رائعة أحمد مطر: عصر العصر



أكاد لشدة القهر ،

أظن القهر في أوطانـنا يشكو من القهر ،

ولي عذري ،

فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر ،

فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر ،

لأن الكفر في أوطانـنا لا يورث الإعدام كالفكر ،

فأ نكر خالق الناس ،

ليأ من خانق الناس ،

ولا يرتاب في أمري ،

وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر ،

فألعن كل دساس ، و وسواس، وخناس،

ولا أخشى على نحري من النحر ،

لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر ،

ومن حذري ،
أمارس دائما حرية التعبير في سري ،

وأخشى أن يبوح السر بالسر ،

أشك بحر أنفاسي ،

فلا أدنيه من ثغري ،

أشك بصمت كراسي ،

أشك بنقطة الحبر ،

وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر ،

ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر ،

إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري ،

وأني هارب مني ،

وأني أقتفي أثري ولا أدري ؛

إذا ما عدت الأعمار با نعمى وباليسر ،

فعمري ليس من عمري ،

لأني شاعر حر ،

وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر ،

إلى أقصاه : بين الرحم والقبر ،

على بيت من الشعر

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.