القمة العربية الأوروبية.. الغرب ينتصر لمصالحه على حساب مبادئه الزائفة




إذا كان هناك نتيجة واحدة مؤكدة يمكن أن نخرج بها من القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، التي دعا إليها ونظمها رئيس النظام الحاكم عبدالفتاح السيسي، فهي انتصار الغرب من جديد لمصالحه على حساب ما يدعيه من مبادئ وشعارات حول حقوق الإنسان ودعم الحريات والديمقراطية.

الحضور الأوروبي في القمة التي بدأت أعملها الأحد، وتستمر ليومين وتهتم بملفات سياسية تتعلق بالدول العربية والأوروبية والإفريقية، ومن بينها قضايا الإرهاب العالمي والهجرة والتحديات الاقتصادية والوضع بالشرق الأوسط، كان لافتا بشكل واضح.

28 مسئولا أوروبيا من بينهم 20 رئيس وزراء ومستشاران (النمسا وألمانيا) ورئيس دولة رومانيا، شاركوا في القمة التي جاءت بعد أيام قليلة من قيام نظام السيسي بإعدام 9 مصريين، في قضية سياسية بامتياز، شابها العوار في كافة خطواتها وتفاصيلها، ليثبت لنا الغرب مرة اخرى أنه على استعداد لسحق كل ما يردده من شعارات ومبادئ زائفة، مقابل مصالحه.

السيسي مطمئن للغرب
إذا كان هناك رسالة يمكن أن نقرأها من بين سطور إعدام نظام السيسي لـ 9 مصريين، رغم مناشدات منظمات حقوقية له بإلغاء حكم الإعدام، واختيار توقيت قبل أيام من عقد القمة العربية الأوروبية، فإن هذه الرسالة هي أن السيسي واثق من أن إعدامه لعدد من الناس قريبا من موعد القمة لن ينجم عنه أي تداعيات، على الرغم من أن المحاكمات التي صدرت عنها أحكام الإعدام جائرة.

وعلى الرغم من تردي أوضاع حقوق الإنسان في مصر مؤخرا، إلا أن  زعماء الاتحاد الأوروبي يرون في نظام السيسي مصدرا نادرا للاستقرار في المنطقة، حتى لو كانت أفعاله هي التي تولد الأزمات على المدى البعيد.

الغرب يبحث عن مصالحه

مستوى الحضور الأوروبي لافتا في هذه القمة، وهو ما يعكس رغبة أوروبية بانفتاح أكبر على الدول العربية، وتعزيز العلاقات التجاريّة والأمنيّة، ووضع خطط لمواجهة القضايا التي تَهُم الجانبين وأبرزها الإرهاب والهجرة غير الشرعيّة.

إن حجم التجارة البينية بين أوروبا والمنطقة العربية يعادل حجم تجارة ثلاث دول مُجتمعة هي روسيا والصين والولايات المتحدة، ولهذا تحرِص الدول الأوروبية  على تعزيز هذا التعاون الاقتصادي مع حكام العرب في ظل الحروب التجاريّة التي يشنها الرئيس الأمريكي ترامب على أكثر من جبهة في العالم ومن ضمنها أُوروبا.

أيضا، تتصدر أجندة اللقاء قضية الهجرة. ورغم أن مصر لا تمثل في الوقت الحاضر نقطة عبور رئيسية، إلا أن المباحثات بدأت حول صفقة تلتزم القاهرة بموجبها بخفض أعداد المهاجرين مقابل بعض المنافع الاقتصادية، بما يعكس استعداد أوروبا للقبول باحتجاز المهاجرين في ظروف بالغة السوء، طالما أنهم يبقون بعيدين عن سواحلها.

كما تنشغل فرنسا، مزودة مصر الأكبر بالسلاح، بالتفكير بمصير مبيعاتها تلك، خاصة أن قضية حقوق الإنسان باتت تحتل موقعا متأخرا في أولويات الاتحاد الأوروبي. والسؤال المطروح الآن هو هل أوروبا مستعدة لمقايضة الاستثمار بالاستقرار في المنطقة العربيّة؟ على ما يبدو انها عازمة على ذلك.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.