السيسي يحدث برلمانه عن تطوير شبكة الطرق.. أثناء وفاة 7 أفراد من أسرة واحدة بالطريق الدائري





مصر تقود العالم في حوادث الطرق بـ ١٤ ألف ضحية و٦٠ ألف مصابًا سنويًا

كتب: عبدالرحمن كمال – بوابة يناير:

عدّد الرئيس عبد الفتاح السيسي الانجازات التي تمكن من تحقيقها خلال فترة حكمه، أثناء كلمته التي ألقاها أمس السبت، أمام أعضاء مجلس النواب خلال الجلسة العامة.

واستهل السيسي الحديث عن هذه الإنجازات بإستعراض ما حققه خلال فترة حكمه، بالحديث عن أسوأ قطاع في مصر.. قطاع النقل.

على الجانب الآخر، وأثناء حديث السيسي عن تطوير شبطة الطرق، كانت مصر على موعد مع مجموعة متفرقة من حوادث الطرق، بالإضافة إلى الكباري التي تنهار بعد أيام من إنشائها، ناهيك عن حوادث القطارات التي صارت عادة مصرية لا تنقطع!.

ففي أعلى الطريق الدائرى بالقاهرة الجديدة تسبب حادث تصادم بين سيارة ومقطورة نقل فى مصرع 7 أفراد من أسرة واحدة.

وفي نفس اليوم، تكرر الحادث بطريق الجيش عند الكيلو 70 حيث أصيب 17 قادمين من الغردقة وفي طريقهم إلى سوهاج في حادث انقلاب ميكروباص.

“مصر تقود العالم.. في حوادث الطرق”

ربما فات من كتب خطاب السيسي أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في حوادث الطرق، بنسبة ١٤ ألف ضحية سنويًا، و٦٠ ألف مصابًا.

السيسي قال نصا: ” في غضون العام ونصف العام استطعنا “بفضل الله” وبعزيمة المصريين أن نقطع خطوات واسعة يفخر بها الشعب على طريق إنجاز مشروعنا الوطنى فقد بدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى (5) آلاف كم”.

الأرقام تقول أن السيسي خصص موازنة غير مسبوقة فى تاريخ هيئة الطرق والكبارى، للعام المالى الجديد 2016/2015 بواقع 25 مليار جنيه، منها 2.3 مليار جنيه لمشروعات صيانة الطرق والكبارى.

لكن، في مصر التي انجز فيها السيسي شبكة طرق قومية كبيرة، تقع حالة وفاة كل نصف ساعة بسبب حوادث الطرق، ويبلغ عدد الوفيات الناجمة عنها 12 ألفًا، فيما بلغ عدد المصابين 40 ألفًا في نهاية عام 2012.
ويتراوح المعدل العالمي لقتلى حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة ما بين 10 و12، لكنه يصل في مصر إلى 25، أي ضعف المعدل العالمي، وأيضًا يبلغ عدد قتلى حوادث الطرق لكل 100 كم في مصر 131 قتيلاً، في حين أن المعدل العالمي يتراوح ما بين 4 و20 قتيلاً، أي أن المعدل في مصر يزيد على 30 ضعف المعدل العالمي.

وأيضًا فإن مؤشر قسوة الحادث يوضح أن مصر يحدث بها 22 قتيلاً لكل 100 مصاب، في حين أن المعدل العالمي 3 قتلى لكل 100 مصاب.

وتشير التقارير العالمية إلى أن هناك 22.4 ألف حادثة سيارات فى مصر كل عام والعدد قبل للزيادة، أي 35 حادثة لكل 100 ألف شخص، وأكثر حوادث الطرق خطورة فى مصر كانت فى منطقة قنا وشرق الدلتا وأسيوط.

ويُرجِعُ الخبراءُ ذلك إلى العنصر البشري الذي يرَوْنَ أنه يتحمل المسئوليةَ الأكبر، فضلاً عن التقصير الحكومي والتداخل في المسؤوليةِ بين مؤسساتِ الدولة.

والأغرب أن حوادث الطرقِ في مصر أعلى بكثير منها في دول أخرى شبكة طرقها أكثر سوءًا.

“وزارة النقل تحرج الرئيس”

اذا كان كاتب خطاب السيسي لا يقرأ، فهل لا يشاهد وسائل الإعلام المؤيدة له على الأقل؟ ألم يجتمع السيسي بوزرائه ليناقشهم في الانجازات التي سيعلنها في كلمته؟ ام انه يعتمد على الآلة الإعلامية التي ستهلل لخطابه دون تحليل محتواه؟

من المؤكد أن السيسي وكاتبه لا يعلمان ان المجلس القومي للسلامة علي الطرق الذي يضم ممثلي كافة الوزارات المعنية بالنقل بالإضافة إلي الإعلام، لم يجتمع منذ أكثر من 10 سنوات.

قال أحمد إبراهيم المتحدث باسم وزارة النقل، وقبل خطاب السيسي بأيام، في اتصال هاتفي مع برنامج “الحياة اليوم” المذاع على قناة “الحياة” أن مصر من أولى دول العالم في حوادث الطرق، وتكلف الدولة 17 مليار جنيه سنويا.

وأضاف أحمد إبراهيم،أن هناك الكثير من الطرق السيئة وفي المقابل هناك طرق تم إنشاؤها على المقاييس العالمية، أننا نحتاج 6 مليارات جنيه في العام لإجراء صيانة للطرق القديمة.

وزير النقل هو الآخر اعترف بفشله، وقال في مداخلة هاتفية مع برنامج “يوم بيوم” المذاع على قناة “النهار” انه غير قادر على منع الحوادث.. وكأنه أعفا نفسه من المسئولية بهذا الاعتراف.

“انهيار الكباري.. حدث ولا حرج”

في بداية الشهر الجاري، شهد كوبرى طريق جامعة سوهاج الجديدة، صباح الأربعاء، انهيارًا جزئيًا، بعد 7 أشهر من تشغيله.

الحادث تحول الى ما يشبه الظاهرة، فبين الفينة والأخرى نسمع عن كوبري انهار بعد ايام من تشغيله، وآخر انهار قبل تشغيله من الأساس.

كوبرى المنيل بالمنصورة الذي انهار جزء منه، كان في فترة الضمان وقت انهياره، لأنه لم يمر عليه 10 سنوات، منذ أن أنشأته شركة مختار إبراهيم في 2008، في حين كشف المهندس حسام إمام محافظ الدقهلية أن الكوبري المنهار صباح اليوم في طريق المنصورة جمصة الزراعي تم تسليمه منذ أقل من عام.

هيئة الطرق والكباري، التابعة لوزارة النقل، قالت أن 40% من كباري مصر في خطر جسيم، وأن هناك كباري لم يتم صيانتها منذ سنوات عديدة.. وبكره تشوفوا مصر.

لم نتطرق حتى الآن الى حوادث القطارات، التي كان اخرها حادث قطار بني سويف، ومن قبله حادث قطار العياط.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.