وصل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأحد، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، فى مستهل زيارة مشتركة مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
زيارة شيخ الأزهر تأتي استجابة لدعوة رسمية تلقاها من محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبى، سلمها إلى فضيلته عبد الله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولى الإماراتى، خلال لقائه بمقر مشيخة الأزهر ديسمبر الماضى.
وتحتضن الإمارات شيخ الأزهر منذ مدة، ويلقى من حكامها حفاوة كبرى، وهو ما أثار العديد من التساؤلات، لاسيما في بعض الأوقات التي شهدت شد وجذب في العلاقة النظام وشيخ الأزهر، ومع كل احتكاك، يثير البعض السؤال: لماذا لا يطيح السيسي بشيخ الأزهر؟ مثلما فعلها مع وزير دفاعه صدقي صبحي ورئيس الأركان محمود حجازي؟
الإمارات تحمي الطيب
كلمة السر كانت في كل مرة هي الإمارات، التي تحتفي بشيخ الأزهر وتوفر له ضمانات ودعما تحميه من أي محاولة لعزله، وهو ما يفسر عدم قدرة السيسي على المساس به، في ظل حرصه على عدم إزعاج أو عصيان كفيله الإماراتي الذي كان رأس حربة في التخطيط وتمويل الانقلاب.
حماية الإمارات لشيخ الأزهر فسرها البعض بأنها ربما تكون محاولة من الإمارات لتأسيس ظهير ديني لسياساتها، على طريقة السلفية الوهابية في السعودية، أو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (المحسوب على قطر)، ولعل ذلك كان السر وراء إطلاق الإمارات ما يعرف بـ"مجلس حكماء المسلمين"، ككيان موازي لاتحاد العلماء المسلمين، ونصبت على رأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب.
وتعد الإمارات من أهم داعمي شيخ الأزهر، بعد أن وجدت فيه ضالتها، فمنصب الرجل يحظى باحترام عالمي وتقدير في كافة دول العالم العربي والإسلامي، كما أنه سيكون من المفيد لها في إطار سعيها لتدشين كيان ديني يؤازر سياساتها. كما استفاد شيخ الأزهر أيضا من هذا الدعم، بأن ضمن له الحماية من انقلاب السيسي عليه كما حصل مع كل أركان مشهد 30 يونيو. أيضا تثني الإمارات دائما على دور الأزهر وتراه نموذجا للوسطية وأهم أسلحة مواجهة الفكر المتطرف، وهو ما يتناقض تماما مع رؤية السيسي وإعلامه للأزهر وشيخه حاليا. ويكفي الإشارة إلى أن السيسي أمر كل وسائل الإعلام بتجاهل نشاط شيخ الأزهر وعدم نشر مقالاته، كما لم تهتم الصحف المصرية بخبر وصوله إلى الإمارات ولم تهتم أيضا باحتفالية الإمارات، ويمكن أن نستثني من ذلك بعض المواقع والصحف التي تحصل على تمويل من أبو ظبي.
السفر بإذن السيسي
في منتصف يناير الماضي، أصدر السيسي قرارا، غير مسبوق، يحظر سفر رئيس الوزراء ونوابه، ورؤساء الهيئات المستقلة، والأجهزة الرقابية والأمنية، وكبار العاملين بالدولة، في مهام رسمية أو لأعمال تتعلق بالوظيفة، إلا بإذنه.
وضم القرار إليه كل من يشغل وظيفة بدرجة رئيس مجلس الوزراء، منصب (شيخ الأزهر) تحديدا، أو نائب رئيس الوزراء، على الرغم من أن منصب شيخ الأزهر لا يخضع للحكومة ولا الرئاسة، وهو ما وصفه العديد من الكتاب والمحللين والنشطاء بأنه تسلط وتجاوز على منصب شيخ الأزهر ومكانته بإجباره على الحصول على “الإذن” من السيسي للسفر لنشر العلم والدين وحضور المؤتمرات.
وإذا كان شيخ الأزهر ممنوع من السفر إلا بإذن من السيسي، فكيف سافر إلى الإمارات؟
إذن أم أمر؟
بعض وسائل الإعلام نقلت عن مصادر دبلوماسية - لم تسمها - أن الأيام القليلة الماضية شهدت توترا بيت الإمارات والسيسي، على خلفية رفض الأخير سفر شيخ الأزهر إلى الإمارات التي وجهت له دعوة رسمية، اتساقا مع القانون الذي أصدره السيسي الشهر الماضي.
وبحسب العديد من وسائل الإعلام، فإن ثمة أزمة وقعت بين أبو ظبي، وتحديدا بين محمد بن زايد، وبين السيسي، بسبب تجاهل السيسي طلب مشيخة الأزهر بالموافقة على سفر الدكتور أحمد الطيب إلى الإمارات لحضور احتفالية "الإخوة الإنسانية" مع بابا الفاتيكان. وأثار موقف السيسي سخطا إماراتيا، جعلها تلوح باحتمال وقوع عواقب سيئة لنظام السيسي في حال رفض سفر شيخ الأزهر إلى أبو ظبي، وفقا لهذه الوسائل الإعلامية.
وزعمت هذه الوسائل أن السيسي اضطر في النهاية إلى الموافقة على سفر شيخ الأزهر، منعا لإفشال الاحتفال الذي تعول عليه الإمارات كثيرا، بالإضافة إلى الاستفادة من المكانة التي يتمتع بها شيخ الأزهر عالميا. لكن تبقى العلاقة المتوترة بين شيخ الأزهر والسيسي تلقي بظلالها على علاقة السيسي بالإمارات، في ظل رفض السيسي لدور الأزهر ورسالته.
السفر بإذن السيسي
في منتصف يناير الماضي، أصدر السيسي قرارا، غير مسبوق، يحظر سفر رئيس الوزراء ونوابه، ورؤساء الهيئات المستقلة، والأجهزة الرقابية والأمنية، وكبار العاملين بالدولة، في مهام رسمية أو لأعمال تتعلق بالوظيفة، إلا بإذنه.
وضم القرار إليه كل من يشغل وظيفة بدرجة رئيس مجلس الوزراء، منصب (شيخ الأزهر) تحديدا، أو نائب رئيس الوزراء، على الرغم من أن منصب شيخ الأزهر لا يخضع للحكومة ولا الرئاسة، وهو ما وصفه العديد من الكتاب والمحللين والنشطاء بأنه تسلط وتجاوز على منصب شيخ الأزهر ومكانته بإجباره على الحصول على “الإذن” من السيسي للسفر لنشر العلم والدين وحضور المؤتمرات.
وإذا كان شيخ الأزهر ممنوع من السفر إلا بإذن من السيسي، فكيف سافر إلى الإمارات؟
إذن أم أمر؟
بعض وسائل الإعلام نقلت عن مصادر دبلوماسية - لم تسمها - أن الأيام القليلة الماضية شهدت توترا بيت الإمارات والسيسي، على خلفية رفض الأخير سفر شيخ الأزهر إلى الإمارات التي وجهت له دعوة رسمية، اتساقا مع القانون الذي أصدره السيسي الشهر الماضي.
وبحسب العديد من وسائل الإعلام، فإن ثمة أزمة وقعت بين أبو ظبي، وتحديدا بين محمد بن زايد، وبين السيسي، بسبب تجاهل السيسي طلب مشيخة الأزهر بالموافقة على سفر الدكتور أحمد الطيب إلى الإمارات لحضور احتفالية "الإخوة الإنسانية" مع بابا الفاتيكان. وأثار موقف السيسي سخطا إماراتيا، جعلها تلوح باحتمال وقوع عواقب سيئة لنظام السيسي في حال رفض سفر شيخ الأزهر إلى أبو ظبي، وفقا لهذه الوسائل الإعلامية.
وزعمت هذه الوسائل أن السيسي اضطر في النهاية إلى الموافقة على سفر شيخ الأزهر، منعا لإفشال الاحتفال الذي تعول عليه الإمارات كثيرا، بالإضافة إلى الاستفادة من المكانة التي يتمتع بها شيخ الأزهر عالميا. لكن تبقى العلاقة المتوترة بين شيخ الأزهر والسيسي تلقي بظلالها على علاقة السيسي بالإمارات، في ظل رفض السيسي لدور الأزهر ورسالته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق