اعلن صندوق النقد الدولي عن قلقه حيال تدهور معدلات النمو في الاقتصاد
العالمي في العام المنصرم و تدنيه تحت المستوى الذي كان متوقعا بداية العام. حيث
بلغ النمو 3.4% بدلا من 3.7 . و تتوقع المنظمة نموا يبلغ 4% في العام الحالي 2015.
و لكن دعونا نفكر قليلا في ماذا يعني النمو و
لماذا كل هذا الحزن على انخفاض معدلاتها؟
تحكي رواية قديمة ان ملكا اراد ان يكافئ وزيره باي شئ يطلبه فينفذه له
فورا, و اذا بالوزير يطلب من الملك طلبا غريبا: قال الوزير للملك انا اريد كمية من
القمح بان تاخذ رقعة شطرنج و تضع على المربع الاول حبة قمح واحدة, ثم تضع على
المربع الثاني حبتين و هكذا تضاعف عدد حبات القمح على كل رقعة. غضب الملك كثيرا
على هذا الطلب المتواضع امام كرمه اللا محدود. و لكن الوزير اصر على انه لا يريد
اكثر من ذلك. طلب الملك من رجاله ان يحققوا له طلبه .. بعد عدد من الايام عاد الرجال
الى الملك و قالوا له .. لا يمكننا القيام بذلك .. لو جمعنا كل القمح الموجود في
العالم لا يفي بهذا الطلب.
العدد الكلي كان 18,446,744,073,709,551,615 حبة اي:
ثمانية عشر كوانتيليون و اربعمائة و اربعة و ستون كوادريليون و سبعمائة و
اربع و اربعون تريليون و ثلاثة و سبعون بليون و سبعمائة و تسع ملايين و خمسمائة و
واحد و مخمسون الف و ستمئة و خمسون. و هو ما يكفي لتغطية سطح اليابسة على الكوكب
بالقمح على ارتفاع 11 ملمتر.
هذا هو ما يعنيه مضاعفة الشئ بنسبة اسية ثابتة. اي انك اذا سرت 32 خطوة
فانك تقطع بضعة امتار اما اذا ضاعفت كل خطوة 32 مرة فانك ستقطع مسافة تصل بها الى
القمر و تعود الى الارض. النمو الثابت لاي شئ يترتب عليه نتائج هائلة لا يمكنك
توقعها و فهمها دون عمل حسابات رياضية.
الان ماذا يعني ان ينمو الاقتصاد بنسبة 4% هذا يعني التالي:
و هو اننا سنستهلك ضعف اجمالي ما نستهلكه الان خلال 18 سنة, حتى عام 2033.
و اربعة اضعاف ما نستهلكه حتى 2050 و ثمانية اضعاف حتى عام 2068... الخ . بعبارة
اخرى اننا سنستهلك ما كان سيستهلكه البشر الان اذا كان عددنا 28 مليار انسان بدلا
من 7. و بعمل حسابات بسيطة نستطيع الاستنتاج باننا بحاجة الى كوكبين اخرين للبقاء
على قيد الحياة حتى عام 2050.
ان من اكبر اشكال غباء هذه المنظومة هو سعيها الدائم الى النمو و التفاخر
بالنمو و الحزن على تردي النمو برغم ان هنالك حسابات رياضية بسيطة يستطيع تلاميذ
صغار القيام بها تؤكد على اننا لا نستطيع ان ننمو الى الابد. و اننا على مشارف
بلوغ حدودنا النهائية, و برغم ذلك يغمض جميع خبراء الاقتصاد عيونهم و يلهثون في
البحث عن وسائل لزيادة النمو و كانه ليس هنالك غد. و بالطبع فان سبب ذلك واضح و هو
ان المنظومة الاقتصادية ستنهار اذا توقف النمو .. اي اننا نضحي بكوكبنا لاجل بقاء
منظومتنا. برغم ان المنظومة ستنهار في نهاية المطاف باي حال عندما لا يكون هنالك
هواء نتنفسه و نقضي على الشجرة الاخيرة و السمكة الاخيرة و نستنفذ كل ما لدينا من
موارد
..
لاجل معرفة المزيد حول كيفية اقامة منظومة اجتماعية مستدامة نرجو ان
تتعمقوا في طروحات الاقتصاد القائم على الموارد الذي تتبناه حركة زايتجايست و
مشروع فينوس.
شاهد على الرابط المحاضرة الرائعة للدكتور البيرت لمعرفة المزيد عن الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق