هل بدأ عباس كامل خطة شق الصف الصحفي؟

عباس كامل

كتب: عبدالرحمن كمال - بوابة يناير:
منذ استفتاء 19 مارس 2011، وهناك خطة محكمة في التصدي للثورة معروفة: “فرق تسد” ساعد فيها طمع وجشع البعض، وعجز وقلة حيلة البعض الآخر، وحسن تنظيم أتباع مبارك صفوفهم بشكل ملفت.
الآن، وبعد الهبّة التي شهدتها مصر مؤخرا، متمثلة في انتفاضة الصحفيين ضد جريمة اقتحام قوات الأمن لمقر النقابة واعتقال الزميلين عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير ومحمود السقا الصحفي بالبوابة، عادت ريما إلى عادتها القديمة.
بنفس الآلية وعلى نفس الطريقة، وبمساعدة الأذرع الإعلامية التي تنتشر في كافة المؤسسات الصحفية، يحاول عباس كامل الآمر الناهي لهذه الأذرع، ومدير مكتب السيسي تكرار الخطة القديمة، لشق الصف الصحفي الذي توحد بشكل مذهل، متجاوزاً كافة الحجج التي وضعها العسكر من قبل لتدمير الثورة عبر بث الفتن والفرقة بين أبنائها.
وحدة الصحفيين.. نور في نفق
للمرة الأولى منذ تاريخ الاستفتاء المشئوم، تتخطى فئة مهمة من الشعب المصري كل الخلافات والمشاحنات بشكل أعجز نظام السيسي وأذهله، وهو ما حدث بعد فضيحة اقتحام مقر النقابة.
الجريمة التي ارتكبها أتباع السيسي في الداخلية وحدت الصف الصحفي بشكل يصعب تصديقه، وأثبت أن الاختلاف في الرؤى والأفكار السياسية لا يعنى القبول بقمع الحريات، كما أرجعت هذه الجريمة الجماعة الصحفية إلى حقيقة دورها المنوط بها في المجتمع، الدفاع عن الحرية ضد النظام المستبد.
اعتقد السيسي ووزير داخليته أن جريمة اقتحام مقر النقابة ستمر مرور الكرام، وأن الأمر في أسوأ الأحوال لن يتخطى هوجة أو زوبعة ستنتهي سريعا، كما راهن على أذرع عباس كامل الإعلامية ودورها في شق الصف الصحفي، وتشتيت القضية اساسية وسط معارك جانبية، لكنهما لم يتوقعا أن تقف الجماعة الصحفية على قدم وساق في صف واحد ضد جريمة الداخلية.
جبهة “ترضيخ” المسار
لم يتوقع السيسي ورجله عباس كامل أن تفشل أذرعه الإعلامية في تشتيت الصحفيين بالمعارك الجانبية للتخلي عن قضيتهم الأم والأهم، فما كان من عباس كامل إلا أنه أصدر أوامره لرجاله بأن انهضوا “واعملوا بلقمتكم”.
“جبهة تصحيح المسار”.. هو الاسم الخائب الذي اختاره عباس كامل لرجاله، والتي أعلنت عن تنظيمها مؤتمرا يوم الأحد داخل القاعة الرئيسية بجريدة الأهرام القومية.
وقالت “الجبهة” في بيان نشرته على صفحتها إنهم يرفضون قرارات مجلس نقابة الصحفيين ويطالبون بسحب الثقة من مجلس النقابة وإجراء انتخابات جديدة معتبرين المجلس والنقيب غير مؤتمنين على وحدة النقابة.
إن أردنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، فعلينا أن نطلق على الجبهة اسم “ترضيخ” المسار، نسبة إلى الرضوخ والتبعية، نظرا للدور الذي تحاول أن تلعبه لشق الصف الصحفي وضربة الوحدة الصحفية في مقتل، عبر التحجج بالدفاع عن أمن مصر ورئيس مصر الذي حمى البلاد والعباد.
شباب الصحفيين يجهضون خطة عباس
من أهم مزايا شباب الثورة أنهم قادرون على التصدي لمخططات إجهاض ثروتهم، لاسيما أنهم اكتسبوا خبرات جيدة من كوراث الأعوام الماضية، وهو ما يتضح في طريقة فضح زبانية جبهة عباس كامب لتدمير الوحدة الصحفية.
فقد أعلن صحفيون ومصورون، رفضهم تغطية مؤتمر ما تسمى “جبهة تصحيح المسار”، في حملة انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء نص تدوينة الرفض: “أعلن أن (صحفي/ة)، رفضي تغطية مؤتمر جبهة تصحيح المسار (جبهة صحفيين أمن الدولة)، وأدعو كل الزملاء، لمقاطعة المؤتمر، حيث أنه سيكون الخنجر الذي يضرب انتفاضة الصحفيين في ظهرها”.
فهل سينجح عباس كامل في خطته؟ أم هل سيحسم الصحفيين هذه الجولة لصالحهم، في إطار حربهم من أجل نيل حريتهم؟ هذا ما ستكفشه لنا الأيام المقبلة.


زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.