تعقيبا على الخبر الذي انفرد به مدى مصر، حول نية النظام إنشاء ما يسمى بـ «المجلس الأعلى لحماية الدستور»، تكون له صلاحيات واسعة في الحفاظ على «هوية الدولة» وحماية الأمن القومي للبلاد في حالة تولي قيادة سياسية جديدة. وأن نصّ المادة المقترحة يتضمن تعيين عبد الفتاح السيسي رئيسًا لهذا المجلس مدى الحياة، سواء كان في السلطة أو تركها.. هناك نقطتان يجدر التنبه لهما:
1- السيسي لم يقم بانقلاب عسكري دموي، قتل الآلاف وعذب وأصاب واعتقل ونفى مئات الآلاف، وهجّر أهالي العريش ورفح والشيخ زويد، وفرط في أرض مصر وسيادتها (تيران وصنافير وخليج العقبة) لصالح العدو الصهيوني، وفرط في نهر النيل لأثيوبيا، ويتبنى الحل الصهيوني للقضية الفلطسينية، وباع الاقتصاد المصري بأرخص ثمن لصالح منظومة النهب الدولي (صندوق النقد - البنك الدولي) أهم ادوات النظام العالمي لسلب ونهب مقدرات وثروات العالم بأسره، وربط امن وقرار مصر بكلمة من المجرم نتنياهو، وأهدر حقوق مصر في غاز شرق المتوسط (سبب كل الخراب الحاصل في المنطقة) ويصر على مواصلة التفريط في سيادة مصر حدودها البحرية
الرجل فعل كل ذلك، ومستعد للمضي قدما فيما هو أبعد، فهل فعل كل ذلك من أجل تسليم السلطة في يوم من الأيام؟ يعني "هو يعكر وغيره يصيد" كما يقول المثل الشعبي؟
هل انقلب وقتل واعتقل وفرط وباع من أجل الحفاظ على مسار ديموقراطي -كما اعتقد التيار المدني الساذج في 30 يونيو-؟
هل ارتكب كل هذه الجرائم من أجل السماح لغيره بالجلوس على الكرسي؟ إذا كان الرجل قالها بـ"عضمة لسانه" أيام ترشح سامي عنان، قال: "مش هاسمح لحد يقرب من الكرسي" حتى لو كان من داخل المؤسسة العسكرية نفسها،حتى لو كان من المقربين جدا من البنتاجون وأمريكا والمخلصين هما كما هو حال عنان
من يعتقد بذلك، هو أكثر سذاجة من مرسي حينما قال لكل من حذره من الانقلاب : "السيسي في جيبي" وأكثر سذاجة من متظاهري 30 يونيو الذي ظنوا ان السيسي سيطيح بالإخوان وينصبهم مكانهم
كذلك، لا يذكر التاريخ أن جنرال عسكري انقلب على رئيس -مدني او عسكري أيضا- وفكر في تسليم السلطة.. وحالة انقلاب الخائن المجرم #بينوشيه على المناضل العظيم #سلفادور الليندي في #شيلي شبيه نوعا ما بالحالة المصرية، بينوشيه لم يترك الحكم إلا بعد حوالي 17 عاما من انقلابه (ملابسات وأسباب سقوط نظام أوغستو بينوشيه يصعب حدوثها في مصر)
2- لكن، ولأننا اعتدنا دوما على التفكير في كل الاحتمالات حتى أضعفها، وحتى ذلك الاحتمال شبه الميت، الذي يستحيل تقريبا حدوثه، وفي حالتنا هذه، الاحتمال شبه الميت والذي يستحيل حدوثه هو ان يترك السيسي السلطة -نقول ونؤكد انه احتمال شبه ميت ويستحيل حدوثه.. لكنه يبقى احتمالا- فماذا لو أُجبر السيسي على مغادرة منصبه، مدفوعا بتغيير الظروف الخارجية مثلا، وأهمها بالقطع الفشل المتوقع لـ صفقة القرن، وما سيتبع ذلك الفشل من رحيل نتيناهو -أهم داعمي السيسي وكارته الرابح الوحيد خارجيا- وهو الرحيل الذي يقترب بشدة خاصة بعد ورطة غزة الأخيرة، فهل سيرحل السيسي مضطرا ويترك المنصب؟
هذا السؤال يدور في بالنا منذ فترة، لكن لأن احتمال حدوثه شبه منعدم، لم نفكر في الكتابة عنه، لكن خبر مدى مصر جعلنا نعيد التفكير ويشجعنا على الكتابة في هذا الأمر.
كنا نرى أن السيسي إذا أجبر على الرحيل، فإن هناك إشكاليتين ستظهران وقتها، الأولى حول من يخلف السيسي؟، والثانية أين سيذهب السيسي؟
خبر مدى مصر أجاب عن السؤال الثاني، وذلك عبر إنشاء «المجلس الأعلى لحماية الدستور»، تكون له صلاحيات واسعة في الحفاظ على «هوية الدولة» وحماية الأمن القومي للبلاد في حالة تولي قيادة سياسية جديدة، مع تعيين عبد الفتاح السيسي رئيسًا لهذا المجلس مدى الحياة، سواء كان في السلطة أو تركها.
لكن الخبر لم يتطرق إلى الإجابة عن السؤال الأول.. من سيخلف السيسي في كرسي الرئاسة؟
الإجابة ببساطة -وفقا لما نعتقد- ان الذي سيخلف السيسي في منصب الرئاسة -في حال إجباره على الرحيل- هورجله المقرب.. عباس كامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق