بعد تأكيد نظرية “الهجوم الارهابي”.. فتش عن بصمات خلايا “الدولة الاسلامية”











>> من يقف خلف تفجير الطائرة المصرية؟.. وكيف وصلت المتفجرات الى واحد من اكثر المطارات “امانا” في العالم؟ وهل هو “انتقام” مزدوج من فرنسا ومصر معا؟
بعد العثور على حطام طائرة الخطوط الجوية المصرية جنوب جزيرة كريت اليونانية، باتت احتمالات اسقاطها بعمل ارهابي الاكثر ترجيحا، الامر الذي يطرح العديد من الاسئلة حول كيفية اسقاطها، ومن هي الجهة المسؤولة التي تقف خلف هذه الكارثة؟ ولماذا شركة طيران مصرية؟
منذ اختفاء الطائرة من على شاشات رادارات الملاحة اليونانية، وتأكيد سقوطها بشكل حاد بعد دخولها الاجواء المصرية مباشرة، بات في حكم المؤكد ان عملا ارهابيا هو الذي يقف خلف هذا الاختفاء، وكان الكسندر بورتينكوف مدير جهاز الامن الفدرالي الروسي، اول من اكد هذا الاحتمال، بينما فضل نظراؤه في باريس والقاهرة اعتماد مبدأ التقسيط في الافراج عن المعلومات الحقيقية، تماما مثلما حدث مع طائرة روسية انفجرت بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ 31 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وتناثر حطامها في جزيرة سيناء.
التحقيقات الامنية ستنصب حتما حول كيفية وصول القنبلة المفترضة التي فجرت الطائرة على ارتفاع 37 الف قدم الى قلبها، وهل كانت ضمن حقائب الركاب ام حملها احدهم، وفجرها لاحقا، وقبل الهبوط بنصف ساعة؟ ولكن يظل من السابق لاوانه اعطاء احكام قاطعة قبل العثور على الصندوق الاسود وتحليل بياناته، وهذا سيأخذ وقتا طويلا.

اذا تأكدت فرضية التفجير، وهي شبه مؤكدة، فان السلطات الفرنسية وذراعها الامني في مطار شارل ديغول، حيث اقلعت الطائرة، ستجد نفسها في موقف صعب للغاية، فمن المفترض ان المطارات الفرنسية تعيش حالة من الطوارىء كإجراء احتياطي بعد تفجيرات مطار بروكسل، وقبلها تفجيرات العاصمة الفرنسية، وتهديدات عديدة من قبل منظمات ارهابية بعمليات انتقامية على الاراضي الفرنسية، ودماء ضحايا تفجيرات بروكسكل القريبة لم تجف بعد.
الجهة المسؤولة عن هذا التفجير، وتشير معظم اصابع الاتهام الى خلية قد تكون تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية”، حققت اختراقا امنيا كبيرا في واحد من اكثر المطارات امانا في العالم بأسره، الامر الذي سيؤكد عدة حقائق رئيسية:
    اولا: ان “الدولة الاسلامية” قد تملك شبكة من الخلايا النشطة، والمدربة تدريبا عاليا، وجرى تنشيطها مؤخرا لاثارة اكبر حالة من الرعب في اوروبا، وفرنسا على وجه التحدد، التي عززت من مشاركتها في الحرب ضد “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق في الاشهر الاخيرة، للانتقام من قتلاها في بروكسل والرقة والموصل.
    ثانيا: ربما تكون هذه العملية تحذيرا للدول الاوروبية، وفرنسا على وجه الخصوص، التي تستعد حاليا لارسال قوات لتعزيز اخرى “خاصة” للقضاء على “الدولة الاسلامية” في ليبيا، وازالة “امارتها” التي اسستها في مدينة سرت، وفرنسا من اكثر المحرضين على عودة حلف “الناتو” الى ليبيا على غرار ما فعل قبل خمس سنوات.
    ثالثا: نقل الحرب الى العواصم والمدن والمطارات الاوروبية كضربات استباقية، في ظل استعدادات التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينتي الموصل والرقة اللتين تسيطر عليهما “الدولة الاسلامية” الى جانب مدن اخرى.
    رابعا: تصعيد حرب الاستنزاف ضد النظام المصري، والتركيز على ضرب صناعة السياحة التي بدأت تتعافى جزئيا، بعد تشديد الاجراءات الامنية في المطارات المصرية، بالتزامن مع تنفيذ هجمات وتفجيرات في وسط القاهرة لهز صورة النظام الحاكم امنيا وسياسيا واقتصاديا.
السلطات الامنية الفرنسية تلقت، بهذا التفجير، ضربة قوية لمصداقيتها، وفعالية اجراءاتها الامنية، ومن بين هذه الاجراءات ابعاد العديد من العاملين المسلمين من اصول مغاربية من الاماكن الحساسة والمطارات خاصة، كإجراء امني احتياطي، وهذا الابعاد ربما يعطي نتائج عكسية.
الجماعات “الجهادية” المتطرفة، بما فيها تنظيم “الدولة الاسلامية”، لم تعلن اي منها المسؤولية عن تفجير الطائرة، حتى كتابة هذه السطور، على غرار ما فعلته الاخيرة مرتين، عندما قالت ان خلية تابعة لها هي التي دست القنبلة في احد حقائب ركاب الطائرة الروسية المستهدفة في مطار شرم الشيخ، وكذلك فعلت الشيء نفسه اثناء تفجيرات مطار بروكسل وقبلها باريس.
استهداف طائرات الركاب المدنية عمل مقصود، ومحسوب بدقة، في حد ذاته، من قبل الجماعات الارهابية، لانه يحدث اكبر قدر من الرعب، ويربك الاجهزة الامنية اولا، ويحقق اكبر ضجة اعلامية ثانيا، خاصة اذا كانت الطائرات المستهدفة اوروبية، او تقل ركابا اوروبيين.
الحرب على الارهاب، حرب طويلة وصعبة ومعقدة، وترتكب الحكومات خطأ كبيرا باكتفائها بالاجراءات الامنية فقط، وعلى حساب الحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية الاخرى، الاكثر اهمية في نظرنا، فجميع المسارات يجب ان تكون متداخلة، ومن المؤلم ان الذين يقودون هذه الحرب يغفلون هذا التدخل، لاعتقادهم ان الحلول الامنية وكل ما يتفرع عنها من ممارسات، يمكن ان تقضي وحدها على هذه الظاهرة المرعبة والمتمددة.
“راي اليوم” 

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.