كارثة.. 4 جرائم قتل للأبناء في مصر خلال 60 يوما

طفلي الدقهلية مع والدهم


تعتبر الجريمة ظاهرة اجتماعية لا تخلو منها أي دولة، ولا يمكن حصرها في فئة بعينها أو وسط اجتماعي محدد، إلا أن بعض الجرائم عندما تحدث بكثرة يستوجب الانتباه والتوقف أمامها للوقوف على أسبابها ومواجهتها قبل ان تكون سببا في تدمير المجتمع ذاتيا وبالتالي انهياره وانهيار الدولة بأسرها.

في الأيام الأخيرة، شهدت مصر جرائم متعددة ترتبط في أغلبها في تفصيلة معينة، وهي أن الضحية هم الأبناء، والجاني هو الأب أو الأم، وهي جريمة تتنافى تماما مع الغريزة الإنسانية والفطرة التي خلق الله الناس عليها، فالمنطق والعقل والغريزة يقولون بإن الآباء والأمهات على استعداد لدفع حياتهم ثمنا من أجل أولادهم، لكن ما حدث في الفترة الأخيرة هو العكس تماما، فماذا جرى للمصريين؟ ولماذا يقتل الآباء والأمهات أولادهم؟

المنيا.. أحدث الجرائم

تأتي أحدث جرائم قتل الآباء والأمهات لأولادهم من شمال الصعيد، وتحديدا من محافظة المنيا، حيث قامت ربة منزل بإلقاء طفليها داخل ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بسبب خلافات مع زوجها.

تفاصيل الخبر تقول إن سيدة تدعى “الشيماء-ص-ع” 24 عاما ألقت طفليها “محمدر-ض” 5 سنوات، وهاني 6 أشهر، داخل ترعة البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسى بقرية صفط الخمار، وتم إنقاذ الطفل الأول “الرضيع” قبل غرقه، فيما انتشلت قوات الإنقاذ النهري شقيقه جثة هامدة.

التحريات الأولية كشفت أن هناك خلافات عائلية بين ربة منزل وزوجها ويدعى “رجب-ض” 33 عاما، وأنها دائمة الشكوى من معاملته السيئة، حيث يرفض أن تذهب لزيارة أسرتها.

الدقهلية.. جريمة مروعة
ومن شمال الصعيد إلى الدلتا، حيث كانت محافظة الدقهلية على موعد مع جريمة هزت مصر بأسرها، وانشغلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما ان الجريمة وقعت في أول أيام عيد الأضحى المبارك، عندما ذهب الطفلان ريان "5 سنوات" ومحمد "سنتين ونصف"، بصحبة والدهما محمود نظمي "33 سنة"، عقب اداء صلاة العيد، للاحتفال بالعيد داخل الملاهي، وبعد ساعات، توجه الأب إلى مركز الشرطة وأبلغ باختفائهما، قائلا إن أحد الأشخاص استوقفه داخل الملاهي وأقنعه بأنه زميل دراسة له ليلهيه عن الأطفال حتى جرت عملية الخطف"، وبعد مرور 18 ساعة من البحث، عثرت القوات على جثتي الطفلين طافيتين فوق المياه بترعة فارسكور، وانتشلت جثتي الطفلين وبالعرض على النيابة العامة قررت تشريحهما لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث، لتحديد مرتكبي الواقعة، وشيعت القرية جنازة الطفلين، وطالب الأهالي بإعدام خاطفيهما.

بعد يومين من البحث والفحص والتحري، ظهرت أدلة تشير إلى تورط الأب في الجريمة، واقتيد الأب إلى إلى مديرية أمن الدقهلية، وباستجواب الأب ومواجهته بالأدلة التي أكدت "كذب رواية خطف طفليه على يد سيدة منتقبة بعد تفريغ الكاميرات التي أكدت بأنه خرج بصحبة الأطفال في توقيت معاصر لاختفائهما، أيضا لم يحدد الأب من هو صديقه الذي كان يوقف معه أثناء واقعة الاختفاء، ولم يتلق الأب أي اتصالا هاتفيا يؤكد بأن هناك دوافع للخطف سواء مبالغ مالية أو خلافات مع أحد الأشخاص، وبعد مرور 18 ساعة عثر على جثتي الطفلين في ترعة فارسكور".

بمواجهة الأب بتلك الأدلة، اعترف بارتكابه واقعة القتل، وقال في محضر الشرطة إنه "قتل طفليه بسبب مروره بضائقة مالية، وإنه تخلص منهما بإلقائهما في النيل أمام الملاهي أحياء، وانتظر حتى تأكد من وفاتهما وذهب إلى القسم واختلق واقعة الخطف"، مبررا ما فعله بأنه "يريد أن يسبقاه للجنة".

المريوطية.. الجريمة اللغز

قبل حوالي شهر ونصف، كانت جريمة العثور على اطفال قتلى في منطقة المريوطية حديث الشارع المصري، وسط اتهامات وتمليحات إلى جريمة تجارة الأعضاء، قبل أن تقول أجهزة الأمن إن الجريمة سببها جنائي ولا علاقة لها بتجارة الأعضاء، وأن الجثث التي عثر عليها تم التخلص منها بمعرفة ام الأطفال.

وتعود تفاصيل الواقعة عندما عثر أهالي المريوطية، على مجموعة أكياس بلاستيكية خلال تجمع كلاب عليها بالمنطقة مع وجود روائح كريهة، وبتفتيش الأكياس عثروا على 3 أطفال في حالة تعفن، فأبلغوا الأجهزة الأمنية بالواقعة. وقادت كاميرات المراقبة إلى التوصل لسائق التوك توك المستخدم في نقل الجثث لموقع العثور عليها، وبمواجهته أكد أن مهمته كانت توصيل سيدتين إلى مكان إلقاء الجثث.

وتوصلت التحقيقات، إلى محل إقامة السيدتين التي أرشد عنهما سائق التوك توك، بأنهما في منطقة الطالبية، ومقيمتين بالطابق الرابع من عقار، ويعملان بأحد الفنادق، وتركتا الأطفال في الشقة، وعقب العودة، اكتشفوا وفاتهم نتيجة الاختناق، واشتعال النيران داخل إحدى غرف الشقة.

مذبحة بولاق.. جريمة في العيد

إذا كانت جريمة الدقهلية قد وقعت في اول أيام عيد الأضحى، فإن الأمر سبق حدوثه في عيد الفطر الماضي، في القضية التي عرفت باسم "مذبحة بولاق الدكرور" تقريبا بنفس التفاصيل، عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغًا من رب أسرة "نجل الفنان المرسي أبو العباس" يفيد بعثوره على جثث زوجته وأولاده بعد عودته من عمله، حيث اكتشف الجريمة إلى جانب اختفاء بعض المتعلقات من الشقة.

ورغم أقوال رب الأسرة في بلاغه، إلا أن التحقيقات والتحريات أثبتت كذبه، وبتضييق الخناق عليه، اعترف بارتكابه الجريمة، مرجعا ذلك إلى خسارته المادية وسوء حالته النفسية، قائلا: "خسرت جميع أموالي في البورصة بسبب الحالة الاقتصادية، ولم يتبق معي المال للإنفاق على أسرتي، وخشيت من إخبار زوجتي بما حدث، وخشيت عليهم من المصير المجهول والفقر، فقررت إنقاذهم من هذه الحياة ودبرت خطة لقتلهم دون أن يشعر بي أحد ولم أترك دليلا خلفيا يقود الشرطة للقبض عليّ".

وأضاف: "دبرت خطة لقتلهم وقت مباراة مصر وروسيا حتى يكون الجميع منشغلا بمشاهدة المباراة، وأثناء جلوسي مع زوجتي قتلتها خنقا، ثم دخلت إلى الغرفة وقتلت جنة بسلك التليفون، وشاهدتني حبيبة أثناء قتل شقيقتها فقامت بالصراخ وحاولت الهروب منى ولكن لاحقتها وقتلتها خنقا بالمخدة، ثم تركتهم وأسرعت إلى القهوة لمشاهدة المباراة حتى لا يشك بى أحد، وبعد انتهاء المباراة عدت إلى المنزل، وادعيت أننى فوجئت بوجودهم مقتولين داخل الشقة واستغثت بالأهالي وأبلغت قوات الشرطة".

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.