الجيل الرابع من الحروب. استراتيجية النهب المنظم للشعوب

تهدف هذه الاستراتيجية الى تفكيك و تحويل الدول التي لديها موارد طبيعية الى بؤر للتوتر تنتشر فيها العصابات السياسية المتحاربة منقسمة على اسس عرقية و طائفية و قومية و دينية.

 و يسيطر امراء الحرب على مناطق و اقاليم ضعيفة لا تمتلك اي منها القوة الكافية للسيطرة على الاقاليم الاخرى. 

فتضمن الولايات المتحدة و حلفائها الغربيين سلامة شركاتها و استمرار تصدير الخامات و ذلك عبر تواجد عسكري قليل لحماية هذه المنشآت و طرق الامداد.

 بينما تغرق باقي اجزاء البلاد في الحرب و يعيش سكانها في فاقة يدفعهم غريزة البقاء الى الاحتماء بالميليشيات المتحاربة.

 اما امراء الحرب و العصابات و المافيات السياسية الحاكمة في الاقاليم فان اي منهم لا ينبغي ان يشعر بالامان و القوة و الاستقرار لكي يستسلموا كليا لما يطلب منهم و يلهثوا على شراء السلاح بالاموال القليلة التي يحصلون عليها من بيع الموارد الطبيعية في مناطقهم. 

و هم بذلك يضمنون حماية هذه المنشآت و طرق الامداد للحصول على حصصهم من الدولارات التي سيشترون بها العتاد في حربهم و يدفعون رواتب مقاتليهم.

كانت الولايات المتحدة و دول اوروبا الغربية قد جربت هذا النموذج بنجاح في الكونغو منذ نهاية الستينات و حتى الان. 

و قد تم تعميمها على العراق و سوريا و افغانستان و السودان و الصومال و ليبيا و نيجيريا و من المفترض ان تنظم ايران و ربما السعودية الى قائمة هذه الدول.

انها عملية نهب و تجارة و دكاكين لجمع الثروات بالنسبة للجميع سواء بسواء, امراء حرب و سياسيين و حكام فاسدين و شركات و دول تبيع اسلحتها القديمة باسعار خيالية لقاء الحصول على النفط و الخامات بسعر التراب..

ان الابرياء الذين يتم قتلهم و تشريدهم في العراق و سوريا و افغانستان و ليبيا و زائير و السودان و الكونغو و غيرها هم في الحقيقة ليسو بالدرجة الاولى ضحايا بوكوحرام و داعش و الطالبان و غيرهم بل هم ضحايا انهيار و انحطاط المنظومة الراسمالية.

 و كلما اشتدت الازمة الخانقة للراسمالية كلما توسعت دائرة القتل و ازدادت وحشية. ان هذه ستكون طبيعة الحياة في ظل بقاء نظام اجتماعي توقف عن العمل و لم يعد يصلح لحياة البشر.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.