![]() |
الصورة نقلا عن صفحة الملك أحا |
عبدالرحمن كمال
في الوقت الذي يطالب فيه السيسي الشعب المصري بالصبر "والمهابرة" وعدم الاستعجال في قطف الثمار، ويدعو وزرائه المصريين إلى العمل والتخلى عن المطالبة المستمرة بأبسط حقوقهم، يستعد مشخصاتية مصر والموهومين وانصاف الموهوبين لاقتسام تورتة رمضان فى العادة السنوية لإفساد الشهر الكريم.
السيسي في المانيا اصطحب ثلة الفنانين كقوة ناعمة بعد ان انفض عنه شلة المنتفعين من السياسيين والأحزاب الكرتونية، ورغم ذلك تعرض لفضيحة دبلوماسية وسياسية مدوية على يد فجر العدلي أمام المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، العضو الأهم فى الاتحاد الأوروبي.
سدنة السيسي من المشخصاتية لم يكفوا عن التغني بحب الوطن والدفاع عن ترابه والموت تحت لوائه، والتضحية بالغالى والنفيس من أجله، وفي نفس الوقت، نراهم قد شفطوا خير الوطن، ونهبوا خيراته تحت مسمى الفن.
ما بين 35 مليون جنيها و4 ملايين جنيها، ترواحت أجور مشخصاتية السيسي في رمضان المقبل، ولا يزالون مدافعين عن السيسي ولي نعمتهم الذى خلص الشعب من فساد الدولة الدينية!
من الطبيعي جدا ان يدافع هؤلاء المشخصاتية عن الصنم الأكبر عبدالموساد السيسي، فهؤلاء هم المتمجدون الذين أخبر عنهم الكواكبي في كتابه الذى يعد أصح كتب السياسة كما البخارى أصح كتب الحديث.
التمجد خاص بالإدارات المستبدة، وهو القربى من المستبد بالفعل كالأعوان والعمال، أو بالقوة كالملقبين بنحو دوق وبارون..
وبتعريف آخر: التمجد هو أن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف المساواة في الإنسانية!
وبعبارة أوضح وأخصر: هو أن يصير الإنسان مستبداً صغيراً في كنف المستبد الأعظم.
والخلاصة أن المستبد يتخذ المتمجدين سماسرة بتغرير الأمة باسم خدمة الدين، أو حب الوطن، أو توسيع المملكة، أو تحصيل منافع عامة، أو مسؤولية الدولة، أو الدفاع عن الاستقلال.
السيسي شأنه شأن هذه الأنظمة المستبدة التى لا تستطيع عيونها أن ترى إلا هؤلاء "المتمجدين" ، والمتمجِّدون - كما وصفهم الكواكبي - يريدون أن يخدعوا العامة، وما يخدعون غير نسائهم اللاتي يتفحفحن بين عجائز الحي بأنهم كبار العقول؛ كبار النفوس؛ أحرار في شؤونهم لا يُزاح لهم نقاب، ولا تُصفع منهم رقاب، فيحوجهم هذا المظهر الكاذب لتحمُّل الإساءات والإهانات التي تقع عليهم من قِبَل المستبدّ، بل تحوجهم للحرص على كتمها، بل على إظهار عكسها، بل على مقاومة من يدّعي خلافها، بل على تغليط أفكار النّاس في حقِّ المستبدِّ وإبعادهم عن اعتقاد أنَّ من شأنه الظلم.
اذن فمن الطبيعي أن يدافع هؤلاء المطبلاتية وعديمي الموهبة وانصاف الموهوبين والموهومين فى أحسن الأحوال عن السيسي، لكن من غير الطبيعي أن يتلهف الشعب أعمالهم وآرائهم في شهر العبادات، من غير المعقول أن يصدق اى عاقل أمثال هؤلاء الأفاقين، من غير الجائز أن يصبر الجائعون على مستبد يقتطع من أجسادهم ليمنح ثلة القوادين في جيش كامب ديفيد خيرات بلدهم، ثم يرمي الفتات لسدنته من المشخصاتية الفنانين والمطبلاتية الإعلاميين.. ولا عزاء للمصريين.
وصدق الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري حين تساءل متعجبا: "عجبت لمن لا يجد قوت يومه.. كيف لا يخرج شاهرا سيفه؟"
amrmahmoud31@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق