>> أديب يشتبك مع مرتضى.. وعكاشة مع كمال.. والداخلية تواصل انتهاكاتها
>> خطاب السيسي يستحق لقب «فاكهة الشهر».. وشر البلية ما يضحك
>> الأطباء والمحامون والصحفيون وحملة الماجستير.. فئات ثارت ضد النظام
كتب: عبدالرحمن كمال - بوابة يناير:
خناقة بين مرتضى منصور وعمرو أديب، خناقة بين توفيق عكاشة ورئيس مجلس النواب، خناقة بين كمال أحمد وتوفيق عكاشة، هرتلة في خطاب للسيسي يتسبب في حملة سخرية عالمية ضده.
تصاعد انتهاكات الشرطة ضد المواطنين، انهيار اقتصادي وغلاء أسعار وعملة في الحضيض ورأس الرجاء الصالح يهدد التفريعة الجديدة، «صبح على مصر بجنيه»، برلمان إيطاليا يطالب بقطع العلاقات مع مصر.. احتجاجات لحملة الماجستير ونقابات الأطباء والمحامين والصحفيين وأهالي الدرب الأحمر، دعوات انتخابات رئاسية مبكرة، تزايد التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني.
صدق أو لا تصدق، كل ما سبق هو محصلة شهر واحد فقط من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي!
على مر السنوات الخمسة الماضية، ورغم زخم الأحداث منذ ثورة 25 يناير 2011، إلا أن كمية الأحداث السابقة لم تحصل في شهر واحد مطلقا، والأغرب إنها حدثت في شهر هو الأصغر بين شهور السنة، شهر فبراير.
هرتلة خطاب السيسي
في كلمته أثناء احتفالية مؤتمر «مصر 2030» خرج علينا الرئيس السيسي بكمية من التصريحات التي لا تملك أمامها إلا الاستغراب والاندهاش، والتحسر على حال البلد.
«اسمعوا كلامي أنا بس».. «صبح على مصر بجنيه».. «الشباب ياخد 400 ولا 500 جنيه ويشتغل».. «بيعايرونا بفقرنا».. «أنا لو أنفع أتباع هتباع».. «انتوا مين».. «هو الي بيصفقوا الستات بس».. «إسقاط الطائرة الروسية في سيناء جاء عن طريق عمل إرهابي بهدف ضرب علاقات مصر مع دول العالم».
ما سبق هو محصلة خطاب دام لمدة 90 دقيقة، جعل من مصر أضحوكة العالم ومحط سخرية كبريات القنوات والصحف العالمية، ومنح الخطاب لقب «فاكهة الشهر» وكما يقول المثل: «شر البلية ما يضحك وشر الضحك ما يبلي»
خناقات الإعلام والبرلمان
شهد الشهر الجاري العديد من الخناقات في مصر، أشهرها بالقطع الخناقة التي وقعت بين المستشار مرتضى منصور عضو مجلس النواب، والاعلامي عمرو أديب، على خلفية إعلان أديب عن استضافة أحمد حسام ميدو المدير الفني المقال من تدريب الزمالك، والمشتبك أصلا في معركة ضد مرتضى.
خناقة أخرى كانت بين الاعلامي توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، الذي فتح النار على الجميع وطالب بانتخابات رئاسية مبكرة واقالة الحكومة وحل البرلمان.
عكاشة اشتبك أيضا مع الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، الذي قام بطرده من قاعة المجلس بعد أن رفع صوته وسط القاعة ، معترضا على عدم اعطائه الكلمة ووقف منفعلا ورفع صوته قائلا: «أنا طالب الكلمة من الفجر ولم أخذها حتى الآن»، فرد عبدالعال: «أنت مشاغب وغير ملتزم، طالبا منه العودة إلى مكانه فرفض عكاشة ثم انذره مرة أخرى للعودة إلى مقعده إلا أن عكاشة رفض ، فضجت القاعة وهاج النواب فى وجه عكاشة وطالبوه بالعودة إلى مقعده، مما اضطر عبد العال إلى التصويت على طرده من الجلسة برفع الأيدى وليس بالتصويت الالكترونى قائلا «من يوافق من الأعضاء على إخراج النائب من الجلسة يرفع يده»، فوافق الأعضاء على ذلك.
واستمر «عكاشة» فى الحديث بصوت مرتفع فى أثناء خروجه من القاعة، وقال لرئيس المجلس: «أنت أساسا جيت هنا غلط».
وأشار إلى أنه طلب الكلمة قبلها بـ24 ساعة وتحدث قبله عشرات النواب، مضيفا: «هذا تجاوز وعندما اعترضت على ذلك طردنى عبدالعال من الجلسة»، وأوضح: «هذا ترصد بشخصي».
وكانت الخناقة الأحدث هي التي وقعت اليوم، حينما قام النائب كمال أحمد بالاعتداء بـ«الجزمة» على توفيق عكاشة على خلفية اللقاء الذي جمع الأخير مع السفير الاسرائيلي.
عكاشة لم يسكت على الاعتداء عليه، بل سارع إلى قناته الخاصة «الفراعين» وانهمك في وصلة هجوم حادة على النظام الحالي والبرلمان.
الاقتصاد ينهار
الانهيار الاقتصادي لا يحتاج إلى دليل ولا يتطلب مثال، يكفي الإشارة فقط إلى الدولار الذي تخطى سعره 9 جنيهات، والأسعار التي ارتفعت بنسبة 100%، حتى التفريعة الجديدة التي وعد السيسي بانها ستكون مصدر دخل قومي، تراجعت إيراداتها، قبل أن نصحو على تقرير ملاحي دولي بتحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح بسبب غلو تعريفة المرور من قناة السويس.
انتهاكات الشرطة عرض مستمر
شهد الشهر الجاري تصاعدا كبيرا في الانتهاكات التي قامت بها وزارة الداخلية ضد المواطنين، بين القتل والسحل والتعذيب.
وكانت حادثة مقتل السائق في الدرب الأحمر هي ذروة سنام انتهاكات الداخلية، والتي كادت أن تودي بمديرية أمن القاهرة عقب حصار الهالي لها، لولا العناية الإلهية وتخلي الداخلية عن غرورها.
فضيحة دولية
الفضيحة الدولية تكمن في قضية الطالب الايطالي جوليو ريجيني الذي قتل بعد تعذيبه على يد الشرطة المصرية.
ايطاليا لم تقتنع بالطبع بكذب مصر ونظامها، وطالب البرلمان الايطالي بطرد السفير المصري وسحب السفير الايطالي بالقاهرة، قبل أن تشن الصحف الايطالية هجوما حادا على مصر لدرجة ان احدى الصحف قالت عن مصر : «هرم من الأكاذيب».
الاحتجاجات تتسع
تعددت الفئات التي خرجت في تظاهرات لمطالبة بحقوقها هذا الشهر، ما بين حملة الماجستير ونقابة الاطباء ونقابة المحامين على خلفية انتهاكات الداخلية والاعتداءات المتكررة على الاطباء والمحامين، قبل أن تنضم نقابة الصحفيين الى الركب اعتراضا على تعذيب أعضائها في مقبرة العقرب.
غير أن الفئة الأخطر والتي مثلت رعبا حقيقيا لنظام السيسي، هم أهالي الدرب الأحمر الذين حاصروا مديرية أمن القاهرة عقب مقتل سائق من المنطقة على يد رقيب شرطة.
كان من المستحيل على نظام السيسي تصنيف أهالي الدرب الأحمر على أنهم إرهابيين أو أعضاء بجماعة الإخوان كما يفعل دوما مع كل صوت معارض، ومن هنا كانت المشكلة والخطورة، ومن هنا تحركت الداخلية لتهدئة الاهالي والقبض على رقيب الشرطة.
انتخابات رئاسية مبكرة
تعالت في الشهر الجاري دعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة في اشارة واضحة الى الفشل المزري الذي حققه نظام السيسي، واللافت أن الدعوات خرجت من أكثر من أيدلوجيا ولم تكن قاصرة على طرف بعينه.
التطبيع مع الصهاينة شعار الشهر
كان التطبيع مع العدو الصهيوني هو أبرز ما حدث في شهر فبراير، والذي بدأه السيسي بلقاء جمعه مع أعضاء اللوبي الصهيوني، والذي وصف فيه نتنياهو بـ«صاحب القوى العظمى» الذي يصلح لقيادة العالم بأسره وليس المنطقة فحسب.
أركان النظام تلقفت تطبيع السيسي ونفذته على عجل، فخرج علينا عزمي مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري (جهة رسمية) ليقول أنه لا مانع من اللعب في تل أبيب.
مرتضى منصور عضو مجلس النواب (البرلمان المصري) أحد أركان النظام أيضا قاد بوابة التطبيع الرياضي عبر صفقة اللاعب الزامبي مايوكا ووكيل أعماله الإسرائيلي.
غير أن الطامة الكبرى كانت من توفيق عكاشة الذي التقى السفير الصهيوني في منزله. الكارثة كانت في تصريح عكاشة بإطلاعه المخابرات العامة بزيارة السفير الصهيوني، أي أن الدولة كانت على علم بالزيارة.
كل ما سبق كان حصيلة شهر واحد فقط، أو بالأحرى 28 يوما من شهر فبراير الذي لم ينتهي بعد، خلال حكم السيسي الذي أنقذ البلاد والعباد.. كل ما سبق يؤكد صدق نظرية «بس البلد دي عايزه واحد عسكري».. وعجبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق