إلهامي الميرغني يكتب: الحركة المدنية الديمقراطية ومستقبل المعارضة

تشكلت الحركة المدنية الديمقراطية من مجموعة احزاب وشخصيات عامة بهدف فتح المجال العام وتوفير مناخ سياسي لتبلور المعارضة الوطنية.

ولذلك تشكل قضايا الحريات الديمقراطية الحد الأدني الرئيسي لتجمع الأحزاب والأفراد علي اختلاف منطلقاتهم الفكرية الليبرالية والقومية والاشتراكية.

وخاضت الحركة علي مدي السنوات الماضية العديد من المعارك الهامة.

وعندما تمت الدعوة للحوار الوطني توافقت الحركة علي ضمانات للمشاركة في الحوار ولم تلتزم الدولة بهذه الشروط ورغم ذلك شاركت غالبية احزاب الحركة في الحوار عدا حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي قال لا حوار بلا ضمانات ولا حوار بين السجان والأسير.

واعتبرت بعض احزاب الحركة انها فرصة لإعلان وجهات نظرهم فيما يحدث ورؤيتهم للخروج من الأزمة وكأن الحكومة لا تعرف وتنتظرهم لتغير مواقفها وسياسياتها وانحيازاتها.

ولم توفر الحكومة ما وعدت به قبل بدء الحوار والذي تحول لسوق عكاظ ولكل متحدث 4 دقائق فقط لتوضيح رايه.

ثم بدأت شكاوي المشاركين من التلاعب في محاضر الاجتماعات ولي الحقائق والخروج بنتائج لم يتفق عليها.

وبما اننا ومنذ البداية عرفنا ما سيحدث ناشدنا زملائنا واصدقائنا بضرورة الانسحاب من الحوار الذي اصبح عوار وطني لن يؤدي الي اي تغيير بل سيجعل المشاركين شركاء في كل سياسات الخراب الاقتصادي التي تتم بالتوازي منذ انطلاق الحوار.

علق البعض مشاركته والبعض ابدي استعداده للانسحاب والباقي استكمل الحوار ليصبح شريك في كل ما يحدث وما يترتب عليه من نتائج.

والآن مصر أمام منعطف سياسي كبير هو انتخابات الرئاسة وقد أعلنت الحركة المدنية تصورها لخوض المعركة وأهمية توفير الضمانات.

بل وطالب التحالف الشعبي الرئيس بعدم الترشح لدورة ثالثة لكي تكون انتخابات تنافسية حقيقية ولأن اصلاح السياسات الحالية يحتاج الي وجوه جديدة وخبرات متنوعة لصنع خارطة طريق لتجاوز الأزمة.

لكن البعض لا يزال يعبث بالحركة المدنية وبدلا من الاتفاق علي مرشح وحيد للرئاسة تقبله جميع الاطراف يبدو ان هناك اتجاه لطرح اكثر من مرشح ليعيد تذكيرنا بما حدث في انتخابات 2012 عندما رشح اليسار 4 مرشحين ورسبوا جميعا.

لذلك اناشد قادة الحركة المدنية ان مصر بحاجة لمعارضة حقيقية تطرح برنامج لعبور الأزمة وأما ان تكون الحركة هي من يطرح البديل.

او انها ستختفي وتتآكل وتتفتت وسينضج الواقع اشكال جديدة لمعارضة اكثر جذرية واكثر تعبيرا عن أمال وطموحات المصريين.

هذا وقت الاختيار...

موقفكم وتوحد كلمتكم وتوافقكم وسموكم فوق الذوات الشخصية من أجل المصلحة الوطنية العليا هي اهم شئ الان.

اما أن تتوحد كلمتكم او ستكون نهاية هذا الائتلاف السياسي الذي كان أمامه مستقبل واعد.

وقفة مع النفس وتصحيح للمسار قبل فوات الأوان.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.