التكنولوجيا المدمرة.. مرة أخرى!


>> الصحف العالمية اهتمت باستخدام أمريكا للطائرات بدون طيار كأداة للحرب، بعد إعلان  أوباما مقتل رهينتين أحدهما أمريكى والآخر إيطالى فى قصف بهذه الطائرات

>> ما دعا تلك الصحف لجعل الموضوع هو عنوانها الرئيسى هو أن اللذين قُتلا أمريكى وإيطالى! هنا فقط صار الموضوع يستحق اعتذارا من الرئيس الأمريكى وصار يستحق مراجعة شاملة للبرنامج ويطرح أسئلة حول زعم الإدارة بدقة التصويب

>> أما المدنيون الآخرون من جنسيات الدول التى تقصفها الولايات المتحدة فلا يستحقون اعتذارا بل ترفض إدارة أوباما الإفصاح عن أعدادهم!

منار الشوربجي - المصري اليوم:
منار الشوربجي
حين كتبت مقال الأسبوع الماضى عن الطائرات بدون طيار، لم يكن فى نيتى العودة للكتابة فيه مجددا. فالموضوع ليس جديدا، وكان هدفى فقط التنبيه لخطورة تلك الطائرات كأداة للحرب ليس فقط على حياة البشر وسيادة الدول، وإنما لتغييرها لمفهوم الحرب أصلا.
لكن بعد نشر المقال الأربعاء الماضى، فوجئت، الخميس، بأنه صار موضوع الساعة حتى إنه تصدر العناوين الرئيسية فى الصحف الأمريكية الكبرى من الواشنطن بوست والنيويورك تايمز للكريستيان ساينس مونيتور!

وما دفع تلك الصحف لأن تجعل عنوانها الرئيسى هو استخدام أمريكا لتلك الطائرات كأداة للحرب، كان أن أوباما أعلن أن اثنين من الرهائن المدنيين، أحدهما أمريكى والآخر إيطالى، قتلا فى قصف بهذه الطائرات، فى يناير الماضى، لمبنى قالت الولايات المتحدة إن تنظيم القاعدة كان يستخدمه. وقد قدم الرئيس الأمريكى اعتذاره عن مقتلهما وأعلن عن أنه أمر بمراجعة شاملة لمعايير برنامج القصف الجوى بتلك الطائرات. وبعد ساعات، اعترف المتحدث باسم البيت الأبيض بأن المستهدف كان المبنى لا أشخاصا بأعينهم وأنه تم بعد «مئات الساعات من المراقبة الجوية» اعتقدوا معها أن فى المبنى وقت قصفه أربعة أشخاص فقط ولم يعلموا أبدا أن الرهينتين كانا بداخله، إلا بعد أن تم رصد ست جثث. وقد استدعى الإعلان عن مقتل الرهينتين تساؤلات فى الصحف الأمريكية عن مدى صحة ما تزعمه الإدارة من «دقة» تلك الضربات.

وقد تم الكشف فى اليوم نفسه عن أن اثنين من الأمريكيين، ينتميان للقاعدة، قتلا «بالصدفة»، فى قصف آخر بالطائرات نفسها فى الشهر ذاته. وأنهما لم يكونا هدفا لذلك القصف، الذى استهدف هو الآخر مبنى باعتباره من تلك التى يستخدمها القاعدة. مما جعل الصحف تطرح تساؤلات حول دستورية استهداف أصحاب الجنسية الأمريكية لأن الدستور الأمريكى «يحظر حرمان المواطنين من الحياة والحرية دون اتباع الإجراءات القانونية»، على حد تعبير الكريستيان ساينس مونيتور.

بعبارة أخرى، فإن ما دعا تلك الصحف لجعل الموضوع هو عنوانها الرئيسى هو أن اللذين قُتلا أمريكى.. وإيطالى! هنا فقط صار الموضوع يستحق اعتذارا من الرئيس الأمريكى وصار يستحق مراجعة شاملة للبرنامج ويطرح أسئلة حول زعم الإدارة بدقة التصويب. أما المدنيون الآخرون من جنسيات الدول التى تقصفها الولايات المتحدة فلا يستحقون اعتذارا بل ترفض إدارة أوباما الإفصاح عن أعدادهم! وما زعمته الكريستيان ساينس مونيتور حول حظر الدستور الأمريكى حرمان «المواطنين» الأمريكيين من الحياة والحرية ليس صحيحا.

فالنص الذى تشير إليه الصحيفة هو نص التعديل الخامس للدستور الأمريكى والذى يحظر حرمان أى «شخص» وليس أى «مواطن» من الحياة والحرية، وهو ما يجعل الحظر ينطبق على المدنيين فى كل مكان لا فقط أصحاب الجنسية الأمريكية.

لكن موقف الولايات المتحدة وصحفها ليس هو ما دعانى للعودة للكتابة فى الموضوع. فهناك خبر آخر نشر صباح الخميس يلقى أضواء أكثر بكثير على خطورة تلك الطائرات. فقد تم العثور على طائرة بدون طيار تحمل بعض المواد المشعة على سطح مبنى المكتب الرسمى لرئيس الوزراء اليابانى الذى لم يكن موجودا فى مكتبه وقتها. ولم يعرف اليابانيون الجهة المسؤولة عن تلك الطائرة. فى اليوم التالى، تم الإعلان عن أن تحقيقا تجريه الحكومة اليابانية فى الأمر. أظن أن هذا الخبر أهم ألف مرة فى توضيح خطورة تلك التكنولوجيا من خبر اعتذار أمريكى.. للأمريكان!

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.