أحدث الموضوعات
recent

لفقت لها أجهزة سيادية أشهر قضية دعارة مع 8 ممثلات ثم قتلتها لاحقا.. مأساة الفنانة ميمي شكيب

الإعلامي والكاتب طارق المهدوي

مأساة الفنانة أمينة مصطفى شكيب الشهيرة بميمي شكيب المولودة في حي حلوان القاهري يوم 25/12/1913 لأب ضابط شرطة وجد ضابط جيش.


1

اعتادت كغيرها من الفنانين أن تقيم خلال سبعينيات القرن العشرين بمنزلها في حي قصرالنيل القاهري حفلات استقبال كان يحضرها بعض الفنانين والفنانات وكبار رجال الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية سواء من المصريين الذين كان بينهم أشرف مروان مدير مكتب الرئيس المصري أنور السادات ومعه مساعده صفوت الشريف أو من العرب الذين كان أشهرهم عبدالسلام جلود رئيس وزراء ليبيا ومنسق علاقاتها مع مصر ومعه مساعده أحمد قذاف الدم.

2

قام مروان والشريف بتنفيذ التعليمات الصادرة لهما من السادات كطلب الرئيس الليبي معمر القذافي ضد شريكه المزعج عبدالسلام جلود عبر قيامهما باستدراج جلود عن طريق هذه الحفلات يوم 22/1/1974 في قضية دعارة قيدت تحت رقم 169/1974 جنح آداب القاهرة والتي كان لابد أن تتصدر قائمة الاتهام فيها صاحبة المنزل ميمي شكيب مع ثماني فنانات أخريات من ضيوفها هن زيزي مصطفى وعزيزة راشد وناهد يسري وكريمة الشريف وميمي جمال وآمال رمزي وسهير توفيق وسامية شكري.

3

 في يوم 16/7/1974 حكمت محكمة آداب القاهرة ببراءة ميمي شكيب وجميع المتهمات معها لعدم جدية الاتهام بسبب خلوه من الأدلة مع ضبط وإحضار شاهدي الإثبات الهاربين اللذين استندت التحريات الأمنية على أقوالهما المرسلة دون أن يمثلا أمام القضاء وهما السعودي علي محمد الحقاني والليبية أمينة عبدالعزيز مرزوق والهاربين حتى اليوم.

4

 جاء حفظ القضية بعد أن حققت هدف القذافي في إجبار جلود على الاستقالة من رئاسة الوزراء مع مغادرة ليبيا بلا عودة مقابل حذف اسمه من القضية ليخلفه لاحقاً أحمد قذاف الدم كمنسق للعلاقات الليبية المصرية لاسيما وقد تواكب ذلك الحفظ القضائي مع بداية الخصومة الأولى بين الرئيسين الليبي معمر القذافي والمصري أنور السادات والتي ترتب عليها إلغاء كافة مجاملات السادات للقذافي ومن بينها قضية ميمي شكيب.

5

 من يوم 22/1/1974 إلى يوم 16/7/1974 ستة شهور أمضتهم ميمي شكيب داخل السجن وهي تعلم أن جريمتها الحقيقية لم تكن سوى تعاونها مع الأجهزة السيادية المصرية لصالح القذافي رجل ليبيا الأول ضد جلود رجل ليبيا الثاني لكنها ما أن بدأت تتحدث عن ذلك حتى أصيبت داخل السجن بشلل عصبي مؤقت فقدت معه السمع والنطق طوال فترة سجنها.

6

 بعد خروج ميمي شكيب من السجن فوجئت بتعليمات سيادية صارمة تمنع منحها أي أعمال فنية دوناً عن الفنانات الثمانية الأخريات فاضطرت إلى طلب إعانة شهرية من وزارة الثقافة وبدأت في صرفها مع بداية عام 1975 لكنها لم تتوقف عن الحديث حول مظلوميتها فمارست معها الأجهزة السيادية أحد شرورها المعروفة بإيداعها داخل مستشفى المجانين عام 1981 وهناك التقيتُها خلال زياراتي لأبي كي أسمعها وهي تحكي ما حدث بكل أريحية.

7

 لم تتوقف ميمي شكيب عن الحديث حول مظلوميتها فتم قتلها بنفس الأسلوب التكراري المتمثل في دفعها من شرفة منزلها الكائن بحي قصرالنيل في وسط القاهرة يوم 20/5/1983 ليتم قيد قضية القتل ضد مجهول.

8

 خلال قضية ميمي شكيب كان عمرها ستين سنة بينما كان السادات عمره ستة وخمسين سنة وكان صفوت الشريف عمره أربعين سنة وكان معمر القذافي عمره اثنتان وثلاثين سنة وكان أشرف مروان عمره ثلاثين سنة وكان عبدالسلام جلود عمره تسعة وعشرين سنة وكان أحمد قذاف الدم عمره ثلاث وعشرين سنة ومع ذلك فقد كان قذاف الدم آنذاك هو المسؤول الليبي عن الاتصال بين الجيش المصري والقوات الليبية التي شاركت في حرب أكتوبر سنة 1973 على الجبهة المصرية.

9

 في أواخر سنة 1974 كتب أحمد فؤاد نجم وغنى الشيخ إمام عيسى أغنية "قول ياعم الشيخ إمام" التي تضمنت فقرة عما فعله أشرف مروان بعبدالسلام جلود وميمي شكيب في تلك القضية بقولها "بيحكو عن واحد صاحبنا ... كان مدير مكتب صاحبنا ... عالجميع عَرَصْ صاحبنا ... يا سلاملام يا سلام ... شغل العداد وهاتك ... وإعلى وإنزل بديناراتك ... خد مراتي وهات مراتك ... كله ماشي يا عبسلام ... وأما ريحة القرع فاحت ... عاللي باني واللي فاحت ... والإشاعة جات وراحت ... جابو تفسير المنام ... ضحو بفنانة زمنها ... بعد ما الزمان غبنها ... رحنا مصر وجينا بنها ... كانو نطقو بالأحكام".

10

 في سنة 1985 تم تكليفي رسمياً من قبل الدولة التي مثلها رئيسي آنذاك صفوت الشريف باستضافة خمسين فنان وإعلامي لمدة أسبوع في دار ضيافة سرية مطلة على بحر العريش بحجة تجربة صلاحية الدار قبل استلامها من شركة المقاولات التابعة للجيش على أن يتم تسكين الجميع كثنائيات داخل الغرف ماعدا الفنانة سامية شكري التي يجب تسكينها منفردة مما أثار فضولي فتركتُ غرفتي حتى أبيت مع أسرتي في غرفتها كي أسمعها وهي تحكي ما حدث بكل أريحية.

11

 بعد عودتنا من العريش إلى القاهرة قال لي اثنان من رفاق الرحلة هما عميد معهد تدريب الإذاعة والتليفزيون مصطفى الفار ورئيسة قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون آمال يوسف إن مبيتي في غرفة الفنانة سامية شكري الفندقية قد أنقذ حياتها دون أية توضيحات أو تفصيلات.

12

مع إني كنت أصغر أعضاء تلك الرحلة عمراً إلا أن الكثيرين من رفاقها مازالوا أحياء ويتذكرون جيداً كيف كان يتم ترتيب وتنفيذ كل شيء من خلف ظهري رغم موقعي الرسمي كمنسق ومسؤول ضيافة الرحلة لاسيما وقد تم إعفائي سلفاً من صلاحية توقيع أوراقها حيث منح صفوت الشريف تلك الصلاحية إلى إحدى رفيقات الرحلة وهي مرؤوسته زميلة عملي المستشارة الإعلامية في يوغوسلافيا زينب عبدالعزيز.

13

خلال حكم الإخوان المسلمين لمصر قاموا بتعيين رئيس جديد لقطاع الإعلام الخارجي هو تابعهم المدعو مروان رحال الذي دعاني ذات يوم من سنة 2013 لتناول القهوة في مكتبه حيث كان معه ضيف قدمه لي باعتباره لواء جيش سابق ليباغتني هذا الضيف بقوله أنا أعرفك جيداً منذ إفشالك لمأموريتي خلال رحلة فنانين وإعلاميين العريش سنة 1985 دون أية توضيحات أو تفصيلات!!.

----

لمتابعة مزيد من التفاصيل والتوضيحات عن هذا الملف الشائك، يمكنكم الإطلاع على حساب الكاتب طارق المهدوي عبر فيسبوك، ومنشوره الخاصة بهذه القضية للاستزادة من التليقات التوضيحية لتفاصيل أخرى مهمة.. رابط المنشور:

اضغط هــنـــا

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.