سبق وأعلنه السيسي، وافتخر به أمام برلمانه.
القدر لم يكن رحيما بتفريعة السيسي الفاشلة اقتصاديا، ففي الأيام الثلاثة الماضية فقط، كانت على موعد مع كوارث مفزعة، نستعرضها في التقرير التالي:
تقرير «سي انتل» يصدم السيسي
السيسي وعد مصر بإيرادات تصل إلى 13.4مليار دولار ، عقب الانتهاء من التفريعة الجديدة، إلا أن تقرير صادر قبل يومين عن مؤسسة «سي انتل» المتخصصة في تحليلات الملاحة البحرية، كشف أن الأسعار المنخفضة للنفط تسمح لسفن البضائع بتجنب دفع التعريفات المكلفة لقناتي السويس وبنما، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، وفقًا لموقع قناة «سي إن بي سي» الأمريكية.
وذكر التقرير، أنه منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، أبحرت 115 سفينة لنقل البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا والساحل الشرقي الأمريكي حول جنوب إفريقيا أثناء رحلة عودتها بدلًا من استخدام أي من القناتين.
ووجد التقرير أن انخفاض أسعار الوقود يعني أن السفن يمكنها تحمل تكلفة اتخاذ الطريق الأطول بسرعة أكبر، وبالتالي تستغرق نفس الوقت الذي تستغرقه في حالة استخدام القناة.
ووفقًا للمؤسسة، فإن استخدام طريق جنوب إفريقيا سيوفر 235 ألف دولار لكل رحلة بحرية، وهو ما يُعد دفعة قوية للناقلات التي تعاني من ضائقة مالية.
وهذا الأمر ـ بحسب «سي انتل» ـ يُعد علامة سيئة لقناتي السويس وبنما، مشيرًا إلى أن مصر انتهت العام الماضي من توسعات في قناة السويس كلفت 8.5 مليار دولار، لتقليل زمن العبور عبر القناة.
وبحسب التقارير الصادرة عن هيئة قناة السويس، فإن إجمالي عدد السفن التي تمر عبر القناة ارتفع بنسبة 2% ليصل إلى 17.483 في العام الماضي، مع ذلك انخفض عدد ناقلات البضائع السائبة وسفن الحاويات بنسبتي 5.7% و3.1% على التوالي.
وأوضحت المؤسسة أن الناقلات ذات قيمة لقناة السويس، فالسفن من آسيا إلى الساحل الشرقي تدفع 465 ألف دولار للعبور عبر القناة.
وأضاف التقرير: “إذا أرادت القناتان تغيير اقتصاد اختيارات المسارات، يجب على قناة بنما تقليل الرسوم بنسبة 30% تقريبًا، وقناة السويس بنسبة 50% تقريبًا”.
غرق سفينة عملاقة
على النقيض تماما من تقرير «سي انتل» كشفت المواقع والصحف الأجنبية عن أن السر وراء اتجاه السفن لطريق راس الرجاء الصالح ليس أزمة الدولار ، ولكن السبب الحقيقي يكمن في غرق سفينة عملاقة تدعى “نيو كاترين” بعد احتكاكها بأحد ضفتي القناة عند الكيلو 69 بالقرب من منطقة الفردان بالاسماعيلية.
وقالت صحيفة “ميدل ايست اوبزرفر”: إن هذا هو السر في اتجاه السفن “لرأس الرجاء الصالح “قناة السويس مغلقة من الاتجاهين بأوامر من السلطات المصرية، والسبب كارثة جديدة لحقت بــمصر.
وأضافت أن الكارثة أضطرت السلطات المصرية إلى إغلاق قناة السويس من الاتجاهين؛ لأن السفينة ما زالت عالقة هناك، لافتة إلى أن الأخطر هو أن شركة الشحن حملت إدارة القناة مسؤولية غرق السفينة، وطالبت بتعويضات هائلة؛ للأضرار التي لحقت بها والوقت الذي ضاع.
وقالت الصحيفة إن ذلك سيكبد مصر خسائر مضاعفة؛ حيث إغلاق القناة من يوم 25 فبراير إلى اليوم واتجاه السفن لطريق رأس الرجاء الصالح، إضافة للتعويضات الهائلة المطالب دفعها سيكبد مصر خسائر هائلة.
50 مليون دولار خسائر على الأقل
العالم المصري نايل الشافعي، كان من أوائل من فجر الأزمة وكشف حقيقة إغلاق القناة، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب الشافعي: «قناة السويس مغلقة تماماً لأكثر من يومين بسبب شحوط ناقلة صب في ميول القناة، عند مدخل قناة السويس الجديدة، مما تسبب في حدوث فجوة طولها 12 متر في مقدمتها، اندفعت فيها المياه، مما أدى لميل مقدمة السفينة، وجنوحها بعد 3.5 كم جنوباً.
وتابع: «القناة الأصلية الناقلة طولها 289 متر وكانت في طريقها من أوكرانيا إلى الصين. السفن يتولى قيادتها مرشدو الهيئة أثناء عبور القناة. فهل سنسمع عن تحقيق اداري؟ مصر فقدت دخل قدره 50 مليون دولار للقناة في ثلاثة أيام، وربما كان عليها دفع تعويض للضرر الذي حاق بالناقلة».
وفي تغريدة أخرى، حدد الشافعي موقع شحوط السفينة العملاقة، قائلاً: “الناقلة نيو كاترينا جنحت في نقطة بين الفردان والإسماعيلية (مبينة بمربع منقط) على بعد حوالي 3.5 كيلومتر جنوب بداية التفريعة الجديدة ولكن في جزء من القناة الأصلية موازي للتفريعة الجديدة (قناة السويس الجديدة)”.
واستكمل: “فلو أن الحادث وقع في نفس مكان جنوح الناقلة، فلن يؤثر على المرور في التفريعة الجديدة. ولكن كونها تمنع المرور في الاتجاهين فمعناه أن حادث الشحوط حدث في جزء مشترك من القناة عند مأخذ التفريعة الجديدة وألحقت أضراراً إنشائية بميول القناة في الجزء المشترك بين تفريعة البلاح والتفريعة الجديدة، ثم سارت الناقلة مسافة 3.5 كم جنوباً حتى جنحت على بعد كيلومتر واحد جنوب الفردان”.
كما أكد الشافعي في منشور آخر أن السفينة لا تزال عالقة، وأن القناة الرئيسية مغلقة، مضيفاً: “قناة السويس عادت للعمل، بعد اغلاق تام 25-28 فبراير، مع استمرار اغلاق القطاع الأصلي بين البلاح والبحيرة المرة الكبرى بسبب الناقلة الجانحة. حسب مارين ترافيك هذه اللحظة، هناك قافلة سفن تتحرك إلى الشمال في قناة السويس عبر التفريعة الجديدة والفرع الشرقي لتفريعة البلاح. الناقلة نيو كاترينا مازالت جانحة جنوب الفردان، ولا مرور في القناة الرئيسية بين أبو سلطان والبلاح”.
مشروع فاشل حتى الآن
جدير بالذكر أن ناجي أمين، مدير إدارة التخطيط في هيئة قناة السويس، أكد في تصريح له في منتصف يناير الماضي، إن إيرادات البلاد من القناة انخفضت في عام 2015 إلى 5.175 مليار دولار، بعد 5 أشهر من افتتاح القناة الجديدة «التفريعة الجديدة» أغسطس الماضى، التى قالت الحكومة إنها سترفع الإيرادات السنوية للهيئة إلى 13,2 مليار دولار بحلول عام 2023.
ووفقاً للإحصائيات الرسمية، تراجعت إيرادات قناة السويس بنسبة %6,5 منذ افتتاح «التفريعية الجديدة» حتى نهاية ديسمبر الماضى، لتصل إلى 2,197 مليار دولار، مقارنة بـ 2,350 مليار خلال الفترة نفسها من 2014، بما يعادل 153 مليون دولار، لتستحوذ على %52,7 من إجمالى خسائر العام الماضى، ويعني هذا هبوط إيرادات البلاد من العملة الصعبة بنحو 40.8 مليون دولار من القناة.
وكشفت البيانات تراجع عدد السفن المارة في قناة السويس خلال شهر نوفمبر إلى 1401 سفينة من 1500 سفينة في أكتوبر، كما لم تسجل إيرادات القناة في أكتوبر الماضي تغييراً يذكر بالمقارنة مع شهر سبتمبر الذي سبقه، وانخفضت الإيرادات في سبتمبر بنحو 13 مليون دولار مقارنة مع أغسطس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق