ملأ اعلام الانقلاب الدنيا ضجيجا فى اليومين الأخيرين بالحديث عن سائق
التاكسى الذى قتل فى المنصورة، وتبارى سحرة فرعون فى الدفاع عن الشهيد البطل الذى
اقتحم مسيرة "الارهابيين" الرافضين للانقلاب؟!
القصة تعود إلى مساء الاثنين الماضى، حينما اقتحمت سيارة تاكسي مسيرة مؤيدة
للشرعية ورافضة للانقلاب بمدينة المنصورة ودهس السائق مؤخرة المسيرة مما أسفر عن
إصابة خمسة سيدات إحداهن حالتها خطيرة ومصابة بكسور مضاعفة، وتم نقلهن إلى
المستشفى وتخوفًا من اعتقالهن أو بطش مليشيات الانقلاب بهم قام من برفقتهم
بإخراجهن سريعًا من المستشفي وتوجهوا بهم إلى مكان غير معلوم لتلقى العلاج .
وأكد العديد من شهود العيان تعمد سائق التاكسي دهس المسيرة وهذا ما أكدته
مشاهد إحدى تسجيلات الفيديو, وإحدى المصابات كانت عجلات التاكسي فوق قدميها واضطر
المشاركون في المسيرة لرفع التاكسي عنها.
فى خضم هذا الحدث، نعود بالذاكرة إلى الوراء.. وفى مارس الماضى، حينما قام أهالى
بمحافظة الشرقية - وللمرة الثانية عشرة بعد ثورة 25 يناير - بالفتك ببلطجى بعد
أسبوع من ذبحهم شابين وإشعال النيران بهما، وبذلك يرتفع رصيد الذين تم تطبيق حد
الحرابة عليهم من جانب أهالى الشرقية 17 شخصا.
وقام أهالى قرية شيط الهواء التابعة لمركز كفر صقر بالشرقية عصر اليوم
الجمعة، بقتل بلطجى من قرية أبو حريز المجاورة، وذلك أثناء عقد جلسة عرفية بالقرية
بعد صلاة الجمعة، على خلفية تحريض البلطجى لبعض معارفه بالصعيد على خطف طالبة
لرغبته فى الزواج منها، حيث إنها جارة والدة البلطجى المتزوجة بقرية شيط الهواء من
آخر غير والده.
وأثناء الجلسة العرفية، فوجئ أهالى القرية بحضور البلطجى المدعو "محمد
سمبوكسا" بصحبة بعض البلطجية، حيث قام بطعن أمين شرطة بالقرية بالسكين، مما
دفع أهالى القرية للإمساك به والتعدى عليه بالضرب المبرح حتى فارق الحياة.
الغريب فى الأمر أن كافة وسائل الاعلام والأجهزة الأمنية تعاملت مع الأمر
على أنه تطبيق لحد الحرابة على بلطجى، فى حين أنهم تعاملوا مع سائق تاكسى المنصورة
الذى دهس 5 سيدات استشهدت احداهن على اثر اصابتها الخطيرة، بشكل مخالف تماما
لطريقة تعاملهم مع بطلجى الشرقية، فسرعان ما مجدوا من سائق المنصورة الذى تعرض
للهجوم من قبل بعض الغاضبين بعد دهسه السيدات، حيث هجموا على السائق وأحرقوا له
التاكسي وأدى هذا الضرب إلى وفاته وذلك في ظل الانشغال بالجرحى والمصابين .
وكالعادة.. مارس الاعلام الانقلابى صنفا مستحدثا من الدعارة حين انبرى
مدافعا عن سائق المنصورة، فطالب وائل الابراشى بالقصاص لدم الشهيد البطل اللى دهس
النساء، وخرج عكاشه يحرض اهالى المنصوره للخروج على الاخوان والسلفيين وقتلهم
انتقاما، بينما استضافت قناة محمد الأمين - cbc- عائلة السائق المجرم، وانفردت قناة ساويرس باستضافة
جيرانه، وكادت قناة النهار ان تعوض السبق المفقود عبر استضافة اخر 3 الاف زبون
ركبوا مع السائق ليؤكدوا انه "ابن حلال"، كما فات على جمعة مفتى العسكر
ان يؤكد ان السائق قام بعمل بطولى وطوبى له و يؤكد انه راَه فى الجنة!
وفى هذا السياق، قام امام احد المساجد بالمنصورة بابلاغ ميلشيات الانقلاب
عن أكثر من 25 طالب من جامعة المنصورة الذين احتموا بالمسجد هربا من شبيحة السيسى
الذين طاردوهم داخل الحرم الجامعى.
وكان امام مسجد السلام المعروف بقربه من أجهزة الأمن منذ ايام المخلوع قد
قام بالابلاغ عن حوالى 30 طالبا من طلاب جامعة المنصورة الذين سارعوا للاحتماء
بالمسجد هربا من بطش بلطجية الانقلاب الذين يستدعيهم رئيس الجامعة دوما لمساعدة
ميليشيات الانقلاب لقتل واعتقال الطلاب.
ولم يراع امام المسجد وجود بنات وسط الطلاب الذين شاركوا فى تظاهرات
الثلاثاء الماضى، لولا ان بعض المصلين تدخلوا لتهريب الفتيات قبل ان لقى أمن
الانقلاب القبض على من تبقى من الطلاب رغم وجود مصابين بهم.
عبدالرحمن كمال
yonis_614@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق