السيسى رئيسا.. نقطة ومن أول السطر


اذكر جيدا هذا اليوم.. كنا فى حالة نشوة كبيرة عقب رحيل المخلوع العميل مبارك.. الجميع ارتدى العباءة الثورية لدرجة جعلة الثورة كاللبانة فى فم العاهرة.. أكثر من 50% من الشعب كان رافضا للثورة وبعد التنحى احتفل فى التحرير وكأنه أحد شهدائها.. الاعلاميون الاقذار امثال لميس وعمرو اديب والابراشى الذين عبدوا عجل نظام مبارك.. اتخذوا لانفسهم درعا ثوريا واقيا زائفا.. الممثلون امثال ابراهيم عيسى وعلاء الاسوانى وعبدالحليم قنديل أذلوا الشعب بكونهم مفجرى الثورة..ديكورات العمل السياسى الذين قفزوا من المركب الوطنى الديمقراطى أطلعوا علينا كمنظرين للثورة.. الأحزاب الهلامية التى رفضت الخروج يوم 25 يناير حتى لا تفسد ذكرى عيد الشرطة امثال الوفد والتجمع والناصرى والجيل سارعت بالتحدث باسم الثورة...
وفى خضم هذه النشوة.. وفى عز تلك الفرحة التى وصلت الى حد الغيبوبة.. قولت له:
"كان نفسى اكون معاكوا ايام الحظر والخطر.. وقت ما كنتوا بتوزعوا البيانات فى السر والخفاء.. وقت ان كنتم مطاردين فى الازهر وعمرو بن العاص من امن الدولة.. وقت ان كان مجرد السلام على اى منكم تهمة تلقى بصاحبها ورا الشمس.. عندما كان دخول احد مقراتكم او مؤتمراتكم معناه التعذيب شهورا فى سجون زبانية امن الدولة.. حينما كان شراء جريدة الشعب او المجاهرة بالدخول على اى من مواقعكم على الانترنت كفيل بالحصول على "طريحة ساخنة" من المخبرين وأمناء وضباط الشرطة.. حين كان فقط الهتاف وراء اى منكم فى مناسبة نتيجته جلسة كهرباء من داخلية العادلى"
نظر الى مبتسما.. وقال لى :
"ماتستعجلش يا اخويا.. الايام دى راجعة تانى.. لا.. ده الايام اللى جاية أسوأ من أيام مبارك.. والابتلاء هايكون أشد.. وابقى ورينا هاتصمد ولا لأ"
ما سبق كان حوارا دار بينى وبين المجاهد مجدى حسين رئيس حزب الاستقلال (العمل سابقا) ذاك الرجل الذى كان له دورا -هو وحزبه وجريدته- كبيرا فى التحضير لثورة 25 يناير المغدورة.. فالثورة كما قرأنا عمل تراكمى.. وعلى مدار العشرين سنة السايقة للثورة المغدورة.. لن تجد من كان أعلى صوتا وسقفا من رجال حزب العمل وجريدة الشعب حتى بعد قرار الصهيونى مبارك بتجميد الحزب واغلاق الجريدة
وكالعادة دائما.. صدقت توقعات المجاهد مجدى حسين.. وقع الانقلاب الدموى.. عدنا الى اسوأ عصور الخوف والاستبداد.. صار قول الحق جناية.. ومعاداة الظلم جريمة.. والافصاح عن ضرورة عودة الجيش الى الحدود اهانة.. وتطهير مؤسسات الدولة فعلا فاضحا.. والمطالبة بالحرية تهورا.. والدعوة الى العدالة الاجتماعية جنونا.. والحرص على توفير العيشة الكريمة اسرافا.. والتمسك بالكرامة تعصيا.. والدفاع عن الدين تطرفا.. والجهر بالعداء الى امريكا واسرائيل ارهابا..
امتلئت شوارع مصر بالدماء.. عجت السجون والمعتقلات بالابرياء.. توشحت بيوت مصر بالسواد.. ترملت النساء ويُتِّم الاطفال.. لا يخلو شارع فى مصر من معتقل او مصاب او شهيد..
ورعم حالة السواد ومصائب البلاد.. يقف المجاهد مجدى حسين شامخا.. يرفض ان يساورنا القلق فى نصر الله القريب.. يبنى سياجا من الامل حول الأنفس التى تحملت ما لا يطيقه بشر.. يزرع فينا الحرص على مصر المستقلة عن التبعية لأى طاغوت.. ينمى فينا الموت من أجل الدين.. يغرس فينا عشق الحرية.. يقصى اى وازع قد يحبطنا
وهاهو جيش كامب ديفيد.. يرقى عبدالموساد الصهيونى الى رتبة "مشير" تلك الرتبة التى يفترض الا لا ينالها من خاض ثلاثة حروب.. غير ان جيش كامب ديفيد لن يعدم مبررا ولن يفتقد قوادا سياسيا او عاهرا اعلاميا يهلل لقرار المؤسسة التى تسبح بحمد امريكا وتمجد بشكر اسرائيل!!
وبعد ذلك بساعات قليلة.. طالعتنا نفس المؤسسة العميلة.. بخبر قيام عصابة الـ 19 عميل بتفويض بطل اسرائيل القومى للترشح الى ركوب مصر ونهب خيرها على سنة امريكا واسرائيل.. ليؤكد لنا ذلك ان خطيئة الثورة المصرية الكبرى وأكبر دليل على الاحتواء الأمريكى لها هو اغفال قضية استقلال مصر عن الحلف الصهيونى الامريكى.. تلك القضيةالتى أغفلتتها النخبة التى ابتلانا الله بها.. وسقطت عمدا من حسابات فضائيات وصحف واعلام أقل ما يوصف به أنه ان يرزح فى بحر العمالة والمال الحرام.. فلم نجد كاتبا  او مذيعا او سياسيا او ثوريا او منظرا او محللا او "خابورا استراتيجيا" او استاذا جامعيا او وجها المعيا يدعو جموع الشعب الذى "لا يفهم سياسيا وغير جدير بالديمقراطية" –وفقا لوصف نبيل صليب المعين من قبل عملاء مصر الانقلابيين- لم نجد من يقود الدفة تجاه حرب الاستقلال بما فى ذلك جماعة الاخوان التى تدفع الان ثمن نهجها الاصلاحى الذى لا يتماشى مع منطق الثورات رغم علمنا بوعورة المؤامرة..
كان الجميع يلهى الشعب عن عمد او بسوء نية فى مطالب تافهة ووقفات ساذجة وتظاهرات هايفة لتحويل نظره واهتماماته بعيدا عن القضية الام.. الاستقلال
احقاقا للحق.. تبنى نهج صرف انظار الناس تلقاء قضية الاستقلال شخص واحد وكيان وحيد.. الشخص هو المفكر القومى المهندس محمد عصمت سيف الدولة ذلك الرجل الذى تمسك بمبادئه القومية ولم ينقلب عليها لمجرد فكرة قديمة عن عداء غبى بين تيار القوميين والتيار الاسلامى..
اما الكيان الوحيد.. فهو حزب العمل سابقا الاستقلال حاليا.. رجال الحزب الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. عقول أدركت مربط الفرس فى الصراع.. فبُح صوتها لتحويل الاهتمام ناحية القضية الام.. ولم يثنهم التعتيم المتعمد عليهم عن القيام بدورهم الوطنى..
من هنا أقول.. تحية للرجل الواحد.. تحية للكيان الوحيد.. تحية الى الصامدين من شعب مصر.. فنحن الآن فى منتصف طريق قارب على الانتهاء.. منتصف طريق يستحيل الرجوع منه.. فلتعلقوا امالكم بالله.. ولتصرفوا الاحباط والياس من قلوبكم.. ولتجعلوا عدوكم وعدو الثورة الاول أمريكا واسرائيل.. فعصابة الـ 19 ماهم الا ادوات قذرة ستضحى بهم امريكا وقت ان ينتهى دورهم تماما كما فعلت مع عميلها مبارك.. اجعلوا ششعار الثورة الموت لأمريكا واسرائيل..
وفى رأيى.. لن تنتصر ثورتنا الا اذا تحولت نظرة التيار الاسلامى وفى القلب منه الفصيل الاكبر والاكثر تنظيما -الاخوان- وكافة الثوار الى امريكا تحولا جذريا.. اذ يجب ان تتحول علاقتنا بامريكا من انتظار رد الفعل الامريكى الى فرض الامر الواقع علي الامريكان.. ويجب ان تتحول نظرة الاخوان فى العلاقة مع امريكا الى العداء الصريح بدلا من "العتاب" لدعمها الانقلاب.. الانقلاب الذى كشف لنا صدق مقولة "بعض الذين بكوا الحسين.. لم تتح لهم الفرصة لينافقوا يزيد" وهى المقولة التى تنطبق على الليبراليين والعلمانيين الذين وقعوا فى نفس الاخطاء التى اتهموا بها الاخوان.
عبدالرحمن كمال
yonis_614@yahoo.com

زقاق النت

زقاق النت

مواضيع ذات صلة:

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

النصابين

أعلن عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، في كلمته التي بثها التليفزيون المصري، السبت 5 أكتوبر 2013، بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر،، عن البدء فى تدشين أولى خطوات مشروع إنشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية، منها استخراج الطاقة، على أن تكون منطقة الضبعة أول المواقع المقترحة للدراسة!!!


وفى دراسة بألمانيا تمت لحساب المكتب الأتحادى الألمانى للحماية من الأشعاعات ونشر نتيجة الدراسة فى شهر ديسمبر 2007 أحدث صدمة فى ألمانيا بعدما ذكر بها أن البشر الذين يعيشون بالقرب من المفاعلات النووية لديهم خطورة أكبر للأصابة بالسرطان.

لماذا نشترى مفاعل نووى تزيد تكلفته على 5.52 مليار إيرو ، و 300 من مراوح توليد طاقة الرياح تنتج ما يعادل مفاعل نووى و تتكلف 900 مليون إيرو فقط؟!!! و بعد نهاية خدمة المفاعل النووى يلزم تفكيكه و تخزينه وهذا يتكلف حوالى 600 مليون إيرو....

ستنتج مصر بعد كل الفرقعة الاعلامية والتكلفة الباهظة 4000 ميجاوات فقط لا غير من خلال 4 مفاعلات نووية .. فى حين أن ألمانيا تنتج حاليا 20 ألف ميجاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية ، و هو ما يعادل أنتاج 20 من المفاعلات النووية وإيضا تنتج 31 ألف ميجاوات، من طاقة الرياح.

فى تصريحات صحفية فى إبريل 2011 يقول د.فاروق الباز ، مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية ، أن توليد الكهرباء بأستخدام الطاقة النووية تنتج عنه مواد مشعة فشلت كبرى دول العالم في التخلص منها، و أنه يمكننا تطوير الطاقة الشمسية فى الصحراء الغربية لتحقيق جميع أحتياجاتنا فى وادى النيل، كما أنه يمكن الأعتماد فى منطقة البحر الأحمر على طاقة الرياح ، و" أن المرحلة الحالية تتطلب تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية والأستفادة منها ".

من المنتظر أن يستغرق العمل 40 سنة لأزالة الأنقاض ، تكاليف تعويضات ضحايا الكارثة النووية فى فوكوشيما وأعمال إزالة المخلفات 100 مليار إيرو، قاع البحر أمام فوكوشيما سيتم تغطيته بالخرسانة ، و بتكلفة قدرها 10 مليار إيرو ، وهناك تقديرات بأصابة حوالى 100 ألف طفل بأمراض سرطانية نتيجة كارثة فوكوشيما.."

و تقول إيفا جلفشنيج ، رئيسة حزب الخضر فى النمسا، تكنولوجيا المفاعلات النووية لا يمكن التحكم بها.
وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل : "إن الأحداث التي وقعت في اليابان تبين لنا أنه حتى الأشياء التي تبدو مستحيلة من الناحية العلمية قد تحدث، أنه لم تنجح اليابان برغم كل أجراءات الأمان الشديدة بها التحكم فى المفاعلات النووية و لن تستطيع بلد فى العالم أن يقول أن هناك مفاعل نووى أمن، ألمانيا تخرج 7 مفاعلات نووية من الخدمة فورا و هى التى يزيد عمرها عن 25 سنة و تتعجل أخراج الباقى بحلول عام 2022 و التحول إلى الطاقات المتجددة النظيفة ،

ألمانيا و بلجيكا و سويسرا يقرروا إنهاء الطاقة النووية و أغلاق مفاعلاتهم النووية تدريجيا ، و إيطاليا تظل خالية من الطاقة النووية، هو قرار الإيطاليين فى أستفتاء شعبى و الذى صوت بنسبة 95 % ضد الطاقة النووية. علما بأن النمسا و الفلبين بعد بناء مفاعل نووى على أرضهم لم يتم تشغيله و أصبح مزارا للسياح .

وفى مصر بعد استيراد المبيدات المسرطنة فى عهد مبارك جاء الأن الدور لإستيراد مفاعلات نووية تسبب أنواع جديدة من السرطانات مثل سرطان الدم للمصريين.. المهم العمولات! و فى عام 2014 سيتم طرح مناقصة شراء مفاعلات نووية لمصر!!!

يتم التشغيل بواسطة Blogger.