أحدث الموضوعات
recent

مسلسل لعبة الحبار "Squid Game".. الحياة في ظل هيمنة الرأسمالية


Ali Iane

مسلسل لعبة الحبار نموذج للمجتمع في كوريا الجنوبية في ظل هيمنة الشركات الكبرى، بل هو نموذج لكل المجتمعات الخاضعة للنظام الرأسمالي، تلك المجتمعات أين تعيد الرأسمالية إنتاج ذاتها عن طريق الداروينية الاجتماعية، وهي ليست للتسلية الذاتية بالنسبة لأرباب المال كما صور ذلك مخرج لعبة الحبار، بل هي أسلوب التنظيم الصناعي للاقتصاد المعاصر. 

هذا هو شكل المجتمع بعد أفول شبح ماركس، غياب البديل العضوي للنظام الرأسمالي، بعد أن ولت الحرب الطبقية وتحولت إلى حرب الجميع ضد الجميع كما وصفها كريستوفر لاش. 


اقرأ أيضا: في ذكرى مولد النبي: محمد بن عبدالله.. نبي محاربة الفوارق الطبقية


لب المشروع النيوليبرالي مجتمعيا هو خلق المنافسة بين الكل لتراكم القلة رأس المال. نتعلم هذا في المدارس، التسباق نحو المركز الأول، التسباق نحو اقتناص الفرصة للظفر بحلم الترقي الطبقي المزعوم، نقاتل بعضنا في العمل من أجل تجنب برامج تخفيض العمالة. 

فعندما يتقاتل الفقراء مع الفقراء، سيجد الأغنياء أسبابا منطقية للابتهاج. فكلما توترت علاقاتهم، وكلما تفرقوا، وزادت الحماسة التي يستثمرونها في قتال خصومهم الضعفاء من الجيرة، وتضاءلت إمكانية توحدهم لمنع خطر الانتقام، سيحدث هروب جديد لرأس المال، وتسريح للعمال، وتدمير للارزاق. 

الحراس المسلحون في مسلسل لعبة الحبار هم المعلمون في المدارس، والقضاة في المحاكم، ولجان مراقبة العمل، ومسيرو ومدراء الشركات، ومراكز الشرطة، وخطباء المساجد والكنائس، ومدربو التنمية البشرية، ومثقفو السلطة وغيرهم من أدوات الهيمنة الرمزية والمادية.


اقرأ ايضا: النسوية في خدمة الرأسمالية ضد نضالات النساء الحقيقية.. ملالا يوسف نموذجا

مسلسل لعبة الحبار أحد أعظم المسلسلات التي تصف حالة المجتمعات نتيجة التنظيم الصناعي المحكم للاقتصاد الرأسمالي، لكن براعة الرأسمالية وقوة صمودها في مرونتها، في تحويلها لمسلسل ينتقدها لمسلسل يخدمها، تستفيد منه لتبيع منتجات أكثر، تحويله لمادة استعمالية يحقق القيمة، ولهذه الأسباب قال مرة الناقد الأدبي الأمريكي والمنظر السياسي الماركسي فريديرك جيمسون أن تخيل نهاية العالم أسهل بكثير من تخيل نهاية الرأسمالية.

زقاق النت

زقاق النت

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.