أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الجبهة التي فتحتها
روسيا ضد المقاتلين السوريين في جنوب البلاد سمحت لقوات نظام الأسد بالقيام بأول عملية
عسكرية له في الجنوب ومنذ عامين.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين
غربيين ومقاتلين في الجنوب قولهم إن الغارات الجوية الروسية حرفت ميزان الحرب. وتعلق
الصحيفة أن تنظيم “الدولة” ليس له حضور في الجنوب، خاصة وأن المبرر الرئيس للتدخل الروسي
نهاية سبتمبر كان توجيه ضربة للتنظيم الذي يسيطر على مناطق في شرق ووسط سوريا.
وعلى خلاف الجبهات الأخرى
في الحرب، فقد ظلت الجبهة الجنوبية متماسكة وتمثلها جماعات مقاتلة تابعة لـ”الجيش السوري
الحر” وتحكمها العلاقات القبلية ضمن تحالف عرف بـ”الجبهة الجنوبية”. وأصدرت هذه العام
الماضي بياناً أعربت فيه عن التزامها بالديمقراطية والتعددية وحماية الأقليات. وأشارت
دراسة لمركز كارنيغي إلى أن الجبهة الجنوبية “تمثل الأمل الأخير لسوريا”.
وتعمل “الجبهة الجنوبية”
مع غرفة العمليات العسكرية في عمان والتي يشرف عليها عسكريون من الأردن ومن الدول الغربية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي
غربي قوله: “كانت الغارات الجوية الروسية خفيفة في المائة يوم الأولى من الغارات”،
و”لكنهم في الأسابيع الأخيرة كثفوا من الغارات، ولا نعرف لماذا؟ وتبع هذا هجوم شنه
حزب الله والميليشيات الإيرانية”، وأضاف: “الجميع قلق على الجيش الحر، وهذا الأخير
متوجس، فلدى الروس قوة جوية ضاربة، وهو ما يثير مخاوف الأردنيين من موجة لاجئين جدد”.
ورفضت الحكومة الأردنية التعليق، إلا أن عدد اللاجئين العالقين على الحدود وينتظرون
التسجيل قد زاد من 5.070 نوفمبر إلى أكثر من 16.000 في الأسبوع الماضي.
ونقل التقرير عن عصام
الريس، المتحدث باسم “الجبهة الجنوبية” قوله إن القصف الروسي المكثف سمح للقوات السورية
بالسيطرة على أجزاء من بلدة الشيخ مسكين. وفي حالة خسارة هذه المنطقة الإستراتيجية
فسيتم قطع الاتصال بين مناطق المعارضة في الجنوب. أوضح: “نحن نتحدث عن 60 غارة في أقل
من 48 ساعة، ولا يوجد لدى النظام القدرة على شن هذا الكم من الغارات”.
وقال قيادي آخر إن خسارة
الشيخ مسكين ستنفع النظام بشكل كبير. وأفاد صهيب الذي يقود “كتيبة الفرقان” أن “الطيران
الروسي يلعب دوراً مهماً في دعم قوات النظام والميليشيات الشيعية”.
وكان “الجيش الحر” قد
سيطر على منطقة عمقها 30 ميلاً في الجنوب السوري. وفي العام الماضي توقع الغرب قيام
المقاتلين بالتقدم نحو العاصمة دمشق، وهو ما كان سيضغط على نظام بشار الأسد الموافقة
على تسوية سلمية.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال
علي شكري، المحلل والمساعد العسكري السابق للملك حسين: “لا أظن أن الروس سيسمحون للمعارضة
بالاقتراب من دمشق”، و”سيعملون ما في وسعهم لوقف تقدم المعارضة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق