بروفايل| أبوبكر البغدادي كما لم تعرفه من قبل


أبو بكر البغدادي ليس شخصا مغمورا، فقد خبر مدرسة الصوفية والإخوان وكان جهادياً قبل سقوط بغداد أصلا.

أبو بكر البغدادي صاحب “كازيزما” مُلفتة ويتكلم بفصاحة وهدوء مُلفت.

البغدادي عُرف بصلابته في مجال الدعوة منذ أيام البعث في العراق وشخصيته هذه قد أهلته لأن يكون مسؤولا شرعيا ثم تدرج تبعاً إلى أن وصل للقيادة.

البغدادي لم يصل للقيادة بصورة مفاجئة أو في عتمة الظلام، حسب ما ذهب إليه بعض الصحفيين، بل تدرج في مناصب عديدة إلى أن وصل للقيادة وهذا أمر معروف

البغدادي جرَب العمل مع التشكيلات الجهادية منذ سقوط بغداد سنة 2003م وليس كما أوردت بعض التقارير من أنه كان بعيداً عن الساحة.

البغدادي كان من جيش أهل السنة والجماعة ثم أصبح مسؤولا شرعيا في دولة العراق ثم مسؤول البريد ثم مسؤول الهيئات الشرعية ثم أمير الدولة فيما بعد.

البغدادي طلب العلم على يد شيوخ من مشارب كثيرة، وكان هذا سبباً في تكوين شخصيته كما إنه طلب العلم على يد أبو عبد الله المنصور أمير جيش المجاهدين.

البغدادي كان قبل سقوط بغداد ذو توجه إسلامي لا ينكره أي أحد، فضلاً عن كونه خطيبا في أحد مساجد بغداد.

عمل البغدادي في صفوف “أنصار التوحيد” أحد تشكيلات جيش المجاهدين، حيث كان زوج أخت البغدادي أمير هذا الفصيل.

دخل البغدادي إلى السجن في سنة 2004م، وسجن في بوكا في البصرة جنوب العراق، وكان دخوله للسجن محطة مهمة في حياته رسمت مستقبله فيما بعد.

كايزما البغدادي جعلته مؤهل لان يكون شخص ذو أهمية داخل السجن فقد كان الطرف الذي يحل النزاعات بين المتخاصمين كما كان يؤمهم في الصلاة.

شخصية البغدادي جعلته مؤهلاً لأن يوجد نوع من الترابط بين الضباط العسكر وبين القادة الشرعيين في القاعدة خصوصا بعد توبة هؤلاء الضباط من البعث.

استطاع البغدادي خلال فترة سجنه إيجاد نوع وثيق من الترابط بين الضباط التائبين والشرعيين في تنظيم القاعدة وقد أسهم هذا كثيرا في بناء الدولة.

خرج البغدادي من السجن وأعلن البيعة وأصبح أحد الشرعيين، ثم أخذ يتدرج في المناصب بعدها، ثم أصبح مسؤول البريد متنقلاً بين المناطق.

وفي دولة العراق، أصبح البغدادي مسؤول الهيئات الشرعية وكان البغدادي على علاقة طيبة مع قادة جيش المجاهدين، سيما في الكرمة.

كانت علاقة البغدادي ببعض قادة جيش المجاهدين طيبة، وذلك لأنه كان في صفوف الجيش وقربه منه.

الفترة التي قضاها البغدادي في سجن بوكا، جعلت أغلب القادة في القاعدة تميل إلى شخصيته.

بعد مقتل أبو عمر البغدادي، أمير دولة العراق، وأبو حمزة المهاجر وزير الحرب في الحادثة المعروفة اجتمع مجلس شورى دولة العراق لاختيار قائد جديد.
جاء قرار مجلس شورى دولة العراق باختيار أبو بكر البغدادي بالأغلبية، حيث اختاره 9 أعضاء من بين 11 عضو في مجلس الشورى، كما تم اختيار وزير الحرب.

اختير أبو بكر البغدادي أميراً لدولة العراق واختيار رفيقه الناصر لدين الله أبو سليمان وزيراً للحرب، وهو والي الانبار أبو إبراهيم نعمان.

كان لصعود أبو بكر وأبو إبراهيم وأبو حيدرة وحذيفة وغيرهم أثر كبير في رسم خارطة الأحداث فيما بعد، وكانت فترة الصحراء من أشد الفترات على تنظيم الدولة.

قتل أبو إبراهيم نعمان الزيدي وزير الحرب، وكان موته انتهاء لمرحلة “وزير الحرب” وبناء لمرحلة إنشاء المجلس العسكري لدولة العراق.

استطاع البغدادي الجمع بين ميزات القادة الضباط التائبين وبين قادة القاعدة في عملية مزج استفاد منها للتوسيع من قدرات دولة العراق.

ومن هؤلاء الأنصاري والبيلاوي والسويداوي والعلواني والتركماني والجبوري والعامري كقادة عسكر والطالباني والمصري والعاني كشرعيين، فضلاً عن الانباري أبو علي والانباري أبو نبيل وأبو فاطمة والعسافي وغيرهم، مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، وكان هذا الدمج مقدمة لمرحلة جديدة.

كان تأسيس المجلس العسكري لدولة العراق وبقيادة أبو بكر الأنصاري، المعروف بحجي بكر، أثر كبير في اتساع رقعة العمليات في العراق والشام فيما بعد.

وكان للصحراء دور في صقل قادة ومقاتلي دولة العراق، ورغم أن الشدة كانت قاسية في أيام الصحراء، غير أن البغدادي أوعز بإرسال مساندة للشام فكانت النصرة.

كان للمجلس العسكري في دولة العراق الدور الأكبر في إنشاء النصرة، وكان للحجي بكر الأثر الأكبر، ثم تمددت الدولة للشام وقتل بعدها الحجي بكر.

بعد مقتل حجي بكر، كان للبغدادي جناحان جناح في العراق بقيادة التركماني وجناح في الشام بقيادة الانباري، وكان البيلاوي منسقا بين الولايات.

تم الإعداد للدخول للموصل، وكان الأمر بتخطيط البيلاوي ودخلت الدولة للموصل وسيطرت عليها ثم أعلنت الخلافة بعد مدة يسيرة.

بعد مقتل البيلاوي، حل محله السويداوي واستمر عمل التركماني والانباري وبعدها قتل العلواني، ثم السويداوي والتركماني، ثم الانباري ابو نبيل.

وبعد مقتل هؤلاء جميعاً، أصبح الانباري ابو علي الرجل الثاني وأصبح أبو عمر الحديثي رئيس لهيئة الأركان خلفاً للعلواني وأصبح الجبوري خلفاً للتركماني.

وبعد مقتل هؤلاء القادة، أصبحت الدائرة المقربة للبغدادي هي العدناني والانباري والحديثي والجبوري والعبيدي، كما يُعد أبو همام تركي البنعلي من أبرز الشرعيين في الدولة، سيما بعد عثمان ال نازح وأبو بكر القحطاني وغيرهم من القادة.

كما إن السجون تزدحم بقيادات من الصف الأول للدولة، سيما الملا أبو الحارث الجبوري و أبو زيد المشهداني وأبو صهيب الشرعي وغيرهم.

البغدادي يُكفر حزب البعث ولا علاقة له به، وليس كما يروج البعض إلى أنه يقرب البعثيين فلا يتم قبول شخص إلا بعد البراءة من حزب البعث.

بل إن البغدادي سعى إلى إنهاء وجود البعث كما حصل بعد السيطرة على صلاح الدين على يد أبو نبيل الانباري، وكما حصل في مناطق شرق ديالى.

كما إنه أنهى تواجد النقشبندية في الموصل، وقد حصل هذا على يد أبو بكر الخاتوني، سيما بعد سعي البعث لمسك زمام المبادرة.

ولا علاقة للبغدادي بحزب البعث وعزة الدوري ويتضح ذلك من الأحداث ومن خطاب الدوري الذي شنع الدولة ومن بيانات جيش رجال الطريقة النقشبندية.


البغدادي نقل الصراع من مرحلة النكاية والتربص إلى مرحلة التمكين والغلبة.

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.